حذر من سطوة "انتقام اليمنيين".. مستشار رؤساء البيت الأبيض ينصح أوباما
نشرت صحيفة "المونيتور" الأمريكية مقالاً (الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول 2016) لمستشار رؤساء أمريكا السابق، بروس ريدل، تحت عنوان "هل ستضغط إدارة أوباما من أجل وقف إطلاق النار في اليمن؟"، محذراً فيه من خطورة تصاعد الحرب في اليمن.
وقال ريدل، إن للولايات المتحدة، وخاصة الرئيس باراك أوباما، نفوذاً كبيراً يمكنها استخدامه لوقف الحرب والمعاناة والكارثة التي يواجهها الشعب اليمني، خلافاً لما حدث في سوريا.
وفي حين قال "إن الضربات التي شنتها البوارج الأميركية على الأراضي اليمنية كانت ضرورية لحماية نفسها "في المياه الاستراتيجية"، حذر من "أن ذلك سيعزز الخطاب المعادي لأميركا".
كما حذر ريدل، من أن قصف قوات التحالف التي تقودها السعودية لمجلس عزاء في صنعاء، نهاية الأسبوع الماضي، التي قتل فيها أكثر من 140 من المشيعين، وإصابة مئات آخرين، قد يفجر موجة من الانتقام من قبل اليمنيين.
وأشار إلى أن حلفاء الرئيس صالح والحوثيين أطلقوا هذا الأسبوع، على الأقل، صاوخ أرض-أرض إلى الطائف، وهي مدينة سعودية. كما أطلقوا العشرات من الصواريخ والقذائف الأخرى إلى البلدات الحدودية السعودية وعلى حاميات التحالف في جنوب وشرق اليمن.
وحذر من أن حلفاء الرئيس صالح والحوثيين يمتلكون مخزوناً غير محدود من الذخائر والصواريخ، وأن صاروخاً واحداً منها قد يسبب كارثة عاجلاً أم آجلاً.
ويرى ضابط الاستخبارات ومستشار رؤساء أمريكا السابق، أن إيران المستفيد الأكبر من الحرب، حيث أغرقت السعوديين والإماراتيين وأعداءها الآخرين في الخليج في مستنقع اليمن المكلف في المال والأرواح، في وقت تعاني الخليج من انخفاض أسعار النفط.
وأشار إلى أن افتتاحية نيويورك تايمز هذا الأسبوع، التي طالبت أوباما استخدام الدبلوماسية الأميركية للضغط على وقف فوري لإطلاق النار، تعكس مدى القلق المتزايد في واشنطن من حرب الرياض في اليمن.
وقال ريدل، إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من أبرز مقدمي الأسلحة للسعوديين. لافتاً أن أوباما باع خلال فترة حكمه للسعوديين ما مجموعه 110 مليارات دولار من الأسلحة. ما يجعل هذه الدول تحت طائلة المسؤولية في جرائم الحرب.
وأضاف، أنه وعلى الرغم من انشغال وسائل الإعلام الأمريكية بدراما الانتخابات، لكن مزاج الكونغرس مستاء، بشكل متزايد، حول مبيعات السلاح إلى الخليج. وعلى الرغم من جهود الضغط الهائلة التي يمارسها السعوديون، لكنهم يواجهون عداءً متزايداً.
ويرى ضابط الاستخبارات ومستشار رؤساء أمريكا السابق، أن تمرير قانون "جاستا"، الذي يسمح لعائلات ضحايا الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة السعودية، رسالة قوية - من الجانب الجمهوري والديمقراطي - للرياض. مشيراً أن التصويت يعني اتهام السعودية بالتواطؤ مع "القاعدة" في أسوأ هجوم إرهابي بتاريخ أميركا.
وفي حين شدد بروس ريدل على ضرورة أن تستخدم واشنطن نفوذها قبل أن يتصاعد النزاع أكثر، رأى أن المجتمع الدولي يجب أن يشعر بـ "الفاجعة" بسبب ما يحصل في صنعاء وتعز وصعدة. وأضاف، "أفقر العرب يتعرضون لحصار عبر الجو والبحر على أيدي أثرى العرب بمساعدتنا".
وشدد ريدل على، أنه لابد من فرض وقف إطلاق للنار، ورفع الحصار لمدة مفتوحة، يسمح خلالها بتحقيق دولي بالهجوم على قاعة العزاء الأخيرة.