ردود فعل عربية ودولية تتوالى بعد تصريحات ترامب بشأن غزة

تتوالى التعليقات العربية والدولية بشأن قطاع غزة وإعادة إعماره ومصير سكانه، إثر تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن السيطرة الأميركية على القطاع وتحويله إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط، وإعادة توطين سكانه في دول أخرى.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتانياهو، ليل الثلاثاء الأربعاء، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، متوقعا أن يتحول القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وأن الفلسطينيين "سيودون بشدة" المغادرة بعد الحرب التي دمرته.

وتطرق كذلك لمساعي الإدارة الأميركية للتقريب بين السعوديين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق تطبيع للعلاقات بينهما، قائلا إن "السعودية لا تطالب بدولة فلسطينية".

السعودية

علقت وزارة الخارجية السعودية ببيان بعد دقائق من انتهاء المؤتمر، بالقول إن "موقف المملكة.. من قيام الدولة الفلسطينية، راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال".

وأضافت: "هذا الموقف كان واضحا، بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، خلال خطاب ألقاه ولي العهد محمد بن سلمان في مجلس الشورى في 18 سبتمبر الماضي".

ولفتت إلى أن "بن سلمان شدد على أن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".

وذكرت أن "السعودية تشدد على رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
مصر

شدد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، الأربعاء، على "أهمية المضي قدما في مشاريع التعافي بقطاع غزة، من دون أن يغادره الفلسطينيون".

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن عبد العاطي أكد خلال لقائه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، في القاهرة، الأربعاء، على "دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية".

كما أكد وزير الخارجية المصري على دعم بلاده "للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف الشعب الفلسطيني، وضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يمنع تكرار الدورات المتكررة للعنف بشكل نهائي ودائم".
تركيا

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأربعاء، إن تصريحات ترامب "غير مقبولة"، مضيفا أن "أي خطط تجعل الفلسطينيين خارج المعادلة، ستؤدي إلى المزيد من الصراع".

وأكد أن "طرد (الفلسطينيين) من غزة مسألة غير مقبولة لا من جانبنا ولا من جانب بلدان المنطقة. ولا حاجة حتى لمناقشتها".

وأشار فيدان في تصريح لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء، إلى أن تركيا "ستراجع الخطوات التي اتخذتها ضد إسرائيل"، وهي وقف التجارة واستدعاء سفيرها، "إذا توقف قتل الفلسطينيين وتغيرت ظروفهم"، على حد تعبيره.

فرنسا

اعتبرت الخارجية الفرنسية، الأربعاء، أن "التهجير القسري لسكان غزة سيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وسيمثل هجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين ويزعزع استقرار المنطقة".

وأضافت أن "مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة، بل في إطار دولة مستقبلية تحت رعاية السلطة الفلسطينية".

وتابعت: "سنواصل معارضة الاستيطان المخالف للقانون الدولي، وأي رغبة في ضم الضفة الغربية بشكل أحادي".
إسبانيا

ورفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الأربعاء، اقتراح ترامب إعادة توطين سكان غزة في أماكن أخرى والسيطرة على القطاع لإنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط".

وقال ألباريس لصحفيين: "أريد أن أكون واضحا للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض للفلسطينيين وسكان غزة يجب أن يبقوا فيها".

واستطرد: "غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها".
ألمانيا

قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الأربعاء، إن قطاع غزة "ملك للفلسطينيين" وإن "طردهم منه سيكون غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي".

وذكرت بيربوك في بيان: "هذا من شأنه أيضا أن يؤدي إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة.. يجب ألا يكون هناك حل يتجاهل الفلسطينيين".
بريطانيا

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الأربعاء، إنه يجب ضمان أن يكون للفلسطينيين مستقبل في وطنهم.

وأضاف لامي في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى كييف: "كنا دائما واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نشهد وجود دولتين. يجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في وطنهم في غزة والضفة الغربية".
أستراليا

قال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، الأربعاء، إن "موقف أستراليا صباح اليوم هو نفسه مثلما كان العام الماضي".

وتابع: "تدعم الحكومة الأسترالية حل الدولتين".
الصين

الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، قال، الأربعاء، إن بكين "تعارض الترحيل القسري للفلسطينيين من قطاع غزة".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي دوري: "أكدت الصين دائما أن الحكم الفلسطيني على الفلسطينيين هو المبدأ الأساسي لحكم غزة بعد الحرب، ونحن نعارض الترحيل القسري لسكان غزة".

ولفت إلى أن بكين "تأمل بأن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع، فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح، استنادا إلى حل الدولتين".
روسيا

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن روسيا "تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين".
البرازيل

ونقلت رويترز عن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قوله إن تصريحات ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة "ليست منطقية".

ردود فعل فلسطينية

أعرب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والقيادة الفلسطينية عن "رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم"، وفقا لما أوردته وكالة وفا الرسمية.

وقال عباس: "إننا لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران (يونيو) لعام 1967، على أساس حل الدولتين".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967".

وبدوره، قال أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، الأربعاء، إن "المنظمة ترفض كل دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه".

وتابع الشيخ في منشور على منصة إكس: "القيادة الفلسطينية تؤكد على موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام".

ونقلت رويترز عن القيادي في حركة حماس (المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى)، سامي أبو زهري، وصفه، الأربعاء، دعوة سكان غزة للمغادرة بأنها "طرد من أرضهم".

وقال: "نعتبرها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، لأن أهل غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات".

ردود فعل إسرائيلية

حظي الاجتماع بين ترامب ونتانياهو، بردود فعل مرحبة في الأوساط السياسية الإسرائيلية.

واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في تصريحات أمام الكنيست، أن ترامب هو "أفضل صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض".

وأشار إلى "أهمية التفكير في حلول جديدة وغير تقليدية لمشكلة غزة"، معتبرًا أن "غزة في وضعها الحالي ليس لها مستقبل".

وأضاف ساعر أن ترامب "يسعى لتقديم مقترحات جديدة، ويجب الترحيب بها"، مضيفا أن "الهجرة الطوعية (لسكان غزة)، بموافقة الدول المستقبلة، لا يمكن اعتبارها غير أخلاقية أو غير إنسانية".

وتساءل وزير الخارجية الإسرائيلي: "هل ينطبق هذا على جميع الشعوب باستثناء الفلسطينيين؟"، داعيا إلى "استغلال الفرصة مع إدارة ترامب لبناء مستقبل أفضل لإسرائيل والشرق الأوسط".

أما زير المالية الإسرائيلي، اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، فتعهد بـ"دفن فكرة الدولة الفلسطينية إلى الأبد"، وفق فرانس برس.

وأضاف سموتريتش في كلمة مصورة عبر حسابه على تلغرام "الخطة التي قدمها الرئيس (دونالد) ترامب أمس (الثلاثاء) هي الرد الحقيقي على السابع من أكتوبر".

وأعرب وزير البناء والإسكان، زئيف الكين، عن اعتقاده بأن "الفلسطينيين سيوافقون" على ما قاله ترامب، "إذا عُرضت عليهم خطة إعادة توطين في مكان آخر في العالم".

وأضاف أن هناك "طلبا كبيرا على الأيدي العاملة"، مشيرا إلى أن للولايات المتحدة "وسائل ضغط على الأردن ومصر"، اللتين تتلقيان مساعدات كبيرة من واشنطن.

كما أشاد رئيس حزب المعسكر الرسمي المعارض، بيني غانتس، بتصريحات الرئيس الأميركي، معتبرا إياها "دليلا إضافيا على التحالف العميق بين بلاده والولايات المتحدة".

وأكد أن ترامب "أظهر مرة أخرى أنه صديق حقيقي لإسرائيل وسيواصل دعمها في القضايا المهمة لتعزيز أمنها".

وأثنى على "التفكير الإبداعي الذي قدمه ترامب"، مشددا على ضرورة "دراسته مع التركيز على تحقيق أهداف الحرب وإعطاء الأولوية لإعادة جميع المختطفين".

رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، عبر عن شكره لترامب على "التزامه المطلق بأمن إسرائيل، وإطلاق سراح جميع المختطفين، والسعي لإيجاد حل عادل في قطاع غزة يشمل التعاون مع مصر للقضاء على حكم حماس".

وأثنى أيضا على موقف ترامب "الثابت" في مواجهة تهديدات إيران.

ورحب رئيس حزب العظمة اليهودية، إيتمار بن غفير، في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، بالموقف الذي عبر عنه الرئيس ترامب.