المرأة اليمنية ودورها النضالي قبل وبعد ثورة 26 سبتمبر

تواصل المرأة اليمنية جهودها في دعم مشوارها النضالي والسير على خطى من سبقنها من الثائرات في ثورتي 26 سبتمبر و 14 اكتوبر المجيدتين، رغم التعسفات والانتهاكات الحوثية، في مناطق سيطرتهم.

كانت المرأة اليمنية حاضرة وبقوة في ميدان التضحية والنضال الوطني، متحدية الصعاب وأساليب القمع والتعذيب التي كان ينتهجها الحكم الإمامي البائد آنذاك، وكذا التي تنتهجها مليشيات الحوثي لإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، في محاولة من الكهنوت لإجهاض المشروع الوطني للحفاظ على النظام الجمهوري.

ورغم ما عاشته المرأة اليمنية من واقع مرير ومعاناة إنسانية أشد مرارة في عهد الإمامة، إلا أن ذلك لم يحبطها ويلغي دورها في الساحة الوطنية والحياة الاجتماعية، بل أن ذلك الواقع وتلك المعاناة التي كانت سائدة آنذاك، وأعادت المليشيا الحوثية الإرهابية إنتاجهما في المرحلة الراهنة، هما بمثابة دافع معنوي قوي، عزز من قوة وصلابة المرأة اليمنية في مواجهة التحديات وعدم الاستسلام ومواصلة النضال في سبيل تحقيق الحرية ونيل الحقوق والمكاسب.

وفي ظل استمرار الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية، تضاعفت معاناة المرأة اليمنية بسبب ما تفرضه المليشيا الإرهابية من قيود وإجراءات قمعية بهدف حرمان المرأة من حقوقها الأساسية في الحياة العامة، وانتقاماً من المرأة ودورها النضالي وتقديم التضحيات في مواجهة المشروع الانقلابي على الإجماع الوطني والدفاع عن مكاسب وحقوق المرأة التي حققتها ثورة 26 سبتمبر.

وشهد واقع المرأة اليمنية بعد ثورتي الـ ٢٦ من سبتمبر ١٩٦٢، والـ ١٤ من أكتوبر ١٩٦٣، تحولاً جذرياً ومحورياً انتقلت عبره المرأة إلى مرحلة جديدة ومتقدمة ونالت حقوقها المختلفة، وذلك من خلال التحاقها بمختلف مستويات التعليم، والحصول على الوظيفة العامة بمؤسسات الدولة، وكذا مشاركتها في شتى مجالات الحياة العامة وفي مقدمتها السياسية والاجتماعية وصولاً إلى تبوأها أعلى المناصب الوظيفية والقيادية في سلم الهرم الوظيفي للدولة، شملت مناصب الوزيرة والسفيرة وغيرها من المناصب العليا.

ففي الحقبة الزمنية التي أعقبت الثورة السبتمبرية الخالدة، حققت المرأة اليمنية العديد من النجاحات والإنجازات في مختلف مجالات وقطاعات الحياة، كما اسندت للمرأة اليمنية العديد من المهام الوطنية، إضافة إلى مشاركتها في عملية صناعة السلام، وهو الأمر الذي يدل مدى الدور الكبير واللافت لثورة سبتمبر في غرس الأهداف والقيم السامية والنبيلة وفي مقدمتها العلم والحرية والنضال والكفاح في حياة المرأة، حتى بدت المرأة اليمنية قوية ومتسلحة بالعلم والمعرفة، وتمتلك الكفاءة العالية التي قادتها إلى تبوأ المناصب العليا ولعب الأدوار الهامة في المجتمع والوطن.

كما كان للمرأة اليمنية طوال العقود الزمنية المنصرمة منذ ما بعد الثورة، نشاطاً ملحوظاً على صعيد الساحة الوطنية، حيث جسدت بشكل جلي وواضح أدوارها وجهودها مدى إسهاماتها المساندة في إدارة مؤسسات الدولة والعمل بشجاعة في قطاعات الأمن والقضاء والخدمات العامة للمضي قدما في عملية بناء الوطن.