بعد تصريحات ترامب.. مهاجرون هايتيون يخشون ارتفاع حدة العنف العنصري في أوهايو

© ROBERTO SCHMIDT, روبيرتو سميث / ا ف ب

سبرينغفيلد (الولايات المتحدة) (أ ف ب) – يخشى مهاجرون هربوا من العصابات في هايتي واستقروا في سبرينغفيلد بأوهايو من التعرض للعنف العنصري منذ وجه مرشّح الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب إليهم اتهامات لا أساس لها مفادها أنهم يأكلون الحيوانات الأليفة.

في هذه المدينة الصغيرة الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة والتي يشكل البيض غالبية سكانها، تم هذا الأسبوع إخلاء مقر البلدية والعديد من المدارس، بعد تلقي إنذارات بوجود قنبلة وتكررت التهديدات ضد القادمين من هايتي.

الخميس، اضطر رومان بيير، مدير أحد المطاعم الهايتية، إلى الإغلاق باكرا، ليجنب موظفيه العودة إلى منازلهم في وقت متأخر خوفا على سلامتهم.

واشار إلى أن العديد من المهاجرين المتحدرين من هايتي غادروا بالفعل وينوي آخرون ذلك.

وفي الأيام الأخيرة، صدرت عن الجمهوريين، وفي مقدمتهم دونالد ترامب، اتهامات لا أساس لها تفيد بأن المهاجرين يقومون بـ"غزو" سبرينغفيلد، ومهاجمة كلاب وقطط السكان المحليين لأكلها.

ونفت الشرطة المحلية هذه المزاعم، كما فندتها عدة وسائل الإعلام ومن بينها وكالة فرانس برس التي حققت في هذه المعلومات.

وأكد الرئيس السابق خلال المناظرة التي جرت الثلاثاء بينه وبين الديموقراطية كامالا هاريس، "إنهم يأكلون الكلاب"، مما زاد من حدة التوتر.

وقال مدير نزل يقطنه هايتيون في المدينة تعرض مساء الخميس لتهديدات تجري الشرطة الفدرالية تحقيقا فيها لوكالة فرانس برس "إنها حقيقة مؤسفة وتثير الذعر".

وتحدث فيل دورسينفيل عن إهانات ودعوات إلى "التطهير" ناجمة عن "أجندة سياسية" لإثارة مخاوف من الهجرة غير الشرعية.

نهضة اقتصادية

لكن الهجرة أتاحت قيام نهضة اقتصادية في هذه المدينة التي بلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة في عام 2020، في أعقاب تراجع ديموغرافي سجله شمال الولايات المتحدة.

وسمحت خطة للمدينة باستقطاب أنشطة تجارية وبما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف مهاجر من هايتي سمعوا بتوفر فرص عمل.

لكن خلق فرص العمل لم تصحبه سياسات لمعالجة المشاكل العامة التي تواجه المدينة، ولا سيما الفقر.

وبالتالي تفاقمت التوترات الموجودة بالفعل في سوق السكن والمرافق الطبية والتعليمية، بحسب ويس بابيان، القس السابق في الكنيسة المعمدانية المحلية.

وأضاف أن شكاوى السكان بدأ "يشوبها تزايد العنصرية"، لتصل خلال العام الماضي إلى مستويات "شبه خطيرة".

ويتمتع العديد من أفراد المجتمع الهايتي بوضع قانوني أو يستفيدون من وضع الحماية، ويعيش البعض في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات.

لكن اتهامات تطالهم بانتظام وتفيد بأنهم جاؤوا إلى سبرينغفيلد على متن حافلات استأجرتها الحكومة الفدرالية ويعتمدون على مساعدات تقدمها الدولة على عكس السكان المحليين الذين يتضاءل عددهم.

"تهديد حقيقي"

وجاءت فيلومين فيلوستين التي حصلت على الجنسية الأميركية إلى المدينة حيث فتحت متجرا لبيع المنتجات الهايتية بشكل خاص.

ويجد آخرون، مثل فريتز وزوجته الحامل وطفلهما البالغ عامين، صعوبة في تغطية نفقاتهم.

بعد وصوله قبل خمسة أشهر إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، تمكن من عبورها لطلب اللجوء.

لكن المساعدات الغذائية التي يتلقاها لا تخوله دفع الإيجار وهم يقيمون الآن لدى صديق.

وقال لوكالة فرانس برس إنه حصل على وظيفة ليلية كعامل في مصنع للمواد الغذائية لكن راتبه "لم يُسدد بعد" قبل أن يصرخ عليه ركاب سيارة مرت بجواره عبر النافذة "اللعنة عليك".

منذ التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال المناظرة، لم يغادر دانييل منزله إلا للضرورة.

ويحظى بوضع معين كمهاجر مؤقت مرتبط بالوضع السياسي والأمني في هايتي.

وأكد أن "التهديد حقيقي" لكنه يأتي من "أقلية" تبث "خطاب الكراهية". ويقيم في سبرينغفيلد منذ أربع سنوات ولا ينوي المغادرة. وهو يعتمد على بعض السكان الذين يساندونه.

ويرى ويليام طومسون الذي شارك في حرب فيتنام ويجلس في شرفة منزله التي يرفرف فوقها العلم الأميركي، أن الولايات المتحدة هي "أرض الحرية" وأن المهاجرين الهايتيين "لديهم الفرصة للقدوم إليها ليكونوا أحرارا".

ويضيف ممازحا أنه في حال خرجت الأمور عن السيطرة، كما يخشى كثيرون، فإن "أسلحته موجودة في الداخل".