تعليق جلسة صاخبة في مجلس الشيوخ البرازيلي حول اقالة روسيف

(أ ف ب) في اليوم الثاني من جلسات اجراءات اقالة الرئيسة ديلما روسيف، تم تعليق الجلسة ظهر الجمعة اثر تبادل شتائم بين اعضاء مجلس شيوخ مؤيدين ومعارضين لروسيف كادت تصل الى التشابك بالايدي.
 
ويفترض ان تنهي هذه الجلسات التاريخية 13 عاما من حكم اليسار في هذه الدولة العملاقة في اميركا اللاتينية.
 
وهدد رئيس المحكمة الاتحادية العليا ريكاردو لويفادوفسكي الذي يدير النقاش قبل تعليق الجلسة "ساستخدم سلطتي كشرطي للمطالبة بالاحترام المتبادل" ونصح اعضاء مجلس الشيوخ بالتوجه لتناول وجبة الغداء للتهدئة.
 
وكان من المقرر ان تتيح جلسة الجمعة الاستماع الى ستة شهود للدفاع عن الرئيسة اليسارية بينهم وزراء سابقون في حكومة روسيف مثل نلسون باربوزا (اقتصاد) ولويس كوستا (التربية) وخبراء في الحقوق والاقتصاد.
 
لكن بعد ساعة ونصف ساعة لم يتم الاستماع الى اي منهم في المبنى الذي تحول الى "مستشفى مجانين" بحسب عبارة رئيس مجلس الشيوخ رينان كاليروس (يمين وسط).
 
-"غباء لاحدود له" -
 
وقال رئيس المجلس موجها حديثه اساسا الى عضوة مجلس الشيوخ عن حزب العمال بزعامة روسيف غليزي هوفمان التي وصفت الجلسات بانها "مهزلة"، "ان هذه الجلسة تظهر ان الغباء لا حدود له".
 
وكانت هوفمان اثارت ردود فعل قوية الخميس حين تساءلت ما اذا كان مجلس الشيوخ بالنظر الى "(مستوى) اخلاقه" بامكانه ان يحاكم روسيف، حيث ان اكثر من نصف اعضاء المجلس الحاضرين (59 بالمئة) بمنهم فيهم هي، تتعلق بهم شبهات فساد او موضع تحقيق قضائي.
 
ونتيجة الجلسات المتوقعة الثلاثاء او الاربعاء، شبه محسومة نظرا لوجود توجه واضح الى اقالة روسيف التي تتطلب موافقة ثلثي اعضاء المجلس، اي 54 من اصل 81 عضوا.
 
وروسيف (68 عاما) اول امراة تنتخب رئيسة للبرازيل والمناضلة السابقة التي سجنت وتعرضت للتعذيب في عهد الحكم الاستبدادي العسكري (1964-1985) لم تعد تمارس مهامها الرئاسية منذ 12 ايار/مايو عندما صوت مجلس الشيوخ بغالبية تجاوزت الثلثين على تعليق مهامها.
 
ويتهمها معارضوها ب"جريمة مسؤولية" في اطار تلاعب بحسابات عامة لاخفاء عجز كبير جدا وتوقيع مراسيم تنص على نفقات غير مقررة في الاتفاق المسبق مع البرلمان، وهي اجراءات لجأ اليها الرؤساء السابقون بشكل واسع.
 
وترى روسيف التي وعدت بان تكافح "بالقوة نفسها التي ناضلت فيها ضد الحكم الديكتاتوري العسكري"، ان ما يحصل عبارة عن "انقلاب" مؤسساتي حاكه المستفيد الرئيسي من المناورة نائبها السابق ميشال تامر (75 عاما) الذي اصبح خصمها.
 
وقد تولى زعيم حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية ميشال تامر الذي لا يتمتع مثلها باي شعبية، الرئاسة بالنيابة وسيبقى على رأس السلطة حتى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في نهاية 2018 اذا تمت اقالتها.
 
وقال الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) راعي روسيف، في تجمع بالقرب من ريو دي جانيرو انه "يوم عار وطني".
 
-لولا سيرافق ديلما-
 
وستدافع روسيف التي لم تكف عن تأكيد براءتها منذ بداية الاجراءات في كانون الاول/ديسمبر الماضي، عن نفسها شخصيا امام مجلس الشيوخ الاثنين، لكن بحسب محللين فانها ستتوجه اكثر الى الامة للدفاع عن حكومتها وصورتها مما ستتوجه الى اعضاء مجلس الشيوخ الذين حسموا مواقفهم.
 
وسيرافقها الرئيس السابق لولا روسيف. وهو نفسه متهم ب "محاولة تعطيل العدالة" في فضيحة فساد في شركة بتروبراس النفطية العملاقة.
 
وهي قضية هزت حزب العمال وحزب تامر والقسم الاكبر من الطبقة السياسية البرازيلية.
 
ومع انها دعت انصارها الى "التمسك بالامل"، تبدو روسيف معزولة حتى داخل معسكرها.
 
ورفضت ادارة حزب العمال الاربعاء بغالبية واسعة اقتراحها اخذ رأي البرازيليين في استفتاء لتنظيم انتخابات مبكرة في حال اعادها مجلس الشيوخ الى منصبها.
 
ويبدو البرازيليون منهكين من هذه القضية كما تبين من غياب المتظاهرين الخميس امام البرلمان حيث اقيمت حواجز لمنع حدوث مواجهات.
 
بيد ان شرطة مجلس الشيوخ دعيت مساء الخميس لتفريق مجموعة من خمسين شخصا قرب مبنى المجلس.