أخطر نساء الأرض فتكاً بـ"داعش" في لقاء مع "سبوتينك"

من أرض الجميلات الأشد خطورة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مدينة عين العرب "كوباني"، شمالي سوريا، تقبض المقاتلة الكردية الصغيرة، زنارين جكدار، على سلاحها الروسي، بذات اليد التي تشتبك لرقصة فلكلورية مفعمة بالأنوثة.

يوم بلغت زنارين عامها الـ18، امتشقت السلاح، مقاتلة في الصف الأول ضمن وحدات حماية المرأة ،(ypj)، مع تزايد حدة الحرب في سورية، دون أن تكترث بوقوعها سبية مباحة للاغتصاب اللامنتهي، أو أسيرة يُنحر رأسها على يد عناصر "داعش".

زنارين جكدار سردت، في لقاء مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، رحلة قتالها في معارك عدة، لحماية الأرض والتاريخ، في كوباني شمال مدينة حلب، في سورية حيث توجد غالبية التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

تقول زنارين العائدة إلى كوباني قبل بضعة أيام، من رحلة علاج في تركيا، بعد اندمال جرحها برصاصة مسمومة لقناص "داعشي" اخترقت ظهرها مُودعة جسدها من حافة البطن، "حملنا السلاح دفاعاً عن أرضنا".

وتضيف زنارين: قبل وصول الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى المقاتلين والمقاتلات في كوباني، وفّر الحزب الكردي المحلي في روج آفا التابعة لكوباني، السلاح الروسي الفردي، للقضاء على تنظيم "داعش" لتحسم الحرب بقتال دام أربعة أشهر.

وتشير إلى أن السلاح الروسي، الذي يفضله الأكراد ويفضلون استخدامه، هو أساس تحرير كوباني، من بطش "داعش".

وضاع الحساب على زنارين، بعدد عناصر تنظيم "داعش"، الذين قتلوا على يدها،  لكنها تذكر المئات منهم صرعوا برصاصها، وآلاف على يد المقاتلين والمقاتلات الأكراد، في مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية.

لم يتسن َ لزنارين، دخول الجامعة بعد أن حملت شهادة البكالوريا (الثانوية)، معها إلى جبهة القتال، بعيدا عن أسرتها التي لم يرافقها منها سوى شقيقها كمقاتل مع وحدات حماية الشعب، لتنشغل بإدارة وجه رشاش الـ"بي كي سي"، وارتداء قلائد العتاد حول عنقها وبطنها، مع موسم عروض الموضة لأزياء الشتاء المتابعة من أكثرية فتيات جيلها.

قاتلت زنارين، بكافة أنواع الأسلحة، منها الـ"آر بي جي"، و"الدوشكا"، إضافة إلى سلاحها الرئيسي "الكلاشينكوف الروسي"، قائلة ً "إن أساس قتالنا هو السلاح الروسي".

وكشفت أن عناصر "داعش" الذين يقعون بيد المقاتلين والمقاتلات الأكراد، أسرى، نكتشف أنهم تحت تأثير المخدرات و"الحشيشة"، ولا يدلون بأي معلومات عن جهات دعمهم وتمويلهم، سوى "الحوريات في السماء اللاتي يقاتلون من شأن نيلهن".

عادت زنارين، إلى كوباني، من تركيا، لتمشيط القرى التي تحررت، موجهة رسالة إلى نساء الأرض أجمع "انهضن من النوم العميق، بوجه الظلم لنيل حقوقكن والمشاركة في الحياة، مثل مقاتلات وحدات حماية المرأة، لنكتب فوق السماء حرية المرأة مستقلة".

وثارت آلاف النساء في كوباني، وكرديات قدمن من إقليم كردستان العراق، وجزء من تركيا، وغيرهن من المغتربات، ضد تنظيم "داعش" الذي لم يترك امرأة قتل زوجها أو شقيقها دون أن يأخذها سبية جارية "للنكاح"، لاسيما العراقيات ومنهن في الأنبار غرب العراق، وبحدود 3 آلاف إيزيدية من سهل نينوى.

وتُعد على الأصابع، أعداد الكرديات اللاتي تمكن تنظيم "داعش" من قتلهن في مدينة كوباني، فصورة إحداهن التي ذبحها عنصر بالتنظيم ورفع رأسها وضفيرتها الذهبية المنسدلة نحو الأرض، متباهياً بقتلها، أثار غضب ورغبة نساء المدينة للثأر والقتال حتى استرداد الأرض.

وغزت صور المقاتلات الكرديات، مواقع التواصل الاجتماعي، "الفيسبوك" و"تويتر"، وبات لهن جيوش من المعجبين والمعجبات ببسالتهن، معلقين بعبارات "الجميلات الثائرات، والأمهات المقاتلات"، وإشادات بصمودهن ضد "داعش" الذي عُرف بأساليبه الدموية التي يدّعي بها نشر الخلافة الإسلامية.

وتمكنت وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية، من تحرير أكثر من 180 قرية تابعة ومحيطة بمدينة كوباني، من سيطرة "داعش" الذي تكبد خسائر بشرية فادحة، بعد أن تنعم بأربعة أشهر فقط من العبث في المدينة.