الصحة العالمية تعلن أكبر عملية إجلاء مرضى من غزة منذ بدء الحرب
طفلة الست سنوات الفلسطينية مريم أحمد التي بترت ساقها جراء قصف إسرائيلي في قطاع غزة، تتلقى العلاج في مجمع الثمامة في الدوحة الذي يستقبل أطقالا من القطاع مع عائلاتهم، في 3 تموز/يوليو 2024 © محمود همص / ا ف ب
جنيف (أ ف ب) – أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أكبر عملية إجلاء مرضى ومصابين من قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر مشددة على أن ربع الأشخاص الذين أصيبوا في الحرب يعانون "إصابات مغيرة للحياة".
وقالت المنظمة إنها مع شركاء لها أجلت الأربعاء 97 مريضا وشخصا يعانون إصابات بالغة من قطاع غزة المدمر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 11 شهرا ونقلتهم إلى أبوظبي للحصول على رعاية صحية متخصصة.
وقال ريك بيبركورن ممثل المنظمة للأراضي الفلسطينية لصحافيين "هذه كانت أكبر عملية إجلاء حتى الآن من غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023".
ويعاني المرضى وبينهم 45 طفلا، مجموعة متنوعة من الأمراض مثل السرطان، فضلا عن إصابات أخرى.
وأشاد المدير العام للمنظمة تيدروس ادهانوم غيبرييسوس بنجاح "العملية المعقدة للغاية... رغم التحديات العملانية وانعدام الأمن".
ونقل المرضى و155 مرافقا لهم أولا من أربعة مواقع في قطاع غزة إلى مستشفى في وسط القطاع قبل نقلهم جوا إلى أبوظبي.
وقالت منظمة الصحة إن إخراج المرضى من شمال القطاع كان معقدا جدا نظرا إلى صعوبة الوصول إلى تلك المنطقة.
وهؤلاء هم من بين أكثر من عشرة آلاف شخص تعتبر المنظمة أنهم بحاجة إلى إجلاء على وجه السرعة.
إصابات "مغيرة للحياة"
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفعت إلى 41118 قتيلا على الأقل، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي وصل إلى 95125 منذ بدء الحرب.
وبدأت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
والخميس، أوضحت منظمة الصحة أن ربع المصابين في قطاع غزة منذ بدء الحرب أي 22500 شخص، يعانون "إصابات مغيرة للحياة" تتطلب علميات بتر وسيحتاجون "إلى خدمات إعادة تأهيل الآن ولسنوات مقبلة".
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن "آلاف النساء والأطفال" من بين المصابين بجروح خطرة وإن الكثير منهم يعاني أكثر من إصابة.
آلاف عمليات البتر
وقدّرت منظمة الصحة العالمية أن ثمة 13455 إلى 17550 "إصابة خطرة في الأطراف" لافتة الى إنها الدافع الرئيسي للحاجة إلى إعادة التأهيل.
وأظهر التقرير إجراء 3105 إلى 4050 عملية بتر لأطراف، لافتا إلى أن الإصابات الأخرى الخطرة تشمل إصابة الحبل الشوكي وإصابات دماغية وحروقا كبيرة.
وقال ريك بيبركورن في بيان إن "الازدياد الهائل في حاجات إعادة التأهيل يحدث فيما يتواصل تدمير النظام الصحي".
في الوقت نفسه، قالت منظمة الصحة إن 17 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة تعمل حاليا بشكل جزئي، فيما تُعلَّق باستمرار خدمات الرعاية الصحية الأولية أو يتعذر الوصول إليها في أحيان كثيرة بسبب انعدام الأمن والهجمات وأوامر الإخلاء المتكررة.
كذلك، خرج المركز الوحيد المخصّص لترميم الأطراف وإعادة التأهيل، الواقع في مجمع ناصر الطبي والذي تدعمه منظمة الصحة العالمية، عن الخدمة في كانون الأول/ديسمبر الماضي بسبب نقص الإمدادات والعاملين الصحيين المتخصصين.
وقال البيان "للأسف، نزح جزء كبير من العاملين في مجال إعادة التأهيل في غزة".
وأوضح بيبركورن أن "المرضى لا يستطيعون الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها" مضيفا أن "خدمات إعادة تأهيل الحالات الحرجة متوقفة ولا تتوافر رعاية متخصصة للإصابات المعقدة، ما يعرض حياة المرضى للخطر".
وأضاف "ثمة حاجة ملحة لدعم فوري وطويل الأمد، للاستجابة لحاجات إعادة التأهيل الضخمة".