المخابرات الحوثية تختطف عشرات العائدين من مناطق الحكومة الشرعية بتهمة الجاسوسية لصالح التحالف وأمريكا

أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية حملة اعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء وعدد من المناطق الخاضعة لسيطرتها، استهدفت عسكريين ومدنيين عادوا مؤخراً من مناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

يأتي ذلك في الوقت الذي قدمت المليشيا الحوثية تطمينات سابقة لهؤلاء العائدين بعدم اعتراضهم أو المساس بهم.

وأكدت مصادر محلية وحقوقية لوكالة خبر، أن الحملة التي نفذها جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي، طالت العشرات ممن سبق لهم الانضمام إلى الحكومة الشرعية، مشيرة إلى أن الاعتقالات نُفذت بشكل مفاجئ ودون أوامر قانونية، ما أثار حالة من القلق والخوف في أوساط العائدين وأسرهم.

وأوضحت المصادر أن مصير المختطفين لا يزال مجهولاً، في ظل رفض المليشيا المدعومة إيرانياً الكشف عن أماكن احتجازهم أو السماح لأقاربهم بزيارتهم.

في السياق ذاته، أفادت مصادر أمنية مطلعة وكالة خبر، بأن جهاز الأمن والمخابرات أصدر تعليمات مشددة برصد جميع العائدين من مناطق الحكومة، متهماً إياهم بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات التابعة لقوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضافت أن الجماعة تعيش حالة من الارتباك والشك تجاه العائدين، رغم التصريحات العلنية التي حاولت طمأنتهم، خصوصاً في ظل تصعيد الولايات المتحدة لعملياتها الجوية.

ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تكشف عن فقدان مليشيا الحوثي للثقة بأي شخص لا يدين لها بالولاء المطلق، حيث يخضع العائدون غير المعتقلين لرقابة لصيقة من قبل مشرفي الجماعة في الأحياء السكنية والقرى، ويتعرضون لضغوط مستمرة لإجبارهم على إعلان الولاء للجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي.

وذكرت مصادر مطلعة أن المليشيا سبق أن أجبرت هؤلاء العائدين على حضور دورات فكرية وطائفية مكثفة، تُستخدم لترسيخ الفكر الحوثي قبل إعادة توظيفهم في وسائل إعلامية تروّج لأطروحات الجماعة، وتعرضهم كـ"مغرر بهم" عادوا إلى "طريق الحق"، حسب وصفها.

ورجحت المصادر أن يتم استغلال هؤلاء العائدين في تنفيذ أجندة تخدم مصالح الجماعة، لإثبات ولائهم المطلق للحوثي وفكره الطائفي.