الرئيس هادي يهاجم الوحدة اليمنية ويعتبرها "أم الأزمات"

هاجم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، الوحدة اليمنية خلال لقائه، الأحد، بعدد كبير من ممثلي الإقليم الشرقي الأكاديميين والقياديين وأعضاء الحوار الوطني والمشائخ والأعيان والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية من أبناء محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.

وجاء هجوم الرئيس هادي على الوحدة بقوله: "إننا في اليمن قد جربنا نماذج شطرية إلى أن جاءت الوحدة اليمنية وبدأت الأزمات التي كانت في الشطرين تنشط وتؤثر في أركان الوحدة فترحلت الأزمات من أزمة إلى أزمة وصولاً إلى الأزمة الكبيرة التي نشبت مطلع عام 2011 وكانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة المخرج المثالي والأفضل وجنبت اليمن الحرب الأهلية والتشظي والانقسامات"، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ" .

واستعرض خلال اللقاء الذي انعقد بمناسبة قرب انتهاء الحوار الوطني وإعلان مخرجاته وبيانه الختامي الذي سيمثل عهداً جديداً يرتكز على الحداثة والتطور والحكم الرشيد من أجل المشاركة في المسئولية والسلطة والثروة وعلى أساس من العدل والمساواة، استعرض جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بشئون الظرف الحالي والحاجة الماسة للعمل بكل مسئولية وإخلاص والاستعداد من أجل المستقبل المشرق الذي تسود فيه العدالة والإنصاف وعدم الإقصاء والإجحاف .

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن اليمن منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تعرض للكثير من المحن والمنعطفات والأزمات ولما كان الوضع كذلك تعثرت الكثير من مشاريع البنى التحتية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتربية والتعليم وبما جعلها لا تفي بالاحتياجات الملحة .

وقال: "كم حاجتنا اليوم للكهرباء التي ظلت متدنية بحدود لا تصدق بل وتتدهور بصورة مستمرة والكهرباء هي أساس التطور والاستثمار والحياة العصرية".. لافتاً إلى أن نصف قرن مضى كان معظمه في صراع من أجل الاستحواذ والاستفراد بكل صوره وأشكاله.

وأضاف الرئيس هادي: "نحن اليوم في مستهل القرن الواحد والعشرين ولابد من تغيير المفاهيم والعقول ونظام حكم جديد تتساوى فيه الناس وتسود فيه العدالة وعلى أساس من المشاركة الواسعة في المسئولية والسلطة والثروة بدون احتكار أو مركزية والاستفادة من تجارب الآخرين".

ولفت إلى أن الخبراء والمستشارين يعتبرون النظام الاتحادي على المستوى العالمي القريب والبعيد من أفضل النماذج للتطور والنجاح والنهوض بالوطن تحت راية الوحدة والديمقراطية .

وقال: "إن الجميع يعرف أن الجيش انقسم والأمن انقسم وحتى القوى السياسية والمجتمعية انقسمت ولكن تم تجاوز كل هذا بفضل تكاتف الجهود من القوى السياسية المخلصة للوطن التي عملت من أجل تجنيب اليمن ويلات الأزمة وما نتج عنها من تداعيات مروعة".

وأوضح أن الأقاليم موزعة على أساس من الترتيب العلمي الحديث والتمازج الاجتماعي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تسوده المفاهيم الحديثة وتذوب فيه الطائفية والمذهبية والتصرفات العنصرية .

ونوه رئيس الجمهورية إلى أن الثروات البترولية والغازية والذهب والحديد والزنك والنحاس موجودة بكمية تجارية ضخمة في جميع مناطق اليمن وبالأمن والاستقرار والعمل الدؤوب سيتم الاستفادة القصوى من هذه الثروات بصورة علمية وشفافة وبحيث تعرف كل مدينة ومحافظة مستحقاتها من هذه الثروات بعيداً عن العشوائية والارتجال وعدم الإنصاف في التوزيع وهناك أمثلة كثيرة للفساد الذي ساد أعمال الفترة الماضية .

وذكر أن نظام الإقليم سيكون مجففاً للفساد لأن العمل الإداري والإشرافي يمضي عن قرب والجميع يستطيعون متابعة كل شيء وتثبيت الأمن وملاحقة الإرهاب بصورة أكثر اقتداراً.