تونس تشدد العقوبات على أفراد متورطين بأنشطة إرهابية

في إطار جهودها المستمرة لمكافحة الإرهاب، شددت تونس العقوبات على أفراد متورطين في أنشطة إرهابية، بما في ذلك أعضاء جماعة "أجناد الخلافة" المرتبطة بتنظيم "داعش".

والأربعاء، أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية في تونس حكماً بالإعدام شنقا والسجن المؤبد مرتين بحق عنصرين من التنظيم.

الحكم صدر بحق كل من، رائد التواتي وياسين القنوني، اللذان تصنفهما السلطات التونسية كـ"إرهابيين خطيرين"، بعد إدانتهما بالمشاركة في نصب كمين لجنود تونسيين في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين يوم 29 يوليو 2013.
ما هو هذا التنظيم؟

نشأت جماعة "أجناد الخلافة" أو "جند الخلافة" في تونس كمجموعة إرهابية مستقلة مطلع عام 2014، قبل أن تعلن ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ديسمبر من العام نفسه.

وصنفتها الولايات المتحدة الأميركية ضمن قائمتها للتنظيمات الإرهابية في 27 فبراير 2018.

وفي نوفمبر 2019، جددت الجماعة تأكيد ارتباطها بالتنظيم من خلال اعترافها بالزعيم الجديد له، أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى.

يعكس هذا التطور استمرار الجماعة في تنفيذ أجندة التنظيم في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها الأمني داخل تونس ودورها في تعزيز نفوذ "داعس" عالمياً.

في الأول من أكتوبر 2021، أدرجتها الأمم المتحدة، كجماعة مرتبطة بـ"داعش" بسبب مشاركتها في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب الأعمال أو الأنشطة التي تقوم بها بالاشتراك مع أو باسم أو نيابة عن أو لدعم تنظيم القاعدة أو "داعش" أو أي خلية أو مجموعة تابعة لها أو مشتقة منها.

كانت هذه الجماعة مسؤولة عن العديد من الهجمات ضد مدنيين وأجهزة الأمن التونسية، من أبرزها جريمة قطع رأس شاب تونسي في نوفمبر 2015. كما نفذت هجمات باستخدام أجهزة متفجرة يدوية الصنع استهدفت مركبات عسكرية تونسية في يناير ومارس 2020.

وفي سبتمبر 2020، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن اعتداء بسكين في تونس أسفر عن مقتل ضابط في الحرس الوطني التونسي وإصابة آخر بجراح.

تواجه تونس جماعات متطرفة تتحصن بالمرتفعات الغربية للبلاد، أبرزها "جند الخلافة" و"عقبة بن نافع" التابع لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

ومنذ ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، شهدت تونس هجمات دموية، كان أبرزها خلال عامي 2015 و2016.

في مارس 2015، قُتل 21 سائحا أجنبيا وشرطي تونسي في هجوم إرهابي تبناه "داعش" واستهدف متحف باردو في العاصمة تونس.

وفي يونيو من العام نفسه، قُتل 38 شخصاً، بينهم 30 بريطانياً، في هجوم على فندق بمدينة سوسة الساحلية، أعلن "داعش" مسؤوليته عنه.

وفي نوفمبر 2015، استهدفت حافلة للأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس بالعاصمة بتفجير أسفر عن مقتل 12 عنصرا من الأمن الرئاسي التونسي وإصابة آخرين. وتبنى "داعش" الهجوم، وكشفت السلطات لاحقاً عن هوية المنفذ الذي ينحدر من حي فقير غرب العاصمة.

كما شهدت بنقردان الواقعة على الحدود مع ليبيا في مارس 2016 واحداً من أكبر الهجمات، استهدف ثكنة للجيش ومركزين للشرطة والحرس الوطني، وأسفر عن مقتل 13 من قوات الأمن وسبعة مدنيين، بينما قُتل 55 متطرفاً على الأقل واعتُقل العشرات.