اليونيفيل تحذر من "تطور خطير للغاية" في جنوب لبنان
قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، اليونيفيل، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء أنشطة الجيش الإسرائيلي المتاخمة لموقع البعثة داخل الأراضي اللبنانية.
وأشارت اليونيفيل، في بيان، إلى العمليات الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي على مقربة مباشرة من موقع البعثة 6-52، جنوب شرق مارون الراس، داخل الأراضي اللبنانية"، معتبرة الأمر "تطورا خطيرا للغاية".
وأضافت أنه "من غير المقبول المساس بسلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بالمهام الموكلة إليها من قبل مجلس الأمن".
وتابعت "تذكّر اليونيفيل جميع الجهات الفاعلة بشكل عاجل بالتزاماتها بحماية موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها".
ويأتي تحذير اليونيفيل غداة تاكيدها أن قواتها لا تزال في مواقعها رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلبا من إسرائيل بإعادة نقل بعضها، قبيل بدء عملياتها البرية "المحدودة".
وتحت وطأة التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تجد قوات حفظ السلام نفسها في مواجهة تحديات وأخطار غير مسبوقة وسط النزاع المتجدد بين إسرائيل وحزب الله.
وإثر جولة ميدانية خاصة مع الوحدة الإسبانية التابعة لليونيفيل، كشف تقرير لـ"واشنطن بوست" قبل أيام عن تحول في مهمة هذه القوات من مراقبة هادئة لوقف إطلاق النار، إلى دور أكثر خطورة كحاجز بين قوتين متحاربتين.
ويقول المقدم الإسباني خوسيه إيريساري، واصفا الواقع الجديد الذي يواجهه أفراد اليونيفيل، "هناك لحظات يكون فيها الوضع هادئا. ثم فجأة: يومان من القتال المستمر"، بعد أن تحولت المنطقة الحدودية، منذ أكتوبر 2023، إلى ساحة قتال شبه يومية تهدد بتحويل الاشتباك المحدود إلى حرب شاملة.
وجاءت هذه التصريحات قبل الاختراق البري الذي وصفته إسرائيل بالمحدود في جنوب لبنان.
ولسنوات، راقبت اليونيفيل وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي استمر بشكل أو بآخر منذ عام 2006. لكن منذ بداية الحرب في غزة، أكتوبر الماضي، عملت قوات حفظ السلام على تخفيف حدة النزاع من خلال نقل الرسائل بين الجيش الإسرائيلي والجماعة اللبنانية المسلحة.
وتأسست قوات اليونيفيل عام 1978 لمراقبة انسحاب إسرائيل من لبنان. واليوم، في ظل النزاع الحالي، تسعى جاهدة لتخفيف حدة التوترات من خلال لعب دور الوسيط بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي.