أكثر من 500 قتيل.. الأمم المتحدة تكشف أعداد الضحايا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في غزة
طفلة فلسطينية تنتظر الحصول على مساعدات غذائية في غزة (أ ف ب)
قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلاثاء، إن تحويل الغذاء إلى سلاح في غزة "جريمة حرب"، داعية الجيش الإسرائيلي إلى "التوقف عن إطلاق النار على الساعين إلى الحصول على قوت".
وفي مؤتمر صحافي في برلين الثلاثاء، اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، فيليب لازاريني أن نظام توزيع المساعدات في القطاع المحاصر "مشين".
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتصنّف رسمياً مؤسسة خاصة، عملياتها في أواخر مايو (أيار)، بعدما خففت إسرائيل بشكل طفيف الحصار الذي فرضته للقطاع في أوائل مارس (آذار)، وأثار تحذيرات دولية من مجاعة تطال غالبية سكان القطاع.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان في مؤتمر صحافي بجنيف إنّ "استخدام الغذاء لغايات عسكرية ضد مدنيين، فضلاً عن أنه يقيّد أو يمنع حصولهم على خدمات حيوية، يعدّ جريمة حرب".
وأضاف أن تحديد "المذنب" ليس مهمة للأمم المتحدة، لكنه رأى أن "اليائسين والجائعين في غزة لا يزالون يواجهون خياراً غير إنساني بين الموت جوعاً، أو المخاطرة بتعرضهم للقتل أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء".
ورفضت الوكالات الأممية والمنظمات الدولية الكبرى التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية، في ظل مخاوف من حيادها، وإذا كانت تخدم الأهداف العسكرية الإسرائيلية. ودعت منظمات حقوقية الإثنين المؤسسة، إلى وقف عملياتها، وحذرتها من خطر التواطؤ في "جرائم حرب".
ومنذ أن بدأت عملياتها في القطاع، أعلنت المؤسسة أنّها وزّعت حوالي 40 مليون وجبة، غير أنّ الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تؤكد أنّ الكميات الموزّعة لا تكفي لتلبية احتياجات سكان القطاع، وعددهم نحو 2.4 مليون.
فخ قاتل
وقال لازاريني إن "ما يسمى آلية المساعدات التي أُنشئت أخيراً، مشينة ومهينة ومذلّة للناس اليائسين. هي عبارة عن فخ قاتل يحصد الأرواح بأعداد أعلى بكثير مما ينقذ". وأشار إلى أن "مؤسسة غزة الإنسانية" باتت تقترن لدى سكان غزة بـ"الإهانة".
من جانبه، نبّه الخيطان إلى "مشاهد الفوضى حول نقاط توزيع الغذاء" لمؤسسة غزة الإنسانية. وقال إنه منذ أن بدأت الأخيرة عملها "قصف الجيش الإسرائيلي وأطلق النار على فلسطينيين كانوا يحاولون بلوغ نقاط توزيع، ما أدّى إلى إزهاق العديد من الأرواح". وأشار إلى أن "أكثر من 410 فلسطينين لقوا حتفهم بهذه الطريقة، في حين أن 93 آخرين على الأقلّ قضوا حسب التقارير وهم يحاولون الاقتراب من شاحنات المساعدات النادرة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى". وأضاف أن "ثلاثة آلاف فلسطيني على الأقلّ أصيبوا خلال هذه الحوادث".
وقال الخيطان إن الأمم المتحدة تتحقق من هذه الأعداد التي وفرتها السلطات الصحية الفلسطينية، ومصادر أخرى، من بينها منظمات غير حكومية، مشيراً إلى أن من المحتمل في الحالتين أن عدداً إضافياً من الفلسطينيين قتلوا بضربات أخرى.
وشدّد المتحدث باسم المفوضية على ضرورة أن "يتوقّف الجيش الإسرائيلي عن إطلاق النار على الساعين إلى الحصول على قوت"، مطالباً إسرائيل بأن "تسمح بدخول الغذاء وغيره من المساعدات الإنسانية الضرورية للفلسطينيين في غزة".
وأشار إلى أنّ "القيود غير القانونية على عمل الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الإنسانية يجب أن تُرفع فوراً".
ومن جهة أخرى، دعا الخيطان المجتمع الدولي إلى "اتخاذ تدابير ملموسة لضمان احترام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في غزة، لواجبها القاضي بضمان حصول السكان على كمّيات كافية من الغذاء والمواد الأولية الأساسية".
وفي هذا السياق، قال لازاريني إن "المجتمع الإنساني، بما في ذلك أونروا، يملك بالخبرة ويجب السماح له بأداء بمهمته وتقديم المساعدات باحترام وكرامة"، مضيفاً "لا بديل عن ذلك للتعامل مع التحديات المتمثلة في تفشي الجوع في قطاع غزة".