جحيم أسطوري .. حياة الموصل في خلافة داعش
تُدون الموصل، كبرى مدن العراق، من أساطير ألف ليلة وليلة، تاريخاً بحبر الجحيم لها تحت خلافة تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).
وعند كل رواق موصلي، هناك العشرات من عناصر تنظيم (داعش)، بينهم أطفال من سن السادسة فما فوق، دُججوا بالبنادق بعد أن دُمرت مدارسهم وأحرقت كتبهم، غالبية منهم جُندوا عنوة تحت الذبح.
وقال المواطن أبو كريم في تصريح لوكالة أنباء سبوتنيك، إن مدينة الموصل تحت الجحيم، كل شيء فيها مُدمر، وحديثاً توجه تنظيم (داعش) لتجنيد الشباب والأطفال لحمل السلاح.
وعن الأموال التي يتقاضاها عناصر تنظيم (داعش) قال أبو كريم إن الأجنبي ينال راتباً شهرياً قدره (2500) دولار أمريكي، شهرياً. ويصرف مبلغ 100 دولار للعراقي المُقاتل في صفوف التنظيم.
وذكر أمجد كامل، من الموصل، قائلا ً "في كل زقاق وشارع، ينتشر العشرات من تنظيم داعش الذين تبلغ أعدادهم بالآلاف، في المدينة، من مختلف جنسيات قارات العالم، بعد أن كان وجودهم يُناهز الـ500 عنصرا ًفقط لحظات سقوط الموصل".
وتابع: يستخدم (داعش) الأطفال في تصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة، ولحماية قادته وعناصره ودروعاً بشرية تحت قصف طيران التحالف الدولي.
ويقول سليم عادل، شاهد موصلي آخر، إن أسواق المدينة، خلت حديثاً من كل المحاصيل الزراعية التي انحدرت أسعارها برخص الماء، وباتت مُخزنة عند السكان.
ولدفع الموصل إلى أزمة مجاعة مُستقبلية، عمد عناصر التنظيم قبل أيام قليلة، على نحر كل المواشي، وفق فيديو بثوه من داخل المدينة التي بدت مُدمرة ومُتسخة، أظهروا فيه وحشية الذبح التي لم تقتصر على فصل رؤوس البشر عن أبدانهم، بل نحر رقاب الأبقار "نصف ذبحة" لتُواجه الموت مكبلة الأطراف، وبأعداد هائلة.
وروت موج، الفتاة التي هربت من موت مُحتم على يد (داعش)، إحدى طالبات كلية الطب، أبرز تفاصيل العنف في الموصل، قائلة ً "هناك شرطيات من جنسيات أجنبية، من داعش يُراقبنّ النساء والفتيات في كل مكان ويُبلغن عن المخالفات بالزي الإسلامي".
وكل من لا ترتدي الجوارب أو الكفوف يُعاقب ولي أمرها (الأب، أو الزوج، أو الأخ) بالجلد والاعتقال، على يد داعش الذي اشترط على الموصليات الخروج من الدار برفقة محرم وبدونه ممنوع مد رأسها من عتبة الدار.
وتخلو الموصل من كتب العلم والأدب التي أحرق تنظيم داعش، الآلاف منها حديثاً، كما أغلق كل الجامعات والمعاهد وأغلب والمدارس.
وعُزلت الموصل التاريخية إحدى مدن قصص شهرزاد في ألف ليلة وليلة، عن العالم، تكنولوجياً والكترونياً.