شرطة برلين تنفي تغلغل أفراد "عصابات عربية" في صفوف الشرطة

نفى رئيس شرطة برلين كلاوس كاندت بشكل قاطع وجود محاولات من قبل عصابات إجرامية أو عربية لإدخال عناصرها للعمل في صفوف الشرطة في العاصمة، وذلك بعد ورود أخبار وتحذيرات من ممثلين للشرطة في هذا الشأن.

تداولت وسائل الإعلام الألمانية منذ أيام أخبارا تتحدث عن اتهامات لشرطة برلين بتغلغل أفراد عائلات عربية في صفوفها.

ونفى رئيس شرطة برلين كلاوس كاندت الأربعاء (الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2017) هذه الاتهامات بشكل قاطع. وقال في جلسة خاصة أمام لجنة الشؤون الداخلية في برلمان برلين "هذا الادعاء خاطئ تماما"، كما ذكر موقع مجلة "شبيغل" أونلاين الألمانية.

وكانت نقابة للشرطة قد حذرت الأربعاء من تغلغل أعضاء في "عصابات عربية" في شرطة العاصمة. وذكر رئيس إحدى نقابات الشرطة أنه هنالك "إشارات واضحة" لمحاولات من قبل عائلات كبيرة من أصول عربية في برلين لإرسال أبناءها للعمل في صفوف الشرطة.

وأضاف بودو فالتسغراف رئيس "نقابة الشرطة" في برلين في لقاء تلفزيوني مع برنامج "مورغن ماغازين" مع محطة " ZDF" الألمانية أن هذه العائلات تحاول "إبعاد بعض أفراد العائلة عن القيام بجرائم" حتى يبقى سجلهم الجنائي نظيفا ويمكنهم التقديم على وظائف في سلك الخدمة العامة.

ونقل الموقع الإلكتروني لمجلة "شبيغل" الألمانية عن فالتسغراف، قوله "بطيعة الحال، لديهم مصلحة خاصة بمعرفة كيف تعمل الدولة وأين ، وكيف تتصرف الشرطة وكيف تُجرى عمليات البحث". وأضاف "على المرء الحذر هنا. وفي الجانب الآخر لا يمكن أيضا السماح بإقصاء أي شخص من الانضمام للخدمة العامة بسبب اسم عائلته".

أما وزير الداخلية في برلين أندرياس غايسيل فنفى من جانبه هذه الادعاءات ووقف بجانب منتسبي الشرطة من أصول أجنبية. وقال إنه يعارض تغذية الضغينة ضد الأجانب، وأضاف "لن أتسامح مع ذلك".

وأثيرت الكثير من الانتقادات لأكاديمية الشرطة في برلين في الأونة الأخيرة. وكان مدرس في أكاديمية شرطة ضاحية "شبانداو" ببرلين قد وصف، في رسالة صوتية بعثها على تطبيق "واتساب" إلى باقي زملائه في الأكاديمية، الفصول بأنها "جحيم، فنصف العرب والأتراك وقحون وأغبياء ولا يستطيعون النطق (التعبير)".

وأشار نفس المدرس، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن طلاب أكاديمية الشرطة من أصول مهاجرة "ليسوا زملاء. إنهم العدو. العدو الذي يتواجد داخل صفوفنا"، وفق ما أشار إليه موقع "تاغس شبيغل" الألماني.

وأفاد موقع صحيفة "ب. ز. برلين" أن حدة النقاش حول ظروف التدريس داخل أكاديمية الشرطة ازدادت عقب رسالة مفتوحة ثانية بعث بها موظف مجهول من المكتب الإقليمي للتحقيقات الجنائية، يُعبر فيها عن تضامنه مع المدرس ويوجه انتقادات كبيرة لقيادة الشرطة، إذ يرى الموظف أن العائلات العربية الكبيرة تمكنت من التغلغل في جهازي الشرطة والقضاء الألمانيين.

كما أوضحت جريدة "برلينه تسايتونغ" أن الموظف صاحب الرسالة الثانية ينتقد الشرطة لأنها "فتحت (الباب) للعشائر العربية الإجرامية" وأضاف: "المرشحون من هذه العائلات الكبيرة تم قبولهم في الشرطة رغم السجلات الإجرامية"، وأردف يقول: "إنها صفة للجريمة المنظمة أن تستطيع (العائلات العربية) التسلل إلى أجهزة الدولة".

وكتبت نفس الجريدة نقلاً عن صاحب الرسالة: "مما لاشك فيه هو أن تسلل العائلات العربية قد بدأ بالفعل". وأضافت الجريدة أن كاتب الرسالة يعتقد أن ذلك تم بمعرفة الشرطة.

يذكر أن هنالك ظاهرة ما يسمى بـ"عصابات العائلات العربية" موجودة في ألمانيا منذ عدة عقود. وحسب الدكتور رالف غضبان، الذي أجرى دراسة معمقة حول اللاجئين اللبنانيين وتاريخهم في ألمانيا، فإن هناك مجموعة عرقية معينة يرتبط اسمها بهذه النشاطات الإجرامية، وهي مجموعة "المحلمية"، نسبة إلى القبائل القديمة التي سكنت منطقة جنوب تركيا وشمال سوريا.

وأضاف الدكتور غضبان في لقاء سابق مع DWعربية، أن هذه المجموعة العرقية "تعاني من أزمة هوية عميقة – فهم غير مقبولين من العرب كعرب ولا يقبلهم الأكراد كأكراد. ولذلك، فهم تارة ما يوصفون بالأكراد، وتارة أخرى بالعرب أو اللبنانيين".