كوريا الجنوبية تحذر من استخدام "DeepSeek" الصيني بسبب مخاوف أمنية.. وشركة ترد على الاتهامات

سيئول – حذّرت لجنة حماية المعلومات الشخصية في كوريا الجنوبية، الجمعة، من مخاطر أمنية محتملة عند استخدام خدمات شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة DeepSeek، فيما أعلنت عدة وزارات حكومية حظر الوصول الداخلي إلى منصاتها، وسط اتهامات بضعف إدارة البيانات. وجاء التحذير بعد تحقيق أجرته اللجنة بناءً على تقارير عن ثغرات أمنية، بينما نفت الشركة الصينية الانتهاكات واتهمت جهات بنشر "معلومات كاذبة".

إجراءات حكومية وتحذيرات رسمية

أكدت اللجنة الكورية -في بيان نقلته وكالة يونهاب- أنها أصدرت توجيهاً للمستخدمين بـ"توخي الحذر" أثناء التعامل مع خدمات "DeepSeek"، مشيرة إلى تحليلها للبيانات المُرسلة عبر الخدمة تمهيداً لوضع ضوابط لضمان حماية المعلومات. وأضافت أنها تواصلت مع الشركة الصينية في وقت سابق للحصول على تفاصيل حول سياسة جمع البيانات، كما تعاونت مع جهات دولية مثل مكتب مفوض المعلومات البريطاني لبحث المخاوف.

وكشفت الوكالة أن تحرك اللجنة جاء بعدما حظرت وزارات حكومية كورية الوصول إلى خدمات "DeepSeek" داخلياً هذا الأسبوع، فيما أشار مسؤولون إلى نية سيئول طلب تعاون الصين عبر القنوات الدبلوماسية لمعالجة القضية.

ثغرات أمنية وانتقادات دولية

في يناير الماضي، كشفت مجموعة Wiz Research المتخصصة في الأمن السيبراني عن خادم مفتوح تابع لـ"DeepSeek" يحتوي على أكثر من مليون سجل، تضمنت سجلات دردشة ومفاتيح تشفير وبيانات سرية أخرى. وفي السياق نفسه، حذر خبراء من المبادرة التكنولوجية الوطنية الروسية من مشاركة البيانات الشخصية أو المهنية مع الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، مؤكدين أن تسربها قد يُسبب خسائر كبيرة.

نجاح "DeepSeek" وتأثيراته

رغم المخاوف الأمنية، حققت الشركة الصينية انتشاراً واسعاً بعد إطلاقها النسخة الجديدة R1 من مساعدها الذكي في 20 يناير، حيث تصدر تطبيقها قوائم التنزيل في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات واليابان وكوريا الجنوبية. وأثر هذا النجاح على أسواق التكنولوجيا العالمية، حيث تراجعت أسهم شركات مثل Nvidia بنحو 17% في أواخر يناير، وفقاً لبيانات البورصة.

رد فعل الشركة وإنكار الاتهامات

ردت "DeepSeek" على التحذيرات عبر بيان على منصة WeChat الصينية، نفت فيه وجود ثغرات، وحذرت من "حسابات مزيفة" تنشر "معلومات كاذبة" عن خدماتها، داعية المستخدمين للاعتماد على قنواتها الرسمية. كما أكدت التزامها بمعايير أمن البيانات، دون التعليق تفصيلاً على التقارير الدولية.

يأتي الجدل في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي تنافساً عالمياً محموماً، مع تصاعد المخاوف من استغلال البيانات الحساسة، خاصة مع تزايد اعتماد الحكومات والأفراد على هذه التقنيات.