بدء تطبيق الرسوم الأميركية على الواردات الصينية.. وبكين ترد
دخلت رسوم جمركية أميركية جديدة نسبتها 10 بالمئة على الواردات الصينية حيز التنفيذ، الثلاثاء، وردت الصين بفرض رسوم مضادة على عدد من المنتجات الأميركية، لتتجدد بذلك التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 بالمئة على الواردات الصينية، اعتبارا من الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، الثلاثاء، (0501 بتوقيت غرينتش).
وردت بكين بفرض رسوم جمركية تدخل حيز التنفيذ يوم 10 فبراير، على واردات أميركية مثل السيارات والمعدات الزراعية وشحنات الطاقة.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية، فرض رسوم بنسبة 15 بالمئة على وارداتها من الفحم ومنتجات الغاز الطبيعي المسال الأميركي، و10 بالمئة على النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات ذات المحركات الكبيرة.
وكان ترامب قد علّق تهديده بفرض رسوم على المكسيك وكندا، في اللحظات الأخيرة قبل بدء سريان القرار، مقابل تشديدهما الرقابة على الحدود، لكنه لم يمنح إعفاء مماثلاً للصين.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن ترامب "لن يتحدث إلى نظيره الصيني شي جين بينغ، حتى وقت لاحق من الأسبوع".
وحذر الرئيس الأميركي من أنه قد يزيد الرسوم الجمركية على الصين أكثر ما لم توقف بكين تدفق الفنتانيل، وهو مادة أفيونية قاتلة، إلى الولايات المتحدة.
وأوضح، الإثنين: "نأمل بأن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل ذلك، فإن الرسوم الجمركية سترتفع بشكل كبير".
من جانبها، وصفت الصين الفنتانيل بأنه "مشكلة تخص الولايات المتحدة"، وقالت إنها ستطعن على الرسوم الجمركية في منظمة التجارة العالمية، وستتخذ تدابير مضادة أخرى.
وجاء في بيان لوزارة التجارة الصينية: "الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة من جانب واحد، تنتهك بشدة قواعد منظمة التجارة العالمية.. إنها ليست فقط غير مفيدة في حل مشكلاتها، لكنها تضر بالتعاون الاقتصادي والتجاري المعتاد بين الصين والولايات المتحدة".
وخلال فترة ولايته الأولى في 2018، بدأ ترامب حربا تجارية استمرت عامين مع الصين، بسبب فائضها التجاري الضخم مع الولايات المتحدة. وتبادل البلدان خلالها فرض رسوم جمركية على سلع بمئات المليارات من الدولارات.
ولإنهاء تلك الحرب التجارية، وافقت الصين في 2020 على إنفاق 200 مليار دولار إضافية سنويا على السلع الأميركية، لكن الخطة خرجت عن مسارها بسبب جائحة كوفيد-19، ليتسع العجز التجاري السنوي إلى 361 مليار دولار لصالح الصين.
وقالت "أكسفورد إيكونوميكس" في مذكرة، إن "الحرب التجارية في مراحلها المبكرة، لذا فإن احتمال فرض المزيد من الرسوم مرتفع"، مع خفض توقعاتها للنمو الاقتصادي في الصين.
وارتفع الدولار على نطاق واسع، الثلاثاء، مع بدء سريان الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية، مما دفع إلى عمليات بيع في اليوان الصيني والدولار الأسترالي.
وتراجع الدولار الكندي والبيزو المكسيكي على الرغم من تعليق واشنطن خطوة فرض رسوم جمركية على البلدين في وقت سابق. كما انخفض اليورو، إذ وجد الاتحاد الأوروبي نفسه أيضا هدفا متوقعا للرسوم الجمركية الأميركية.
وقال المحلل الاقتصادي في "ناتيكسيس"، جاري نج: "على عكس كندا والمكسيك، من الواضح أنه من الصعب على الولايات المتحدة والصين الاتفاق على ما يطلبه ترامب اقتصاديا وسياسيا".
وتابع: "التفاؤل السابق في السوق إزاء التوصل لاتفاق سريع لا يزال يبدو غير مؤكد. وحتى إذا تمكنت الدولتان من الاتفاق على بعض المسائل، فمن الممكن أن نرى استخدام أداة الرسوم الجمركية بشكل متكرر، مما قد يشكل مصدرا رئيسيا لتقلبات السوق هذا العام"، وفق رويترز.
وانخفض اليوان الصيني بنحو 0.3 بالمئة إلى 7.3213 مقابل الدولار في التعاملات الخارجية، لكنه ابتعد عن المستوى القياسي المتدني الذي بلغه خلال الليل عند 7.3765 يوان.
ولن يكون هناك تداول رسمي لليوان قبل الأربعاء، إذ لا تزال الأسواق في البر الرئيسي مغلقة بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي تستمر لمدة أسبوع.
وانخفض الدولار الأسترالي 0.7 بالمئة إلى 0.6186 دولار، لكن هذا أعلى بكثير من المستوى المتدني الذي سجله أمس الاثنين عند 0.60886 دولار، وهو الأضعف في ما يقرب من 5 أشهر.
وسجلت تلك العملات، إلى جانب الدولار الكندي والبيزو المكسيكي واليورو، ارتفاعا حادا خلال الليل بعد أن أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، الموافقة على تعزيز جهود الرقابة على الحدود استجابة لطلب ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة وتهريب المخدرات، مما أدى إلى تأجيل لمدة 30 يوما على
فرض رسوم جمركية 25 بالمئة.
وهبط الدولار الكندي 0.4 بالمئة إلى 1.4485 مقابل نظيره الأميركي، الثلاثاء، عقب انتعاش حاد من المستوى المتدني
البالغ 1.4792 دولار كندي، الإثنين، وهو الأضعف منذ عام 2003.
وانخفض البيزو بنحو 0.4 بالمئة إلى 20.4100 مقابل الدولار، لكنه أعلى بكثير من أدنى مستوى في 3 سنوات تقريبا المسجل في الجلسة السابقة عند 21.1882.
ونزل اليورو 0.4 المئة إلى 1.0297 دولار، بعد تعافيه من أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022، البالغ 1.0125 دولار، الإثنين.
وتراجع الجنيه الإسترليني 0.4 بالمئة أيضا إلى 1.24047 دولار، على الرغم من إشارة ترامب إلى أن بريطانيا ربما تُعفى من الرسوم الجمركية.
وارتفع الدولار 0.3 بالمئة إلى 155.24 ين.