نصف دزينة من كبار السفراء الأمريكيين في صنعاء والرياض يفضحون الحرب السعودية الأمريكية على اليمن (ترجمة)
انتقادات واسعة جمعتها صحيفة "ذي انترسبت" الأمريكية من سفراء ودبلوماسيين أمريكيين ورؤساء بعثات عملوا في الجزيرة العربية والخليج العربي- اليمن والمملكة السعودية- ضد الحرب التي قادتها السعودية والحملة الجوية المدمرة على مدى أكثر من عام بدعم من الولايات المتحدة.
قالت صحيفة "ذي انترسبت" الأمريكية، إنه على مدى أكثر من عام قامت المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى التي تشكل مجلس التعاون الخليجي (GCC) وبدعم أمريكي بقصف وحشي في اليمن؛ استخدمت الطائرات الامريكية والقنابل الموجهة بالليزر، والقنابل العنقودية المحرمة دوليا لاستهداف وتدمير المدارس والأسواق ومحطات توليد الطاقة، والمستشفيات، ما أدى إلى سقوط الآلاف من القتلى المدنيين. كل ذلك لاستعادة الرئيس الذي تدعمه السعودية عبد ربه منصور هادي، تقول الصحيفة.
مشيرة أنه على الرغم من كل ذلك، لم يفسر المسؤولون الأمريكيون هذا الدعم، وفشلوا في توضيح مصالح الولايات المتحدة من هذه الحملة، كما لم يتطرقوا إلى الخسائر البشرية جراء تلك الحملة.
وتقول: وفي ظل غياب أي رد رسمي، أثارت صحيفة "ذي انترسبت" تلك المخاوف مع نصف دزينة من المسؤولين الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين الكبار، بما في ذلك سفراء الولايات المتحدة في اليمن والمملكة العربية السعودية.
شاس فريمان
وقال شاس فريمان، الذي عمل كسفير لدى لمملكة العربية السعودية بين عامي 1989 و 1992: "لا أعتقد انه بإمكانك استعادة حكومة بقصف من الجو، خصوصاً تلك الحكومة التي لا تحظى بأي شعبية، كما أن استخدام القوة في هذه المسألة لن يفعل أي شيء سوى خلق عداوة طويلة الاجل".
وأضاف السفير السابق الى السعودية فريمان الذي يعمل حاليا زميل أقدم في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة في جامعة براون، أن شعبية الرئيس السابق هادي تعود - جزئيا - إلى علاقاته العميقة مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
باربرا بودين
وقالت باربرا ان النسيج الاجتماعي في اليمن انزلق نحو الهاوية، وتم ادراج الازمة الانسانية في اليمن عند المستوى الثالث. مشيرةً انه لايوجد سوى اربع مستويات في العالم".
ولفتت بودين أن المملكة العربية السعودية امتنعت إلى حد كبير من مقاتلة القاعدة في جزيرة العرب، وهو ما مكن للتنظيم السيرة والاستيلاء على مناطق واسعة في اليمن، مضيفةً ان الحرب بالتأكيد أضرت بمصالح الولايات المتحدة.
بيل روف
وأشار بيل روف ان الصحافة الأمريكية لم تستقطب الكثير من الاهتمام على الحالة الانسانية المزرية في اليمن. موضحاً ان الوضع كارثي ومأساوي ولا سيما نتيجة للقصف الجوي.
وأضاف بيل روف، لطالما كانت اليمن تعاني من وضع سيء للغاية، لكن أن تقصف وتدمر المستشفيات والمدارس وتقتل وتجرح السكان المدنيين على نطاق واسع، فإنك تضيف مأسات إلى مأساتهم السيئة بالفعل.
مساعدة تنظيم القاعدة
وخلافا لتصريحات الإدارة الامريكية من أن الحرب السعودية في اليمن، تخدم أهداف مكافحة الإرهاب، أكد الدبلوماسيون الذين قابلتهم الصحيفة، أن الحرب قوضت فعلاً مصالح الأمن القومي الأمريكي. وعلى وجه الخصوص، أن الحملة سمحت لأحد أعدائها - تنظيم القاعدة - للاستيلاء والسيطرة على مزيد من الاراضي اليمنية.
غاري جرابو
وأضاف ان القاعدة نما بقوة، وبأعداد وبموارد، وذلك بسبب عدم انتباهنا إلى حالة عدم الاستقرار الداخلي في اليمن والتي ادت في نهاية المطاف الى تلك الحرب.
ستيفن سيش
من جانبه، ستيفن سيش، الذي كان سفير الولايات المتحدة في اليمن بين عامي 2007 و 2010 ويشغل حاليا منصب نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربي في واشنطن، قال: "كان شعوري ولا يزال أن السعوديين لا يبدون أي اهتمام للتهديد الذي يشكله القاعدة في جزيرة العرب كما نقوم به نحن وبشكل جدي".
مشيراً ان السعوديين يوقنون في أذهانهم، أن خطر الحوثيين وإيران يعد تهديدا أكبر بكثير جداً من القاعدة.
نبيل خوري
وقال نبيل خوري، الذي شغل منصب نائب رئيس البعثة الامريكية في اليمن بين عامي 2004 و 2007 ان السعوديين مهووسون تقريبا بتدمير الحوثيين.. السعوديون ببساطة لم تكن لهم دوافع للقتال ضد القاعدة في جزيرة العرب.
بيل روف
وعلى الرغم من ادعاء المدافعين عن الحرب التي تقودها السعودية أن الحوثيين هم وكلاء إيران، وأن السعوديين يدافعون عن دولة مجاورة ضد النفوذ الايراني، ومن بينهم السيناتور جون ماكين، وليندسي غراهام.
لكن كل الدبلوماسيين الامريكيين السابقين الذين قابلتهم صحيفة "ذي انترسبت" شككوا بتلك المزاعم.
ودعا عدد من الدبلوماسيين السابقين الإدارة الامريكية أن تنتهي من دورها كشريك صامت كما تقول الصحيفة الأمريكية.
متابعة: من الافضل على الادارة الامريكية ان تنصح صديقتها السعودية أن تلك الحرب ليست في مصلحتهم - وليس هناك أي وجود "فارسي" في اليمن - وأن الحوثيين كانوا تاريخيا حلفاء للمملكة وليسوا خصوما لها