ردود الفعل الدولية تجاه الضربة الأمريكية على مطار عسكري في سوريا

دانت عدد من الدول الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت مطارا عسكريا في سوريا من ضمنها (روسيا وايران واليمن) فيما عبرت دول أخرى على رأسها (بريطانيا والسعودية وإسرائيل) عن ترحيبها بهذه الضربة ودعمها لها.

 

يأتي ذلك، عقب الضربات الصاروخية التي وجهتها القوات الأمريكية لقاعدة الشعيرات الجوية السورية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قواعد النظام السوري هي التي شنت الهجوم الكيمائي على منطقة خان شيخون السورية، مما تسبب في وقوع عشرات القتلى في صفوف المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

 

واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الهجوم الأمريكي على أهداف في سوريا يضر بالعلاقات الروسية - الأمريكية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب.

 

وأعلن دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الكرملين، أن الرئيس الروسي يعتبر الضربات الأمريكية على سوريا محاولة لتشتيت الأنظار عن سقوط ضحايا في العراق، وهي ستضر بالعلاقات مع روسيا، وستعرقل بشكل كبير إنشاء تحالف لمكافحة الإرهاب.

 

إلى ذلك دانت وزارة الخارجية الإيرانية، القصف الأمريكي. وقال المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي، في تصريح صحفي: "إن إيران تدين الهجمة العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات من قبل البوارج العسكرية الأمريكية".

 

وتابع: "نعتقد أن هذه الهجمة تمت في وقت يقف فيه المنفذون والمستفيدون من ضرب خان شيخون وراء الستارة، ما سيؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سوريا أكثر".

 

من جانبها دانت الخارجية اليمنية الهجوم الصاروخي الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية على احدى القواعد الجوية السورية، مؤكدة ان ذلك الهجوم انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية، مشيرة الى انه لا يتعدى كونه استعراضا للعضلات الأمريكية التي تشجع أنصارها وزبائنها ومنهم مملكة آل سعود لاتباع أساليب مشابهة كالهجوم الغادر على اليمن.

 

وأكد وزير الخارجية اليمني هشام شرف في تصريح لوكالة "خبر"، تضامن اليمن مع الأشقاء في سوريا مطالبا حلفاء سوريا للوقوف معها بقوة ومنهم الأشقاء في جمهورية ايران الإسلامية، وقال ان الدم اليمني هو نفس الدم السوري وكلهم معتدى عليهم من أي طرف كان، مطالباً واشنطن بتفادي المعايير المزدوجة التي تعتمد المصالح الخاصة وصفقات السلاح دونما أي اعتبار للبشر وحقوق الانسان.

 

من جانب آخر، رحبت كل من بريطانيا، وفرنسا، واليابان، وتركيا، والسعودية والبحرين، وإسرائيل، بالضربة الصاروخية الأمريكية التي استهدفت قاعدة جوية للجيش السوري.

 

وأعلنت الحكومة البريطانية دعمها الكامل للعملية الأمريكية، موضحة أن القصف رد مناسب على الهجوم الذي استخدم فيه السلاح الكيميائي الذي استهدف بلدة خان شيخون بإدلب.

 

إلى ذلك اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن الرئيس السوري بشار الأسد وحده المسؤول عن الضربة الأمريكية التي استهدفت قاعدة جوية.

 

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، في وقت سابق أن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية.

 

كما عبر إيرولت عن ترحيب بلاده بالضربة الأمريكية، قائلا إن "استخدام الأسلحة الكيمائية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب". وأضاف إيرولت أن الضربة الصاروخية الأمريكية تبعث إشارة كذلك لروسيا وإيران.

 

وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن "بلاده تنظر بإيجابية للضربات الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية سورية، وإن المجتمع الدولي يجب أن يبقى على موقفه ضد وحشية الحكومة السورية".

 

من ناحيته، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربة العسكرية الأميركية، وقال إن ترامب بعث "بالأقوال وبالأفعال رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيماوية ونشرها لا يطاقان"، آملا في "أن تتردد أصداء هذه الرسالة الحازمة إزاء الأفعال الفظيعة التي يرتكبها نظام الأسد ليس فقط في دمشق بل في طهران وبيونغ يانغ وأماكن أخرى أيضا".

 

وأما عربياً، فأعلنت السعودية، تأييدها الكامل للضربات العسكرية الأمريكية على أهداف في سوريا.

 

ووصف مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قرار ترامب بالـ"شجاع"، موضحا أن القصف جاء "ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده"..

 

كما رحبت وزارة الخارجية البحرينية بالعملية التي نفذتها الولايات المتحدة، مؤكدة أن هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار أو استخدام أي أسلحة محظورة ضد المدنيين الأبرياء.