محاولة اغتيال إعلامي تكشف عن أدوات الحوثي الخفية في الضالع
اتهمت زعامات قبلية مليشيا الحوثي بتغذية النزاعات بين أبناء مديرية دمت وضواحيها، شمالي محافظة الضالع (وسط اليمن)، بهدف تقويض النفوذ القبلي وضمان الولاء المطلق للجماعة في المنطقة، وإحكام سيطرتها عليها لما تحتله من موقع استراتيجي عسكري، فضلاً عن مكانتها الاقتصادية الهامة.
تعرض الإعلامي علي حمود الحجاجي، يوم الخميس، لمحاولة اغتيال في مدينة دمت من قبل عصابة مسلحة يقودها ناشط تربطه علاقة قوية بقيادات تابعة للمليشيا.
وذكر مصدر مقرب من الحجاجي أن العصابة التي يقودها الناشط أكرم الغويزي، وكانت تستقل سيارة قامت بصدمه في مدينة دمت، في محاولة لتصفيته، قبل أن تترجل من السيارة وتعتدي عليه بالأسلحة وتلوذ بالفرار.
وأضاف المصدر أن الحجاجي أصيب بكسر في يده اليمنى، بالإضافة إلى حروق في جسده، نُقل على إثرها إلى أحد مشافي المدينة لتلقي العلاج.
وحمل المصدر الأجهزة الأمنية في المديرية، التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي، كامل المسؤولية، مطالباً إياها بضبط الجناة ومعاقبتهم.
وأكدت مصادر مطلعة أن الناشط الغويزي مدعوم بشكل خفي من أحد الأطراف الحوثية، حيث تستخدمه المليشيا لتنفيذ أجندات، أغلبها تتمثل في استهداف مباشر لأبناء القبائل.
وأشارت إلى أن الجماعة تقوم بإيقافه بين الحين والآخر على ذمة قضايا تشهير واعتداءات، بهدف تحسين صورتها.
في حين يقول ناشطون من أبناء المنطقة أن استخدام الغويزي كأداة حوثية بات مكشوفاً، بدلالة أنه لا يمر شهر أو شهرين إلا وقُيدت ضده قضية في النيابات أو المحاكم، ومع ذلك لم يتم ردعه قانونياً، في حين لا تزال الجماعة تكابر بتبرئة نفسها من حمايته بعد كل قضية.
وذكرت المصادر أن آخر القضايا التي أُدين بها بتهمة التشهير بأحد معلمي المديرية كانت قبل أسابيع، وتم اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية على خلفيتها، بعد إدانته بالتهمة المنسوبة إليه.
تغذية الصراعات القبلية
اتهمت زعامات قبلية -طلبت عدم كشف هويتها- مليشيا الحوثي بإشعال الفتن وتغذية النزاعات بين أبناء المنطقة، وتوزيع الأدوار بين قياداتها بوقوف كل جزء في صف طرف من الأطراف المتنازعة، لتضمن من خلالها إدارة الصراع والولاء المجتمعي المطلق لها، مع مواصلة تمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي.
وقالت لوكالة "خبر" إن حدة الصراعات اشتدت وتيرتها بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الأخيرة مع استقدام مليشيا الحوثي العشرات من عناصرها المنحدرة من محافظات عمران وذمار وصعدة.
وأشارت إلى أن المليشيا قامت بتجريف المؤسسات الحكومية العسكرية والأمنية من الكوادر المنحدرة من المنطقة، باستثناء عدداً من مواليها رغم مصادرة القرار عنهم، واستبدلتهم بآخرين من عناصرها استقدمتهم من محافظات صعدة (معقل زعيمها) وذمار وعمران وحجة وغيرها.
وعينت قيادياً استقدمته من صعدة مشرفاً على مديريات (دمت، جُبن، أجزاء من قعطبة، أجزاء من الحُشا) التي تسيطر عليها، وانتحلت لها صفة محافظة الضالع، يُدعى "أحمد ثابت المراني"، ومنحته رتبة عميد وصفة مسؤول التعبئة العامة للمحافظة، واتخذت من مديرية دمت مركزاً لها.
كما استحوذت قيادات المليشيا على مختلف المناصب العسكرية والأمنية والمدنية، وزرعت العشرات الآخرين في المؤسسات والمرافق الحكومية، بعد تحريرها من الكوادر المنحدرة من المديرية، مستثنية عددًا من مواليها.
وتعود أهمية المديرية بالنسبة للحوثيين إلى تمركز قواتها جنوبي المديرية على حدودها الإدارية مع مديرية قعطبة، وتحديداً في منطقة مريس التي تقطع الخط الاستراتيجي (صنعاء- الضالع- عدن)، وأغلقته بشكل كلي منذ أواخر 2018.
كما تحتل المديرية المرتبة الأولى من بين المديريات الخاضعة لسيطرتها في المحافظة، حيث تشتهر بالتجارة والسياحة العلاجية، بالإضافة إلى الزراعة بإطلالتها على وادي بناء الشهير.