تسريبات جديدة لويكيليكس: هيلاري كلينتون: السعودية أكثر من صدّر التطرف في العالم

كلينتون: السعودية أكثر من صدّر التطرف في العالم خلال العقود الثلاثة الماضية وعقدت الازمة السورية بارسالها شحنات كبيرة من الأسلحة للمعارضة..
 
 قالت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، في تصريحات سربها موقع “ويكيليكس″، إن من الواضح أن فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا يعني سقوط ضحايا من المدنيين، كما دعت في حزيران/ يونيو الماضي الدول الخليجية الحليفة للولايات المتحدة وفي مقدمها السعودية إلى تضييق الخناق على مواطنيها الذين يدعمون “التطرف”، جاء تصريح كلينتون في أعقاب هجوم أورلاندو الإرهابي. ولكن تم تسريب قيل في الاجتماعات المغلقة حيث اعتبرت ان السعودية صدّرت الإيديولوجيات المتطرفة أكثر من أي مكان آخر في العالم.
 
وقالت كلينتون، في خطابها بوول ستريت، بأن واحدة من المشاكل التي تواجه فرض منطقة حظر للطيران في سوريا، والتي أصرت عليها الدول الغربية منذ فترة طويلة، هو إخراج الدفاعات الجوية المتطورة جدا من البلاد.
 
واضافت كلينتون: “لتحقيق منطقة حظر جوي، عليك أن تستبعد كل الدفاعات الجوية التابعة لها، وكثير منها تقع في المناطق المأهولة بالسكان”، واعترفت قائلة “حتى صواريخنا، وإن كانت خارج الخدمة، فلن نتوجه لوضع طيارينا في خطر، نحن بهذا الاتجاه سنقتل الكثير من السوريين”، بحسب ما جاء في التسريبات.
 
وافتتح ويكيليكس، الجمعة، صندوق “باندورا” من رسائل البريد الإلكتروني المسربة من حساب رئيس حملة كلينتون، مطلقا العنان لآلاف من الرسائل مع مقتطفات من خطاباتها المدفوعة الأجر لجولدمان ساكس ومورجان ستانلي ودويتشه بنك وغيرها، حين كانت وزيرة للخارجية بالإضافة إلى حملة الانتخابات الرئاسية الحالية.
 
واثبتت الرسائل المسربة أن سوريا كانت موضوعا ساخنا لكلينتون في العام 2013، وخلال حديثها لـ”دويتشه بنك”، سئلت من قبل أحد الحضور عما إذا كانت ستدعم غارة جوية أمريكية أو التوغل البري في سوريا، طارحا في السياق سؤالا آخر حول ما إذا كانت هناك أدلة لا جدال فيها أن السلطات السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد شعبها.
 
وكانت إجابة كلينتون، حينها، على النحو التالي: “حسنا، سؤال صعب جدا جدا”، مضيفة: “لأننا تحدثنا بوضوح عن هذا، وبإسهاب في مناسبات عدة، فإن كلا من الولايات المتحدة وأوروبا، فضلا عن إسرائيل، قررت أن هذا خط أحمر”، مستطردة بالقول: “إذا كانت هناك أدلة لا جدال فيها، سيكون هناك التزام معلن لاتخاذ إجراءات”.
 
وأفادت كلينتون: “ما سوف نفعله في غاية الصعوبة، تخطيطا وتنفيذا”.
 
كما أكدت هيلاري كلينتون أن للولايات المتحدة بعض المصالح “المحتملة” في سوريا، حسبما بينته وثيقة تم تسريبها. حيث صرحت خلال مأدبة عشاء في 2013، بأن “الأمر يعتمد على كيفية تعريف المصلحة الوطنية، بالتأكيد سنحددها فيما يخص الأسلحة الكيميائية”.
 
ثم بررت المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية موقفها، قائلة: “سوريا ‘مصلحة وطنية’..  من الممكن أن تتحول سوريا إلى ساحة لتدريب المتطرفين، ونقطة انطلاق لشن هجمات على تركيا والأردن وحتى في إسرائيل”.
 
وأشارت كلينتون إلى تحدّ آخر للغرب، خلال خطاب العام 2013 لفائدة “غولدمان ساكس″، يتمثل في تطوير اتصالات سرية مع المعارضة السورية لاكتساب المعرفة.
 
وكانت كلماتها في هذا الموضوع على النحو التالي: “هكذا كانت المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة والأوروبيين منذ البداية، من الذي ستختاره لتسليحه؟ من وجهة نظري، يجب أن نحاول أن نجد بعض الجماعات المتواجدة بالمكان. يمكن أن نبني معها علاقات ونطور بعض الاتصالات السرية التي على الأقل تعطينا فكرة عن ما يجري داخل سوريا.
 
وقالت كلينتون إنها تحبذ في الواقع العمل السري، في محاولة لفحص وتحديد وتدريب وتسليح كوادر “المتمردين” في سوريا، مضيفة أن الأمور كانت معقدة من حقيقة أن السعوديين وغيرهم يشحنون كميات كبيرة من الأسلحة وبشكل عشوائي إلى حد ما، حسبما جاء على لسانها.
 
ونشر ويكيليكس الدفعة الأولى من الوثائق المسربة المكونة من 2050 رسالة من أصل أكثر من 50 ألف تعود إلى المراسلات الإلكترونية الشخصية لجون بوديستا، رئيس الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، وتحتوي على مقتطفات من مختلف خطابات مدفوعة أدلت بها كلينتون أمام ممثلين عن كبرى المؤسسات المالية الأمريكية، في العامين 2013 و2014.
 
وفي خطاب اخر لها لمصرف غولدمان ساكس في 6/4/2013 رأت كلينتون أنه ليس بالضرورة أن يكون السعوديون على وجه الخصوص “أكثر الأنظمة استقراراً” في العالم. وقالت “إن الدمار المؤكد المتبادل كالذي شهدناه مع أوروبا في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات والسبعينيات إلى حين سقوط الاتحاد السوفياتي أصعب من أن يحصل مع دول الخليج لكونها ستفكر بأن عليها الدفاع عن نفسها. وسيلجأون إلى الأسلحة النووية. السعوديون ليسوا بالضرورة الأنظمة الأكثر استقراراً التي يمكن أن تجدها في العالم. لذلك فإن الأمر محفوف بجميع أنواع المشاكل”.
 
وأضافت كلينتون “في حال طورت إيران سلاحاً نووياً فإن السعوديين والإماراتيين ومصر سيحاولون القيام بذلك أيضاً” مشيرة إلى “أن السعوديين لن يقفوا متفرجين فهم يحاولون بالفعل معرفة كيفية الحصول على أسلحتهم النووية. ثم إن الإماراتيين لن يدعوا السعوديين يحصلون على أسلحتهم النووية. كما أن مصر ستبادر إلى السؤال “أين نحن؟” نحن أهم بلد عربي في العالم وسنحصل على أسلحتنا النووية الخاصة. ومن ثم يبدأ السباق حيث سنواجه مشاكل في المنطقة أسوأ بكثير مما واجهناه حتى اليوم”.
 
وزيرة الخارجية الأميركية السابقة اعتبرت أن عدم نجاح عقيدة “الدمار المؤكد المتبادل” في الشرق الأوسط مرده إلى عدم استعداد دول الخليج للقبول بمنظومة دفاع صاروخي مشتركة. وقالت في الخطاب نفسه “إنهم فعلاً يركضون خلف هذا النوع من الأهداف التي قد تكون عبارة عن أي شخص يعتقدون أنه بوسعهم ترويعه أو لجعله يدفع ثمن سياساته. لذلك في الواقع لا يوجد بديل جيد. أعني أنه قد يقول بعض الأشخاص بضرورة اللجوء إلى التدمير المؤكد لكن هذا الأمر يتطلب قيام دول الخليج بأمر لم يبدوا حتى اليوم رغبة بالقيام به وهو أن يكونوا جزءاً من مظلة الدفاع الصاروخي وأن يكونوا مستعدين لمشاركة منظومتهم الدفاعية بحيث أنه في حال كان المكان الأفضل للرادار هو مكان يمكن له لاحقاً حماية السعوديين والإماراتيين فإن على السعودية أن تقبل بذلك. وهذا الأمر من المستبعد أن يحصل”.
 
في خطاب آخر لها بتاريخ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 تقول كلينتون “إن أحد التطورات التي نجمت عن الربيع العربي هو التقارب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية في سياساتهما الخارجية”. ومما جاء في وثيقة ويكيليس “أعتقد أن هناك جهداً مستمراً من قبل قيادة إسرائيل لجعل الأمر واضحاً بخصوص عدم التزامها بالبرنامج النووي أو برنامج الإرهاب، وقول ذلك سراً وعلانية وبمختلف الطرق، بهدف التأثير ليس فقط على السلوك داخل إيران إنما على نحو متزايد وأوسع على الخليج. ما أعنيه هو أن أحد تطورات الربيع العربي هو أنه بات لدينا اليوم هذا التقارب بين إسرائيل والسعودية في سياساتهما الخارجية”. ورداً على سؤال قالت كلينتون “إن الأمر لا يتعلق بإيران فقط والتي تضعها الاثنتان على رأس قائمة مخاوفهما بل أيضاً بمصر وسوريا وأمور كثيرة أخرى”.
 
وانتقدت كلينتون الدور السعودي في سوريا. وقالت في كلمة لها خلال عشاء لصندوق الجباية اليهودية الموحد في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 “إنها كانت تفضل عملية سرية أكثر قوة في سوريا لكن الأمور تعقدت نتيجة شحنات الأسلحة الكبيرة التي يرسلها السعوديون والآخرون وبشكل عشوائي، ليس إلى الأشخاص الذين نعتقد أنهم سيكونون الأكثر اعتدالاً على الإطلاق، وهذه من المشاكل الصعبة للغاية”.
 
وبالانتقال إلى الدور السعودي في مصر رأت كلينتون في الخطاب نفسه (آنذاك كان لا يزال الإخوان المسلمون في الحكم) “أن الجيش سيحكم مصر طالما يريد ذلك وأنه مدعوم من السعوديين والإماراتيين”. وقالت “إن الجيش سيبقى يتولى زمام الأمور طالما يريد ذلك فعلاً. سيواجهون (الجيش المصري) المزيد من التهديدات الداخلية بحيث سيكون عليهم أن يكونوا أكثر تشدداً في التعامل معها وسيحاولون سحق جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية. وهم يحصلون على الكثير من الدعم من السعوديين والإماراتيين لأن هؤلاء ينظرون إلى الإخوان المسلمين على أنهم يشكلون تهديداً لهم، وهو ما يثير السخرية نظراً لكون السعوديين صدّروا الايديولوجية المتطرفة أكثر من أي مكان آخر في العالم خلال السنوات الثلاثين الماضية”.