تصعيد جنوبي وتحفظ حوثي وتهديد سبئي بالتزامن مع الاحتفال بمخرجات الحوار

تحتفل أجهزة الدولة الرسيمة، صباح السبت، بإنتها 9 أشهر من الحوار الوطني في صنعاء، وسط تطلع الكثيرين نحو تنفيذ مخرجاته التي لاتزال عدد من القوى السياسية تختلف حولها، حيث تتمسك جماعة الحوثي بنقاط اعتراضها فيما تهدد قوى أخرى لم تشارك في الحوار كالحراك التهامي والسبئي والجنوبي بالتصعيد.

وقالت النائب الأول للأمين العام للحوار"أفراح الزوبة" إن الاحتفالات ستجري على مستوى مراكز المحافظات، إضافة إلى الاحتفال الكبير في القصر الجمهوري بصنعاء، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة تحسباً لهجمات إرهابية.

ونشرت قوات الحرس الرئاسي عدداً من وحداتها في الشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على مداخل العاصمة، لكن الإحتفال بالحوار الذي يعلن نهاية حقبة من الجدل السياسي بشأن مختلف القضايا وأبرزها القضية الجنوبية التي لايزال الحراك الجنوبي متمسكاً بخيار الانفصال أو ما يطلقون عليه(فك الارتباط) كما ورد، الجمعة، على لسان أبرز القادة الجنوبيين حيدر العطاس، قد لا يجد طريقاً لتنفيذ مخرجاته كما يبدو.

وجابت مسيرة جماهيرية لأنصار الحراك الجنوبي عدداً من شوارع عدن عبر المشاركون فيها عن رفضهم لمخرجات الحوار الوطني، التي تبنت خيار الدولة الإتحادية من عدة أقاليم كحل وسط بين الشمال والجنوب، وأبدوا تمسكهم بخيار الانفصال، كما هددوا بالتصعيد خلال الأيام المقبلة، وعبرت مصادر أمنية في المحافظة عن مخاوفها من اندلاع أعمال عنف خلال الساعات المقبلة مع قوات الأمن والجيش التي وضعت في حالة استنفار شأنها شأن بعض المحافظات الجنوبية التي لا تزال تشهد مواجهات بين الجيش وأنصار الحراك الجنوبي خصوصاً في محافظتي الضالع ولحج.

وقال القيادي الجنوبي في معارضة الخارج حيدر العطاس في لقاء تلفزيوني إن وثيقة الحوار الصادرة عن مؤتمر حوار"صنعاء" كما يسميه، "أكدت أن الوضع في اليمن بما فيها الوحدة انتهت وعلى الجميع البحث عن وضع مغاير ونحن كنا ومازلنا متمسكين ونا زلنا بخيار فك الإرتباط".

وأضاف العطاس في تعليقه على الأقاليم الجنوبية" سبق لي وأن اتصلت بالرئيس هادي وحذرته من مخاطر تقسيم الجنوب، منوّهاً إلى أن موقف الجنوبيين من حوار "صنعاء" كان واضحاً" خرج الجنوب في 9 مليونيات وهذا كاف"، لكنه اعتبر استمرار تشتت رؤى القادة الجنوبيين بأنه السبب الذي أعاق استماع المجتمع الدولي لمطالبهم.
ظهور العطاس في اللقاء جاء بعد أنباء عن دعوته من الرئاسة اليمنية لحضور حفل اختتام مؤتمر الحوار الوطني الذي سبق له وأن قاطعه وطالب قبيل انطلاقه بضرورة إجراء حوار ندّي بين الشمال والجنوب.

في صعيد متصل، انسحب أعضاء جماعة الحوثي المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني من الجلسة الأخيرة، التي أعلن فيها الرئيس هادي انتهاء جلسات المؤتمر، احتجاحاً على إغتيال أحد أعضائها الدكتور أحمد شرف الدين، وأبدت بعض نقاط إعتراضها على مخرجات المؤتمر، والتي أكد الناطق الرسمي باسم أعضاء الجماعة المشاركين في المؤتمر بأنهم لا يزالون متمسكين بها.

وقال علي البخيتي ليومية "اليمن اليوم": " نحن ندعم تطبيق مخرجات الحوار الوطني التي تم التوافق عليها وفقاً للائحة الداخلية للمؤتمر فقط"، لكننا لا نزال متمسكين ببعض النقاط التي قدمنا اعتراضاتنا عليها، خصوصاً فيما يتعلق ببقاء حكومة الوفاق، وتفويض الرئيس بتشكيل لجنة تحديد الأقاليم، مشيراً إلى اعتراضهم أيضاً على بنود وثيقة الضمانات وآلية اتخاذ القرارات داخل مؤتمر الحوار والتي تم بموجبها تمرير تقارير الفرق بنظام الأغلبية، خلافاً للنظام الداخلي الذي يؤكد ضرورة التوافق، وتجاوز التوافق يجعل وثيقة الحوار محل شك للجميع.

كما يواصل الحراك السبئي فعالياته التصعيدية بهدف الضغط على الدولة لتنفيذ مطالب أبناء الجنوب، كما يقول رئيس الحراك السبئي محمد ميقات، مضيفاً أنهم يرفضون وضع مأرب التي كانت رمزاً للدولة السبئية في إطار إقليم مع محافظات أخرى:"نريدها إقليما خاصاً يعيد لأبنائها كرامتهم وحقوقهم المسلوبة منذ قرون أو على الأقل اعتمادها عاصمة أي إقليم مستقبلي ولن نرضى بغير ذلك".

وأضاف محمد ميقات: " تقدمنا بمطالبنا منها 22 مطلباً تنموياً إلى جانب القضية الرئيسية إعلان مأرب إقليماً، وحتى الرئيس هادي لم يستمع لرؤانا أثناء لقائه قبل أيام"، مشيراً إلى وجود خطة تصعيدية لأنصار الحراك السبئي سيعلن عنها خلال الأيام المقبلة.

وفي الحديدة عبر الحراك التهامي الذي يواصل فعالياته التصعيدية منذ أيام عن أمله في تنفيذ مطالبه المتمثلة في إعلان إقليم تهامة، وإخراج المعسكرات، وقال قيادي في الحراك ل"يومية اليمن اليوم" إن مخرجات الحوار الوطني تعكس توافقاً ظاهرياً بين القوى السياسية، لكنه من الصعب تنفيذها خصوصاً في ظل ما تشهده البلاد من انفلات أمني وغياب للدولة وعدم تلبية الحوار لتطلعات أبناء الشعب.

ويأتي الإحتفال بختام الحوار في وقت يتزايد فيه نشاط الجماعات الإرهابية، خصوصاً في البيضاء التي حذرت فيها مصادر أمنية من وجود نوايا لعناصر التنظيم بغية إسقاطها.