27% زيادة في طلبات الأمريكيين للدراسة بكندا.. إدارة ترامب تدفع الطلاب للهروب
طلاب بكلية العلوم في جامعة تورنتو يحضرون حفل التخرج في أونتاريو بكندا. 10 يونيو 2022 - Reuters
تزايدت أعداد الطلاب المقيمين في الولايات المتحدة الذين يتقدمون بطلبات الالتحاق بالجامعات الكندية أو يُبدون اهتماماً بالدراسة هناك، في ظل تقليص الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التمويل الفيدرالي المخصص للجامعات الأميركية، وإلغاء تأشيرات عدد من الطلاب الأجانب.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، أن الجامعة سجلت ارتفاعاً بنسبة 27% في طلبات الالتحاق ببرامج الدراسات العليا من مواطنين أميركيين، منذ بداية العام الجاري حتى 1 مارس الماضي، مقارنة بعام 2024 بأكمله، وذلك للبرامج الدراسية التي تنطلق في العام الأكاديمي 2025.
واستجابة لهذا الطلب المتزايد على برامج الدراسات العليا، أعادت جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، بشكل مؤقت، فتح باب القبول للمواطنين الأميركيين في عدد من برامج الدراسات العليا هذا الأسبوع، مع خطط لتسريع إجراءات القبول للطلاب الراغبين في بدء دراستهم في سبتمبر المقبل.
وذكرت جامعة تورنتو، وهي أكبر الجامعات الكندية من حيث عدد الطلاب، أنها تلقّت المزيد من طلبات الالتحاق من الولايات المتحدة بحلول الموعد النهائي لشهر يناير، الخاص ببرامج عام 2025.
وأفاد متحدث باسم جامعة واترلو بتسجيل زيادة في أعداد الزائرين الأميركيين للحرم الجامعي، فضلاً عن ارتفاع حركة تصفُّح موقعها الإلكتروني من الولايات المتحدة منذ سبتمبر الماضي، بحسب "رويترز".
ولم تحدد جامعتا تورنتو وواترلو أسباب هذا الارتفاع في الاهتمام، في حين أرجعت جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر هذه الزيادة إلى السياسات التي تتبعها إدارة ترمب.
وكانت الإدارة الأميركية جمدت تمويلات فيدرالية لعدد من الجامعات تُقدّر بمئات الملايين من الدولارات، مطالبة إياها بإجراء تغييرات على سياساتها، مشيرة إلى ما وصفته بـ"فشل الجامعات في التصدي لمعاداة السامية داخل الحرم الجامعي".
وفي الوقت نفسه، شرعت الإدارة الأميركية في إجراءات ترحيل بعض الطلاب الأجانب الذين احتُجزوا بسبب مشاركتهم في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، إلى جانب إلغاء تأشيرات مئات الطلاب الآخرين، والتي أثارت بدورها قلقاً واسعاً بشأن حرية التعبير والحريات الأكاديمية في الولايات المتحدة.
وفي غضون ذلك، فرضت كندا قيوداً على أعداد الطلاب الأجانب المسموح لهم بدخول البلاد للعام الثاني على التوالي، ما يعني احتمال انخفاض عدد الأماكن المتاحة للطلاب الأميركيين وغيرهم من الطلاب الأجانب.
وقالت وزارة الهجرة الكندية إنها تتوقع من المؤسسات التعليمية ألا تستقبل سوى عدد الطلاب الذين يمكنها توفير الرعاية والإقامة لهم، مؤكدة أن حكومات المقاطعات والأقاليم الكندية تتحمل مسؤولية توزيع هذه المقاعد ضمن الحصة المحددة.
تصعيد أميركي
وعزا نائب رئيس جامعة كولومبيا البريطانية للشؤون الأكاديمية في فانكوفر، جيدج أفريل، هذا الارتفاع في الطلبات الأميركية إلى قيام إدارة ترمب بشكل مفاجئ بإلغاء تأشيرات طلاب أجانب، وتشديد الرقابة على حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أفريل: "يأتي ذلك على وجه الخصوص نتيجة الحملة الأخيرة في الولايات المتحدة على تأشيرات الطلاب الأجانب، إلى جانب إنشاء مركز مختص بمراقبة حسابات الطلاب الأجانب على وسائل التواصل الاجتماعي".
وفي السياق ذاته، قالت جامعة تورنتو، التي تُعتبر بديلاً لبعض الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، والمعروفة باسم (Ivy League)، إنها تشهد "زيادة ملموسة" في عدد الطلبات المقدمة من طلاب يقيمون أو يدرسون في الولايات المتحدة مقارنة بالسنوات السابقة.
أما جامعة واترلو، فأكدت أن بعض الكليات، وعلى رأسها كلية الهندسة، شهدت اهتماماً متزايداً وارتفاعاً في الطلبات المقدمة من طلاب أميركيين.
وقال متحدث باسم الجامعة: "شهدنا زيادة في عدد الزوار الأميركيين لمركز الزوار بجامعة واترلو، كما ارتفعت حركة تصفُّح الموقع الإلكتروني القادمة من الولايات المتحدة بنسبة 15% منذ سبتمبر 2024".
ولم يحدد المتحدث ما إذا كان هؤلاء الزوار من الطلاب الأجانب الدارسين في الولايات المتحدة أو من المواطنين الأميركيين، وفق "رويترز".
ولفت أفريل إلى أن الجامعة سجلت زيادة طفيفة لا تتجاوز 2% في عدد طلبات الالتحاق ببرامج البكالوريوس لهذا العام، والتي أغلقت أبوابها بالتزامن مع تنصيب ترمب. غير أن المؤشرات تبدو في تصاعد، إذ ارتفعت طلبات تنظيم جولات تعريفية للطلاب الأميركيين في الحرم الجامعي بنسبة 20%.
ومضى قائلاً: "كنا نشعر بقلق تجاه الجامعات الأميركية، مؤسساتنا الشقيقة في الولايات المتحدة، التي تتعرض الآن لضغوط هائلة"، مشيراً إلى مساعي إدارة ترمب لحرمان الجامعات من التمويل في حال استمرت في تنفيذ مبادرات التنوع والمساواة، أو أبحاث تغير المناخ.
وبحسب التقرير السنوي لجامعة كولومبيا البريطانية، تحتل الولايات المتحدة أحد المراكز الثلاثة الأولى بين الدول التي تستقطب طلاباً أجانب للجامعة.
ويوجد حالياً نحو 1500 طالب أميركي مسجلين في برامج الدراسات العليا والجامعية في حرمي الجامعة.