اليمن الأعلى عالمياً .. إعلان أممي حول استهداف المدنيين واستخدام الأسلحة الثقيلة

أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورير، تحذيراً مشتركاً غير مسبوق حول تأثير الصراعات على المدنيين، واستخدام الأسلحة الثقيلة والمتفجرة.

وناشدا اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لمعالجة المعاناة الإنسانية وانعدام الأمن، وأكدا على التحقيق في الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين والقانون الإنساني والدولي ومحاسبة المسئولين.

وفي الصدد، قال الأمين العام للأمم المتحدة، إن العالم يواجه هذه الوحشية الصارخة بحالة من الشلل المثيرة للقلق، مشيراً إلى أهمية التأكيد من جديد على الإنسانية والتمسك بالتزاماتها وفقاً للقانون الإنساني الدولي.

اليمن.. الأسوأ عالمياً

وكان بان كي مون، عبر عن قلقه العميق، وإدانته الشديدة للغارات الجوية على مستشفى حيدان بصعدة شمال اليمن وتديره منظمة أطباء بلا حدود. كما دعا بان إلى الوقف الفوري للعمليات بما فيها الضربات الجوية.

وفي تقريرها الأخير، أعلنت وكالة الأمم المتحدة "أوتشا"، أن اليمن هو الأسوأ في العالم للعام 2015 بالنسبة إلى استخدام الأسلحة المتفجرة وتضرر المدنيين من قبل أطراف الصراع، مشيرة إلى أن حجم السوء في اليمن يتجاوز سوريا.

ودانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية ووكالات إغاثة، استخدام أطراف الصراع الأسلحة الثقيلة والمتفجرة في المناطق المأهولة والمحاصرة وتجمعات المدنيين.

وتوثق تقارير متواترة ومتطابقة لاستخدام أطراف الصراع في مدن ومحافظات يمنية مختلفة الأسلحة الثقيلة والأسلحة المتفجرة على القرى والأحياء السكنية المزدحمة، ما ينتج عنه سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وتضرر البنية التحتية المدنية والممتلكات الخاصة.

تحقيق ومساءلة

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على أهمية احترام القانون الإنساني الدولي من أجل وقف الفوضى ومنع مزيد من عدم الاستقرار.

وناديا الدول باتخاذ إجراءات عاجلة، من بينها: مضاعفة الجهود لإيجاد حلول مستدامة للنزاعات، واتخاذ خطوات ملموسة في هذا الشأن، واستخدام كل الوسائل منفردةً ومجتمعةً، للتأثير على أطراف الصراع المسلح من أجل احترام القانون، بما في ذلك إجراء تحقيقات فعالة في انتهاكات القانون الإنساني الدولي، ومحاسبة مرتكبيها، وتطوير آليات ملموسة لتحسين الامتثال للقانون.

كما دعا بان ومورير إلى إدانة أولئك الذين يرتكبون انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، مثل الهجمات المتعمدة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان.

أسلحة محرمة على اليمن

شددت أطباء بلا حدود على مسئولية غارات التحالف السعودي عن قصف المستشفى. مستغربة إنكار السعودية مسئوليتها إزاء الجريمة.

واعتبرت منظمات أمنستي وهيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود واليونيسف، الغارات على المستشفى رقم 39 في اليمن الذي يتعرض للضرب "ترقى إلى جريمة حرب" و"انتهاك للقانون الإنساني الدولي".

كما عبرت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي عن "القلق العميق" إزاء معاناة السكان المدنيين تحت الحصار والأعمال القتالية في مدينة تعز اليمنية.

وفي آخر تقرير لها، اتهمت منظمة العفو الدولية المملكة العربية السعودية، التي تقود تحالف الحرب على اليمن، بمواصلة استخدام أسلحة محرمة دولياً على المدنيين.

وطبقاً للأمم المتحدة، هناك ما يقرب من ستين مليون شخص حول العالم قد شردوا من ديارهم بسبب الصراع والعنف، وهو أعلى رقم منذ الحرب العالمية الثانية. وقد أصبحت النزاعات أكثر طولاً، مما يعني أن العديد من النازحين يواجهون سنوات بعيداً عن منازلهم ومجتمعاتهم المحلية وسبل عيشهم.

يشار إلى أن المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي سيعقد في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015، والقمة العالمية للعمل الإنساني في مايو/ أيار 2016، سيركزان على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير ملموسة لحماية المدنيين في الصراعات.