مقابل اشتراطات صنعاء طلبت الرياض وقف الصواريخ.. هل تحرك دولاب المفاوضات الثنائية؟
طلبت المملكة السعودية من المبعوث الأممي الخاص المعني باليمن، العمل على وقف الهجمات الصاروخية من الجانب اليمني. بينما كانت الأطراف اليمنية في صنعاء، اشترطت وقف العدوان والحرب، وفك الحصار، وانسحاب القوات الغازية، وحوار سلام مع الرياض رأساً.
صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية نقلت، يوم السبت، عن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، المتواجد في الرياض التي وصلها قادماً من صنعاء عبر جيبوتي، وألغى لقاءه مع عبدربه منصور بعدن، قوله إن وقف اطلاق النار وإطلاق المحتجزين وعمليات الحدود ووقف التحريض الإعلامي، على رأس اهتماماته. وزادت، إنه قطع تعهداً بذلك (..) وتلفت معلومات، في الأثناء، إلى طرح الرياض الموضوع في شق مقابل لاشتراطات صنعاء المعلنة.
وكشفت مصادر سياسية لوكالة خبر، أن من بين النقاط التي حملها المبعوث الأممي، تشكيل لجنة لتفعيل ومراقبة وقف إطلاق النار في تعز ومارب.
واعتبر مراقبون التصريحات والإعلان السعودي بمثابة إشارة ضمنية قوية إلى تحرك دولاب "مفاوضات ثنائية" في الكواليس بين الجانبين، اليمني والسعودي، بمساعٍ أممية عبر المبعوث الدولي، الذي عمل خلال فترة تواجده بصنعاء الأسبوع الماضي، على إنجاز اتفاق اعتبرته الأمم المتحدة إيجابياً، ورحب بمفاعيله الأمين العام بان كي مون، واصفاً إياه جزءاً من حيثيات مهمة "لبناء الثقة".
وكانت السلطات بصنعاء، أفـرجت عن سعوديين اثنين، بعد مفاوضات قادها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، خلال لقاءاته في صنعاء الأيام الماضية، وفق مصادر سياسية لوكالة "خبر"، والتي قالت إن السعوديين غادرا رفقة الوسيط الدولي إلى جيبوتي، يوم الخميس.
وجاء الإفراج جزءاً من مفاعيل اتفاق كشفت فحواه، في وقت سابق، مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء لوكالة "خبر"، أنجزه المبعوث الأممي نتاجاً للقاءات استمرت أياماً. مشيرة، إلى حيثيات سادت أجواء مباحثات ولد الشيخ بصنعاء "كرست صيغة تفاوض ثنائي في مرحلته الأولى".
وأوضحت المصادر، أن الاتفاق يقضي بإطلاق سراح القيادي في جماعة الإخوان، والوزير السابق، عبدالرزاق الأشول، بالإضافة إلى أربعة ناشطين سياسيين وإعلاميين يتبعون حزب الإصلاح (الذراع السياسي للجماعة في اليمن). كخطوة تعبر عن حسن النوايا ولبناء الثقة. مشيرةً، إلى أن تلك الخطوة سيعقبها مناقشات فور وقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن اليمن. وقالت المصادر، إنه تم تسليم المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ، تأكيد "أن وزير الدفاع، السابق، اللواء محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي، وفيصل رجب، بصحة جيدة. وهو ما أكده ولد الشيخ في تصريحات قبل مغادرته. وأوضحت، أن إطلاق سراح الصبيحي وهادي ورجب، سيتم في مرحلة لاحقة لم تُحدد بعد.
كما تم الاتفاق على السماح بدخول المواد الغذائية والطبية لمحافظة تعز وبقية المحافظات اليمنية.
إلى هذا، وفي السياق، أكد لوكالة "خبر" مصدر قيادي في حركة أنصار الله "الحوثيين"، إطلاق سراح القيادي في حزب الإصلاح، ووزير التربية الأسبق عبدالرزاق الأشول، وأربعة آخرين، السبت 16 يناير/ كانون الثاني 2016، بعد اتفاق مع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ الذي غادر صنعاء، الخميس، رفقة سعوديين كانا محتجزين في اليمن.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي رحب في بيان، الجمعة، بالإفراج عن مواطني المملكة العربية السعودية اللذين كانا محتجزين في اليمن منذ مارس الماضي، شدد على جميع الأطراف اليمنية ودول المنطقة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار الشامل والدائم من أجل تمكين استئناف سريع لمحادثات السلام.
واعتبر بان كي مون، الخطوة الأخيرة، تأتي "كتدبير هام لبناء الثقة، المساعدة في دفع عملية السلام."