هل تعوّض الجماعة في صنعاء ما تخسره في القاهرة؟.. "التمديد" لإخوان اليمن

في مصر أعلنت الدولة وعبر السلطات الحكومية، جماعة الإخوان وتنظيمها جماعة إرهابية تحت طائلة قانون وإجراءات مكافحة الإرهاب. ويبدو أن الأمور في اليمن مواتية للجماعة التي تعمل على تنمية وتكثير أرباحها من الوضع الجديد والمنفلت والذي تشكل في البلد عن أزمة وفوضى 2011 وما تلاها.

تواصلت انهيارات الجماعة الأم في القاهرة بينما تحاول الجماعة وعبر فرعها في اليمن تعويض ما فقدته في مصر وأماكن أخرى، عن طريق استثمار أقصى، لامتيازات ومكاسب حققتها خلال العامين الأخيرين ومضاعفتها، في ظل ما يشار إليه في الإعلام بالتحالف القوي مع الرئاسة والرئيس الانتقالي كما يرى البعض.

بينما يرى آخرون أن الإخوان باتوا هم الطرف الأقوى في معادلة السلطة الانتقالية في اليمن.. ويعتقد الرئيس، المحاط بطاقم كبير من العناصر والكوار الإخوانية، أن مصلحته تكمن في الاستقواء بهم. وهو ما يتجسد عملياً في تمكينهم بتزايد من مفاصل السلطة والقرار في المؤسستين المدنية والعسكرية، وإن تضاعفت الخطورة بالنسبة إلى توسع نفوذ الإخوان في المؤسسة العسكرية والأمنية خصوصاً.

يتخذ الإخوان في اليمن وضعاً هجومياً في جبهات السياسة والإعلام ويعملون على إحلال أنفسهم وكوادرهم محل القيادات والكوادر المزاحة في إطار برنامج للتخلص من القيادات والكوادر في مواقع مختلفة تحت يافطة التغيير والتصحيح، بينما وصلت ممارسات الفساد المالي والإداري في حكومة باسندوة إلى مستويات هائلة تخطت بكثير معدلات الفساد في الحكومات السابقة وآخر حكومة قبل الأحداث.

نزعات الاستحواذ والتكويش - كما يروى كتاب وناشطون مدونون- بدت وتبدو واضحة في سلوك وممارسات حزب الإصلاح "إخوان اليمن"، ولم يتوقف الأمر عند المحسوبين على النظام السابق أو المؤتمر الشعبي العام، وإنما شمل شركاء الإصلاح في أحزاب المشترك والذين يتذمرون ويشكون استحواذية الإصلاح على حساب شركائه في اللقاء المشترك.

يقول المراقبون والمحللون: إن الإخوان يحتفظون بسجل رديئ وسيئ السمعة في مجال الشراكة والعلاقة التحالفية مع السلطات الحاكمة. في اليمن تحديداً يقال هذا الرأي بكثرة حيث لا تزال تجربة ومثال العلاقة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ماثلة وتتردد أصداؤها في الأرجاء والأوساط السياسية والنقاشات العامة والشعبية.

لكن ورغم هذا فإن السلطة الانتقالية تتجاهل التحذيرات والدروس والتجارب وتعزز ثقتها وتعويلها على جماعة تفضل أن تحكم وتمارس السلطة العليا (الرئاسة تحديداً) عبر واجهات وشخصيات من خارج الجماعة ولكنها تتكفل بتحقيق أهدافها وتصبح بالتالي رهينة لديها، وهو ما يفسر بنظر المراقبين تبني الجماعة للتمديد للرئيس هادي كونها نعمت في عهده القصير نسبياً بمكاسب وامتيازات مريحة جداً.

هذا في حين أن الرئيس يبدو كمن لديه الاستعداد للذهاب أبعد من هذا في مناولتها أكثر وأكبر مما كانت تطمع أو تطمح إليه على رأي محللين وصحفيين يرسمون صورة سوداء للقادم في ظل هذه المعادلة واستمراريتها بل وتعاظم أثرها. وهو ما يجعل من الرفض للتمديد مبرراً لدى قطاعات واسعة من اليمنيين على خلفية هذه القراءات والتحليلات كون التمديد لا يستفيد منه أكثر من الإخوان بدرجة رئيسية بينما تزداد الأمور العامة تدهوراً ويتضاعف حجم الشعور باليأس والنقمة اجتماعياً وشعبياً.