حسناوات نيجيريا في الأولمبياد ... على خطى «راستا روكيت»

«ثلاثي هيوستن» يمثل نيجيريا للمرة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تنطلق يوم 9 شباط (فبراير) المقبل في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية.
 
مشاركة فريدة لفريق «بوبسيليه» (عربات التزلّج) أنثوي يضم العداءات السابقات شي أون أديجون ونغوزي أنوميري وأكووما أميوغا، المولودات في الولايات المتحدة، واللواتي حصلن على جوازات سفر نيجيرية، جنسيتهن الأم.
 
والـ»بوبسيليه» التي تعدّ اختصاصاً شمالياً بحتاً، ستشهد منافستهن التي لن تتعدى مبدأ «تأدية الواجب» وتدوين اسم القارة السمراء في سجل اللعبة.
 
وتستلهم النيجيريات، المتخرّجات من جامعة هيوستن، تجربة «راستا روكيت»، الفريق الرباعي الجامايكي، في الـ»بوبسيليه» في ألعاب كالغاري عام 1988، والذي خطف الأضواء قبل 30 سنة، وأُنتج فيلم عن تجربته عام 1992 حصد 155 مليون دولار. كما يسِرن أولمبياً على خطى مواطنهن نجم كرة السلة حكيم أولاجون الذي حصد لقب دوري المحترفين مرتين مع فريق «هيوستن روكتس»، والميدالية الذهبية مع المنتخب الأميركي «دريم تيم» في دورة أتلانتا عام 1996.
 
انطلقت تدريبات النيجيريات الثلاث قبل 18 شهراً، وبدأن فنياً من الصفر، لكنهن تجاوزن عراقيل كثيرة، منها استخدام تجهيزات «بدائية» أحياناً، بفضل مثابرتهن وتصميمهن.
 
ويشرف المدرب بريان برغهورن على برنامج إعدادهن بعدما كلّفه الاتحاد الدولي لـ «بوبسيليه» هذه المهمة التي تشمل فرقاً للسيدات من البرازيل وأستراليا وكرواتيا وجامايكا ستخوض المنافسات الأولمبية، انطلاقاً من برنامج ترويجي للعبة في القارات المختلفة.
 
وبعد اختبارات دورية في مدينة فانكوفر الكندية، يكثّف الثلاثي تحضيراته في سولت لايك سيتي، ويحظى بمواكبة إعلامية دولية واسعة، خصوصاً بعدما أطلق حملة تسويق ودعم لمشاركته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفّرت له 75 ألف دولار، فضلاً عن انخراط شركات راعية.
 
ولمعت «الفكرة الأولمبية الرائدة» في رأس أديجون بعد خوضها سباق الـ100 متر حواجز في دورة لندن الأولمبية عام 2012، وتحوُّل رياضيات أخريات إلى المنافسات الشتوية، خصوصاً الـ «بوبسيليه»، وفي مقدمهن العداءات الأميركيات لورين وليامس التي حازت الميدالية الفضية في دورة سوتشي عام 2014، وأيا إيفانز (البرونزية) ولولو جونز (حلت في المركز الـ11).
 
وعبَرت أديجون (31 سنة، 1.65متر) إلى مصاف المؤهلات بعد تجارب مفتوحة أُجريت في تكساس، فقبلت بعدها التحدّي، وانضم إليها كل من أنوميري (25 سنة) وأميوغا (25 سنة)، وأصبحن ممثلات لأفريقيا ولبلدهن الأم (186 مليون نسمة) حيث يُطلق عليهن لقب «شفرات الجليد» في بيونغ تشانغ.
 
ويُدرك الثلاثي أنه لن يتخطّى أحد المركزين الأخيرين في المنافسات التي تُحتسب بفارق أعشار الثانية بين الأوائل، ونظراً إلى الفارق الجلي في المستوى، والذي يُترجم بفارق قد يصل إلى دقيقة واحدة، وفق ما توضح البطلة الأولمبية، متصدّرة ترتيب كأس العالم الكندية كايلي هامفريز.
 
وكان السنغالي لامين غويي أول متزلج «صحراوي» يخوض الألعاب الأولمبية الشتوية (دورة سراييفو عام 1984). وشكلت مغامرة «راستا روكيت» فتحاً أمام طَموحين، مثل لاعب «اللوج» التونغي فواهيا سيمي (سوتشي 2014).
 
لكن دورة بيونغ تشانغ ستشهد مشاركة لخمسة بلدان جديدة، هي: الإكوادور، وماليزيا، وسنغافورة، وإريتريا ونيجيريا. والأخيرتان ستصبحان البلدين الـ13 والـ14 اللذين يمثلان أفريقيا في الألعاب الشتوية، علماً أن هذه البلدان تستعين لهذه الغاية بأبنائها المقيمين في الطرف الشمالي من الكرة الأرضية. وعموماً، لم يُحرز أي رياضي أو رياضية من أفريقيا وأميركا الجنوبية، ميدالية في هذه الألعاب.