واشنطن تعلن تصنيف 8 كارتيلات للمخدرات من أمريكا اللاتينية كمنظمات إرهابية
واشنطن (أسوشيتد برس) — أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصنيف ثماني عصابات إجرامية في أمريكا اللاتينية كـ"منظمات إرهابية أجنبية"، في خطوة تهدف إلى تكثيف الضغط على الكارتلات الناشطة في الولايات المتحدة والدول التي تدعمها.
وجاء القرار تنفيذًا لأمر تنفيذي أصدره ترامب في يناير 2020، حيث شمل التصنيف عصابتي "ترين دي أراغوا" الفنزويلية و"إم إس-13" السلفادورية، بالإضافة إلى ست مجموعات مكسيكية، بينها "كارتل سينالوا". ومن المقرر نشر القرار في "السجل الفيدرالي" يوم الخميس، وفق إشعار صادر الأربعاء.
وركز ترامب خلال ولايته الرئاسية (2017-2021) على تأمين الحدود مع المكسيك، مُتعهدًا بترحيل المهاجرين غير الشرعيين ونشر القوات العسكرية عند الحدود، وإبرام اتفاقيات مع دول لإعادة استقبال المهاجرين. وتُعد استخدام تسمية "منظمة إرهابية أجنبية" إجراءً غير مسبوق ضد شبكات إجرامية، إذ تُطبق عادةً على جماعات كـ"القاعدة" و"داعش" التي تُمارس العنف لأهداف سياسية، وليس على كارتلات تُركز على الجريمة المنظمة.
دفعت الإدارة الأمريكية بأن أنشطة هذه العصابات — مثل تهريب المخدرات والاتجار بالبشر واستخدام العنف — تُبرر التصنيف. في المقابل، يرى منتقدو القرار أنه قد يُعقّد العلاقات التجارية مع دول أمريكا اللاتينية، حيث قد تتردد الشركات والمصارف في التعامل مع أي جهة خشية اتهامها بالتواصل مع الكارتلات. وتُهيمن هذه العصابات على قطاعات اقتصادية حيوية في المكسيك، مثل تجارة الأفوكادو التي تدر مليارات الدولارات، إلى جانب تهريب المخدرات.
وحذرت منظمات إنسانية من أن تصنيفات أمريكية سابقة لجماعات كإرهابية عرّضت إمدادات الغذاء لدول للخطر، بسبب تخوّف شركات النقل من تهم دعم الجماعات المصنفة. وأكدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم — في تصريحات يوم الأربعاء — رفض بلادها "أي إجراءات خارج نطاق السيادة المكسيكية"، مع تأييدها تعزيز التحقيقات المشتركة لمكافحة غسل الأموال والجريمة العابرة للحدود.
استخدم ترامب في خطاباته عصابتي "إم إس-13" و"ترين دي أراغوا" كرمز لما وصفه بـ"خطر الهجرة غير الشرعية". وتعود جذور "إم إس-13" إلى لوس أنجلوس عام 1980، حيث تشكلت بين لاجئين من الحرب الأهلية السلفادورية، واشتهرت بأعمال العنف وتهريب المخدرات. أما "كارتل سينالوا" — أحد أقدم الكارتلات المكسيكية — فينشط في تهريب المخدرات (مثل الفنتانيل المُصنّع من مواد كيميائية صينية)، والأسلحة، والبشر، ويتورط في آلاف الوفيات السنوية جراء الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.