واشنطن تطلب من أوروبا توضيح خططها الأمنية تجاه أوكرانيا وسط تحركات دبلوماسية عاجلة
كشفت وثيقة دبلوماسية أمريكية مسربة، حصلت عليها وكالة "رويترز"، عن تفاصيل استفسارات واشنطن الموجهة إلى حلفائها الأوروبيين بشأن ضمانات الأمن المُزمَع تقديمها لأوكرانيا في إطار مساعي إنهاء الحرب مع روسيا.
وجاءت الوثيقة، التي نُقلت الأسبوع الماضي، في ست نقاط رئيسية تركّز على طبيعة الدور الأوروبي المتوقع، بما في ذلك إمكانية نشر قوات عسكرية داخل أوكرانيا ضمن أي تسوية سلمية، وحجم تلك القوات، والفترة الزمنية لبقائها.
تضمنت الأسئلة استفساراً صريحاً عن الشروط التي تراها الدول الأوروبية ضرورية لدعم مشاركتها في ترتيبات أمنية قصيرة أو طويلة المدى، إلى جانب استيضاح الإجراءات المتوقعة في حال تعرضت القوات الأوروبية المنشورة لهجوم روسي. كما طرحت الوثيقة تساؤلات حول سُبل تعزيز موقف كييف التفاوضي عبر تزويدها بمعدات عسكرية إضافةً إلى تشديد العقوبات على موسكو وتطبيقها بصرامة أكبر.
أثارت الوثيقة جدلاً بين الدبلوماسيين الأوروبيين، حيث دعا بعضهم إلى تقديم ردٍّ موحد، لا سيما في ظل مخاوف من انفراد واشنطن بمسار المفاوضات، خاصة بعد اتصال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المفاجئ بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي دون إشراك الحلفاء أو الجانب الأوكراني. وتزامنت هذه التحركات مع استعداد العواصم الأوروبية لعقد قمة طارئة في باريس الاثنين، يشارك فيها قادة بارزون مثل المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لبحث تعزيز الضمانات الأمنية لأوكرانيا وأوروبا.
تُظهر الوثيقة حرص واشنطن على الحفاظ على دور محوري في الملف الأوكراني، رغم انتقادات سابقة لنهج ترامب الأحادي، والذي تجلى مؤخراً في مبادرات سلام من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء. من جهة أخرى، تعكس الاستفسارات الأمريكية إدراكاً لاعتماد العديد من الحكومات الأوروبية على الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لضمان فعالية أي اتفاقيات مستقبلية.
تأتي القمة الطارئة في العاصمة الفرنسية كمحاولة لإرسال رسالة تضامن، في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل أوروبا لتعزيز الاستقلالية الأمنية، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة التي طالبت بإنشاء "جيش أوروبي موحد"، وسط تشكيك متزايد في قدرة الترتيبات الأمنية الحالية على حماية القارة.