الأمم المتحدة تحذّر من "تطهير عرقي" في غزة
صلاة على جثامين ضحايا غارات إسرائيلية على جباليا، أمام المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، في 15 أيار/مايو 2025 © بشار طالب / ا ف ب
جنيف (أ ف ب) – ندّد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة بتكثيف إسرائيل هجماتها على غزة ودفعها قدما نحو تحوّل ديموغرافي دائم في القطاع، وهو ما قال إنه يرقى إلى "تطهير عرقي".
وجاء في بيان لتورك "إن هذا السيل من القنابل، الذي يُجبر الناس على النزوح وسط تهديد تكثيف الهجمات، والتدمير الممنهج لأحياء بأكملها، وحرمانها من المساعدات الإنسانية، يشير إلى وجود دفع نحو تحول ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يُمثل تحديا للقانون الدولي ويُعادل التطهير العرقي"، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
وأوردت تقارير إعلامية إسرائيلية الجمعة أن الجيش صعّد هجومه على غزة عقب موافقة الحكومة على خطة لاستعادة القطاع في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أن الجيش لم يعلن رسميا بعد توسيع نطاق الحملة.
وحذّر تورك من أن التصعيد الواضح في الهجمات هذا الأسبوع يثير مخاوف من بدء الهجوم الإسرائيلي الأوسع نطاقا.
وقال "يجب أن نوقف هذا الجنون" وحثّ جميع الأطراف بما في ذلك الدول ذات النفوذ المباشر على وقف الهجوم.
وأشار إلى أن الخدمات الطبية في حالة انهيار بالفعل، حتى مع استمرار تقلص فرص الحصول على المأوى وسط أوامر التهجير والدمار.
وأضاف "تجبر العائلات على العيش في خيام في ظروف أدنى بكثير من المعايير التي تحفظ كرامتهم الإنسانية، ويتفاقم الجوع الشديد بسبب الإغلاق الإسرائيلي".
منذ الثاني من آذار/مارس، تمنع إسرائيل منعا باتا دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.
واستأنفت في 18 من الشهر نفسه عملياتها العسكرية بعد هدنة استمرت شهرين، في أعقاب حرب اندلعت في القطاع بين إسرائيل وحركة حماس، إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ودعت حماس الجمعة الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يتضور سكانه جوعا وعطشا بعدما أطلقت الحركة سراح جندي إسرائيلي-أميركي رهينة، هذا الأسبوع.
ومنذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في آذار/مارس، قُتل 2,985 شخصا، ما أدى إلى رفع عدد القتلى في غزة منذ بدء الحرب إلى 53,119.
وتطرق تورك بشكل خاص إلى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت اثنين من أكبر مستشفيات خان يونس جنوب غزة وهما مجمع ناصر الطبي والمستشفى الأوروبي مما أدى إلى خروج الأخير عن الخدمة.
وأكد أن "المستشفيات محمية في جميع الأوقات بل هي أكثر أهمية خلال الحرب".
ولفت إلى أن "قتل المرضى أو الأشخاص الذين يزورون أحباءهم الجرحى أو المرضى، أو عمال الطوارئ أو غيرهم من المدنيين الباحثين عن مأوى، أمر مأساوي بقدر ما هو بغيض".
وتابع "يجب أن تتوقف هذه الهجمات".
وقال "حتى لو كانت إسرائيل، كما تدّعي، تستهدف مراكز قيادة حماس تحت الأرض، وحتى لو كان تدمير هذه المنشآت يوفر ميزة عسكرية أكيدة وقت الهجوم، فإنها مُلزمة بموجب القانون الدولي بضمان الحرص الدائم على حماية أرواح المدنيين، لكن من الواضح أن الأمر لا يبدو كذلك".