ترامب يُصعّد الحرب التجارية بإعلان فرض رسوم جمركية انتقامية على الشركاء الدوليين

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث من المكتب البيضاوي. واشنطن. 13 فبراير 2025 - Reuters

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، عن خطة لفرض رسوم جمركية مُتبادلة واسعة النطاق على الواردات الأجنبية، في خطوة وصفتها إدارته بـ"التاريخية" لمواجهة "الممارسات التجارية غير العادلة" التي تُكبّد الولايات المتحدة عجزاً تجارياً قياسياً تجاوز تريليون دولار. وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، وسط تحذيرات اقتصادية من تداعيات التصعيد على الأسواق العالمية.

كشف ترامب عن آلية جديدة تُلزم الشركاء التجاريين بفرض رسوم جمركية مُطابقة لتلك التي تُطبقها دولهم على الصادرات الأمريكية، مع إعلان قائمة أولية تستهدف سلعاً أوروبية وآسيوية. وشملت التفاصيل:

   رفع الرسوم على السيارات الأجنبية: بنسبة تصل إلى 25%، مع تطبيقها "خلال أسابيع".

   مواجهة أنظمة ضريبة القيمة المضافة (VAT): التي تُعتبر "عقبة غير عادلة" أمام المنتجات الأمريكية في أوروبا.

   إغلاق الثغرات: منع تحايل الشركات على الرسوم عبر إعادة تصدير البضائع عبر دول ثالثة.

خلفية الأزمة: عجز تجاري قياسي وتحذيرات سابقة

أشارت مذكرة رئاسية صادرة في 20 يناير 2025 إلى أن العجز التجاري الأمريكي تجاوز 1.2 تريليون دولار في 2024، مدفوعاً بـ:

   تفضيل الشركاء التجاريين لأسواقهم المحلية: عبر فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات الأمريكية.

   إعانات حكومية أجنبية: تُعزز تنافسية منتجاتها على حساب الصناعات الأمريكية.

   ضعف آلية الرد: وفق المسؤول الأمريكي، فإن "الولايات المتحدة كانت الأكثر انفتاحاً بأقل معدل رسوم جمركية عالمياً (2.4% في المتوسط)، بينما واجهت منتجاتها رسوماً تصل إلى 10% في الاتحاد الأوروبي و15% في الصين".

ردود الفعل: ترحيب محلي وتحفظات دولية

   البيت الأبيض: وصف الإجراء بأنه "تصحيح لسنوات من الاستغلال"، مؤكداً أن الخطة ستخلق 2 مليون فرصة عمل في القطاع الصناعي.

   ترمب على "تروث سوشيال": كتب: "اليوم هو الأهم.. التعريفات الانتقامية ستعيد العدالة".

   تحذيرات اقتصادية: حذر محللون من ارتفاع أسعار المستهلكين وتباطؤ النمو العالمي، خاصة مع استهداف قطاعات حساسة كالسيارات والإلكترونيات.

تداعيات مُحتملة: صدام تجاري أم انتعاش صناعي؟

   سيناريو المواجهة: قد ترد الصين والاتحاد الأوروبي برسوم مضادة، ما يُهدد باندلاع حرب تجارية شاملة.

   فرص النجاح: تشير إدارة ترامب إلى نجاح سابق في خفض العجز التجاري مع المكسيك بنسبة 18% عام 2023 بعد فرض رسوم انتقائية.

   مخاطر التضخم: قد ترتفع أسعار السلع المستوردة بنسبة 5-7%، وفق تقديرات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

لم تُحدد الإدارة الأمريكية بعد الدول المُستثناة من الخطة، لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى احتمال إعفاء حلفاء استراتيجيين مثل بريطانيا واليابان، بينما تُركّز الضغوط على الصين وألمانيا.

المعايير الأميركية في تحديد التعريفة الجمركية المتبادلة:

وينص القرار أنه عند تحديد التعريفة المتبادلة المكافئة لكل شريك تجاري أجنبي، تقوم الولايات المتحدة بتخصيص التعريفة المتبادلة استناداً إلى كل دولة على حدة، بناءً على المعايير التالية:

   التعريفات الجمركية المفروضة على المنتجات الأميركية.
   الضرائب غير العادلة أو التمييزية أو خارج الحدود الإقليمية التي يفرضها الشركاء التجاريون، بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة.
   التكاليف التي تتحملها الشركات الأميركية والعمال والمستهلكون نتيجة الحواجز غير الجمركية أو الإجراءات والسياسات والممارسات غير العادلة أو الضارة، بما في ذلك الإعانات الحكومية والمتطلبات التنظيمية المرهقة.
   أسعار الصرف التي تتسبب في تباين الأسعار نتيجة السياسات النقدية، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملات الأجنبية، وهو ما يفاقم العجز التجاري الأميركي.
   أي ممارسة أخرى تحددها مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة (USTR) على أنها تشكل تقييداً غير عادل.