اكتشاف مقبرة قائد الجيش المصري في عهد الملك رعمسيس الثاني

اكتُشف في منطقة سقارة جنوبي القاهرة مقبرة كبير قادة الجيش المصري القديم في عهد الملك رعمسيس الثاني، ويدعى "إيورخي".
 
وقالت علا العجيزي، رئيسة البعثة الأثرية بمنطقة سقارة، التابعة لكلية الآثار جامعة القاهرة، إن المقبرة كبيرة الحجم وتحتفظ بالكثير من النقوش الهامة التي تبرز علو مكانة الرجل، فضلا عن وجود نقوش جدارية تصور الجيش المصري بأقسامه من الخيالة والمشاة، متجهين في حملة عسكرية إلي خارج حدود مصر الشرقية.
 
كما تضمنت نقوش المقبرة أسماء بعض أفراد أسرة " إيورخي "، وهم ابنه "يوبا"، وحفيده الذي احتل مكانة بارزة في النقوش على الكتل الحجرية الموجودة في المقبرة. ويتضح من خلال النقوش أنهم يحملون ألقابا عسكرية مهمة، ما يدل علي أنهم جميعا ينتمون إلي عائلة من الطبقة العسكرية في الدولة الحديثة، بحسب تقسيم عصور تاريخ مصر القديم.
 
وتشير النقوش إلى أن "إيورخي" بدأ مسيرته العسكرية في عهد الملك سيتي الأول، وتدرج في المناصب حتى تقلد أعلى المناصب العسكرية في البلاط الملكي المصري في عهد الملك رعمسيس الثاني.
 
وأضافت العجيزي أن البعثة عثرت أيضا علي عدد ضخم من الكتل الحجرية المنقوشة، التي انتُزعت من جدران المقبرة على نحو يرجح أنها إما "حدثت خلال محاولات سرقة في القرن التاسع عشر، أو من خلال التأثير بالعوامل الجوية. وهو الأمر الذي أسهم في وجود عدد كبير من بقايا آثار هذه المقابر في المتاحف حول العالم".
 
تدرج صاحب المقبرة في الرتب العسكرية المهمة، وتقلد أعلي المناصب في عهد الملك رمسيس الثاني، من بينها منصب المشرف علي أملاك الملك في معبده المعروف باسم "الرامسيوم" الواقع في طيبة (الأقصر) الغربية.
 
كما اكتُشفت كتلة حجرية في الرمال، ربما انتُزعت من الجدار الشمالي، وعليها نقوش تشير إلى مشهد استثنائي لوحدة من جنود المشاة والخيالة بعرباتهم الحربية يعبرون ممرا مائيا يحتوي على تماسيح، وتشير الدراسة المبدئية لهذا المشهد إلى أنها تمثل الحدود الشرقية لمصر بجدرانها الحصينة.
 
ويوجد مشهد مشابه على جدران معبد الكرنك للملك سيتي الأول، يجسده عائدا منتصرا من حملة عسكرية ضد بدو الشاسو، ويدخل مصر عن طريق نفس الممر المائي الذي يحتوي على تماسيح.
 
كما عثرت البعثة على نقوش على كتل حجرية أخرى فريدة من نوعها تجسد أنشطة الحياة اليومية ذات الصلة بالمكانة العسكرية الرفيعة لصاحب المقبرة، فضلا عن نقوش تشير إلى العلاقات الخارجية المصرية مع الدول المجاورة مثل السفن المحملة بآنية النبيذ القادمة من أرض كنعان (سوريا وفلسطين حاليا).
 
وتشير المعلومات المبدئية حتى الآن إلى أن وجود أسماء عدد من أفراد أسرة القائد "إيورخي"، مثل ابنه وحفيده، بطريقة بارزة في النقوش يرجح أنها مقبرة عائلية، وهو ما قد تؤكده دراسات إضافية مستفضية في المستقبل.