تواصل التنديد الدولي بمقتل موظفين أممين في غارة إسرائيلية وإجلاء مرضى في أكبر عملية من غزة

يستمر التنديد الدولي بالغارة الإسرائيلية على مدرسة في غزة التي قتل فيها 18 شخصا بينهم ستة موظفين من الأونروا الأممية. واعتبر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "تجاهل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وخصوصا حماية المدنيين، لا يمكن ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقبله". وشددت ألمانيا على أنه من "واجب الجيش الإسرائيلي حماية موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة". صحيا، أعلنت منظمة الصحة العالمية تنظيم أكبر عملية إجلاء مرضى ومصابين من القطاع.

فلسطينيون في باحة مدرسة الجاعوني في وسط غزة بعد استهدافها بغارة إسرائيلية في 11 أيلول/سبتمبر 2024© أ ف ب

يتواصل التنديد الدوليبالعملية العسكرية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 18 شخصا بينهم ستة موظفين أمميين، عندما استهدفت غارة إسرائيلية مدرسة كانت تؤوي نازحين.

ووصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحادثة بأنها "مروعة"، مؤكدا أن "تجاهل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وخصوصا حماية المدنيين، لا يمكن ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقبله".

وفي برلين اعتبرت ألمانيا أن مقتل ستة من موظفي الأمم المتحدة في غزة أمر "غير مقبول إطلاقا". وقالت وزارة الخارجية إن "على العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية ألا يكونوا إطلاقا ضحايا للصواريخ (..) من واجب الجيش الإسرائيلي حماية موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة"

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قال: "ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرضت مدرسة تؤوي 12 ألف شخص لقصف جوي إسرائيلي مرة أخرى. في عداد القتلى ستة من زملائنا في وكالة الأونروا. هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي يجب أن تتوقف الآن".

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى حماية العاملين في مجال الإغاثة مؤكدا "علينا أن نرى المواقع الإنسانية محمية. هذا أمر نواصل طرحه مع إسرائيل".

لكن بلينكن قال أيضا إن حماس تتحمل جزءا من المسؤولية مؤكدا "نواصل رؤية حماس تختبئ في، أو تسيطر على، أو تستخدم هذه المواقع التي تشن منها عملياتها".

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل "للمرة الخامسة تقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا وتقتل 18 مواطنا" في مخيم النصيرات في وسط القطاع.

"معلومات مفصلة وأسماء الموظفين"

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته "نفذت غارة دقيقة على إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس" في مدرسة الجاعوني.

وفي وقت لاحق أوضح الجيش أنه طلب من الأونروا توفير "معلومات مفصلة وأسماء الموظفين" من أجل إجراء تحقيق. وأكد "حتى الآن لم ترد الأونروا رغم الطلبات المتكررة".

إلا أن جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت لوكالة الأنباء الفرنسية: "لسنا في الأونروا على علم بطلب كهذا".

وأضافت أن الوكالة ترسل "في كل سنة لوائح بكل موظفيها إلى الحكومات المضيفة وعلى صعيد الضفة الغربية وغزة مع دولة إسرائيل بصفتها قوة الاحتلال".

إجلاء مرضى ومصابين في أكبر عملية من غزة منذ بدء الحرب

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس عن أكبر عملية إجلاء مرضى ومصابين من قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر مشددة على أن ربع الأشخاص الذين أصيبوا في الحرب يعانون من "إصابات مغيرة للحياة".

وقالت المنظمة إنها مع شركاء لها أجلت الأربعاء 97 مريضا وشخصا يعانون إصابات بالغة من قطاع غزة المدمر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 11 شهرا ونقلتهم إلى أبوظبي للحصول على رعاية صحية متخصصة.

وقال ريك بيبركورن ممثل المنظمة للأراضي الفلسطينية لصحافيين: "هذه كانت أكبر عملية إجلاء حتى الآن من غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023".

ويعاني المرضى وبينهم 45 طفلا، مجموعة متنوعة من الأمراض مثل السرطان، فضلا عن إصابات أخرى. وأشاد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بنجاح "العملية المعقدة للغاية... رغم التحديات العملانية وانعدام الأمن".

ونقل المرضى و155 مرافقا لهم أولا من أربعة مواقع في قطاع غزة إلى مستشفى في وسط القطاع قبل نقلهم جوا إلى أبوظبي.

وقالت منظمة الصحة إن إخراج المرضى من شمال القطاع كان معقدا جدا نظرا إلى صعوبة الوصول إلى تلك المنطقة.

وهؤلاء هم من بين أكثر من عشرة آلاف شخص تعتبر المنظمة أنهم بحاجة إلى إجلاء على وجه السرعة.

وأوضحت منظمة الصحة أن ربع المصابين في قطاع غزة منذ بدء الحرب أي 22500 شخص، يعانون "إصابات مغيرة للحياة" تتطلب علميات بتر وسيحتاجون "إلى خدمات إعادة تأهيل الآن ولسنوات مقبلة".

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن "آلاف النساء والأطفال" من بين المصابين بجروح خطرة وإن الكثير منهم يعاني أكثر من إصابة.

وقدرت منظمة الصحة العالمية أن ثمة 13455 إلى 17550 "إصابة خطرة في الأطراف" لافتة إلى أنها الدافع الرئيسي للحاجة إلى إعادة التأهيل.

وأظهر تقرير إجراء 3105 إلى 4050 عملية بتر لأطراف، لافتا إلى أن الإصابات الأخرى الخطرة تشمل إصابة الحبل الشوكي وإصابات دماغية وحروقا كبيرة.

 

فرانس 24 / أ ف ب