العراق يستعيد البطولات الدولية بعد غياب نحو 30 عاما

تستأنف أجواء التشجيع من جديد في العراق الثلاثاء من بوابة ملعب كربلاء جنوب بغداد، الذي يستقبل المباراة الدولية الرسمية الأولى منذ نحو عقدين من الزمن، بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السماح للبلاد باستضافة المباريات الرسمية.
 
وتأتي المباراة بعد أقل من شهر من رفع عقوبة الإيقاف الدولي عن الأندية العراقية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي العقوبة التي استمرت 28 عاما.
 
وجرى تطبيق العقوبة بحق الأندية العراقية في عام 1990، وفي بعض الأحيان كان يتم رفع العقوبة بشكل جزئي بالنسبة لمدن كربلاء والبصرة وأربيل.
 
وبعد أشهر عدة من إعلان دحر تنظيم الدولة الإسلامية، يستضيف نادي الزوراء بطل الدوري العراقي نظيره اللبناني العهد المتوج حديثا بلقب دوري بلاده في إطار منافسات الدور الأول لكأس الاتحاد الآسيوي.
 
وستشكل المباراة فرصة للعراقيين لتشجيع أنديتهم على ملاعبهم. وهذه المباراة ليست مباراة الزوراء وحده بل مباراة كل الفرق العراقية التي ستأتي روابط مشجعيها إلى كربلاء للمؤازرة.
 
أجاز الاتحاد الدولي للعراق في مارس الماضي استضافة مباريات دولية رسمية في مدن البصرة وكربلاء الجنوبيتين، وأربيل مركز إقليم كردستان الشمالي، في خطوة انتظرها العراقيون منذ فترة.
 
وكان الفيفا قد خفف العام الماضي من الحظر المفروض بشكل شبه متواصل منذ تسعينات القرن الماضي على استضافة المباريات الرسمية في العراق، مجيزا إقامة المباريات الودية على ملاعب المدن الثلاث. ورفض الفيفا في الوقت الراهن طلب إقامة مباريات ودية في بغداد.
 
أرق التنقل
 
مباراة اليوم الثلاثاء هي الأولى للزوراء أمام جمهوره وعلى أرضه منذ العام 2002، ويأمل في تخطي ضيفه العهد ومشاركته في صدارة المجموعة الثانية، قبل أن يستقبل المنامة البحريني في 16 أبريل في لقاء مؤجل.
 
ويقول عضو الإدارة والمتحدث الإعلامي للزوراء عبدالرحمن رشيد “انتظرنا طويلا هذا الحدث الكروي كي يخوض الفريق مبارياته بين أنصاره، سئمنا كثيرا من رحلات التنقل المستمرة”.
 
وأضاف “لقد أُرهق النادي على الصعيد المادي وجاهزية اللاعبين”، معتبرا أن الزوراء هو أول فريق يخوض مباراة رسمية على أرضه وهو ما يمثل مصدر فخر للنادي. وستكون للزوراء الأفضلية في المباراة، إذ أنه سيكون المضيف على ملعب كربلاء الدولي الذي يعد ثاني أفضل ملعب في العراق بعد ملعب البصرة.
 
وشيد ملعب كربلاء في العام 2015، بتكلفة بلغت 116 مليار دينار عراقي (98 مليون دولار) وفق طراز معماري يحاكي الملاعب الأوروبية ويتسع لأكثر من 30 ألف متفرج، بحسب ما يشير مدير دائرة الأقاليم وشؤون المحافظات في وزارة الشباب والرياضة العراقية طالب الموسوي. وإضافة إلى ملعبين ملحقين لأغراض التدريب، الأول بسعة 2000 متفرج والثاني 500، يضم الملعب فندقا حديثا من أربع طبقات يحوي 70 غرفة.
 
وسيكون هذا الملعب أيضا، مستضيفا لمباراتي فريق القوة الجوية العراقي ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أمام المالكية البحريني والسويق العماني في 17 و24 أبريل تواليا.
 
ويعد جمهور الزوراء الأكثر تألقا وحضورا في الملاعب العراقية، وهو يشكل قاعدة جماهيرية عريضة للفريق لا تقتصر على بغداد، بل تمتد إلى معظم محافظات العراق من أجيال عدة ارتبطت ذاكرتها بنجوم الفريق الكبار أمثال الرئيس السابق للنادي أحمد راضي ورئيسه الحالي فلاح حسن. وقامت إدارة النادي بتوفير 20 حافلة كبيرة لنقل المشجعين من بغداد إلى كربلاء الواقعة على بعد نحو 90 كيلومترا إلى الجنوب منها، يوم المباراة.
 
ويؤكد الخمسيني مجيد الزورائي، نسبة إلى ولعه بنادي الزوراء رغم أنه من سكان محافظة واسط (الجنوبية) “سنعيد أجواء التشجيع التي كانت تحفل بها المباريات عندما كان يستقبل الزوراء الفرق في العاصمة على ملعب الشعب الدولي”. حاله حال الجيل الشاب الذي يتطلع إلى عودة قوية على ساحة كرة القدم الإقليمية. وفي هذا الصدد، يوضح الطالب الجامعي أحمد عبدالكريم “منذ سنوات وأنا أشجع الفريق وأراقب مشاركاته الخارجية. اليوم سنرى تلك الفرق في العراق. هذا سيمنحنا متعة ويعيدنا إلى أجواء كرة القدم”.
 
حسم الصدارة
 
في المقابل يواجه فريق الجزيرة الأردني ضيفه القوة الجوية العراقي بملعب الحسن بإربد. ويتطلع الفريقان إلى تعزيز فرصتهما في حسم صدارة المجموعة وضمان التأهل للدور المقبل، بعدما تعادلا ذهابا في الدوحة بنتيجة (2-2). ووفقا للمستوى الفني للفريقين اللذين لم يتذوقا طعم الخسارة في لقاءاتهما السابقة، فإن الصراع على بطاقة التأهل ينحصر بينهما.
 
ويتصدر الجزيرة المجموعة برصيد 10 نقاط من 4 مباريات، ويحل القوة الجوية ثانيا بـ7 نقاط من أصل 3 مباريات، ثم المالكية البحريني 3 نقاط من 3 مباريات، وأخيرا السويق العماني بلا نقاط من 4 مواجهات.
 
وتنص تعليمات البطولة على تأهل بطل كل مجموعة من المجموعات الثلاث لمنطقة غرب آسيا للدور المقبل إلى جانب صاحب أفضل وصيف من بين كل المجموعات.
 
ويسعى الجزيرة إلى استثمار عاملي الأرض والجمهور لتحقيق الفوز، كما أن الفوز في المباراة يشكل له تعويضا عن تبدد آماله بصورة كبيرة في المنافسة على لقب بطولة الدوري المحلي. ويعتبر الجزيرة من الفرق المتطورة والمنافسة على الألقاب المحلية، وهو يتطلع في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي للمنافسة على اللقب حسب تصريحات سابقة صدرت عن رئيس النادي محمد المحارمة.