ترامب يهنئ أردوغان بالفوز في الاستفتاء الدستوري

هنأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بفوزه في استفتاء الأحد الذي منحه سلطات جديدة كاسحة.
 
وشكر ترامب، في مكالمة هاتفية، الرئيس التركي على دعمه للولايات المتحدة في قصفها لقاعدة جوية تابعة للحكومة السورية، يوم 7 أبريل/ نيسان.
 
وتناقض مكالمة رئيس الولايات المتحدة الهاتفية القلق الذي أبداه زعماء أوروبيون أشاروا إلى أن نتيجة التصويت - 51.4 في المئة لصالح التعديلات - كشفت انقساما عميقا في المجتمع التركي.
 
ورفض أردوغان انتقاد المراقبين الدوليين الذين قالوا إن فوزه كان وراءه "حملة غير متكافئة".
 
وقال لمنتقديه "الزموا حدودكم".
 
وقالت اللجنة المشرفة على الاستفتاء إنه سار بحسب القواعد وكان صحيحا، بالرغم من ادعاءات المعارضة بحدوث بعض الانتهاكات.
 
وقال زعيم حزب الحركة القومية المعارض في تركيا الثلاثاء إن نتائج الاستفتاء هي "نجاح لا يمكن إنكاره" للرئيس إردوغان، ويجب أن تكون ملزمة للجميع.
 
وجاء تعليق دولت بهجلي، الذي أيد حملة "نعم" في اقتراع الأحد، في لقاء للحزب في البرلمان، قائلا إن التصويت كان قانونيا.
 
وقالت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إن التصويت تم "بطريقة جيدة" ولكنها انتقدت مسار الحملة، ورأت أن طرفا واحدا فيها كان لديه إمكانات أكبر من الطرف الثاني.
 
ومددت تركيا الاثنين حالة الطوارئ لفترة ثلاثة أشهر أخرى. وكان من المفترض أن تنتهي فترة حالة الطوارئ السابقة - التي بدأ العمل بها عقب فشل الانقلاب في يوليو/تموز - بعد يومين.
 
ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول، مارك لوين، إن مكالمة الرئيس ترامب كان مرتبا لها وإنها ركزت على الوضع في سوريا. لكن تهنئة إردوغان بفوزه تعني انضمام رئيس الولايات المتحدة إلى زعماء آخرين من قطر، وغينيا، وجيبوتي، وحركة حماس الفلسطينية هنأوه، بينما كان نظراؤهم في أوروبا أكثر حذرا.
 
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن الرئيس ترامب ناقش مع نظيره التركي "الضربة الأمريكية ردا على استعمال النظام السوري للأسلحة الكيمياوية يوم 4 أبريل/ نيسان".
وأضاف البيان أن الزعيمين "متفقان على ضرورة محاسبة الرئيس السوري"، وناقشا الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
 
ولا يزال الصراع في سوريا هو أحد القضايا التي تثير التوتر بين أنقرة وواشنطن.
 
وقد أثارت السياسة التي بدأتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بدعمها مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، ضيق تركيا.
إذ تنظر أنقرة إلى هؤلاء المقاتلين باعتبارهم جماعة إرهابية ذات صلة بالانفصاليين الأكراد الذين يشنون تمردا في البلاد منذ عام 1984.
 
وأسست تركيا، وهي حليف رئيسي لأمريما ضمن حلف شمال الأطلسي، علاقة تعاون وثيق في الفترة الأخيرة مع روسيا.
 
وتختلف واشنطن وأنقرة أيضا بشأن الموقف من الداعية التركي فتح الله غولن. إذ تتهم تركيا رجل الدين المقيم في منفى اختياري في بينسيلفانيا بتدبير الانقلاب الفاشل، وتريد من واشنطن ترحيله.
 
ولكن واشنطن لا تزال تصر رسميا على أن أي قرار بترحيل غولن إلى تركيا هو أمر يختص به القضاء، وليس قرارا سياسيا.
 
وقالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إن "نتائج الاستفتاء المتقاربة تظهر انقسام المجتمع التركي، وتحمل القيادة في تركيا، خاصة الرئيس أردوغان نفسه مسؤولية كبيرة".
 
ورددت المفوضية الأوروبية موقفا مماثلا لما عبرت عنه ميركل.
 
بينما عبر آخرون عن قلقهم حيال احتمال عودة العمل بعقوبة الإعدام.