إسرائيل تنسحب من جنين ومخيمها مخلفة "دمارا واسعا" وواشنطن تضغط للتوصل إلى هدنة في غزة

قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان الجمعة إن 21 شخصا قتلوا على يد قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية بعد عدة أيام من عملية عسكرية موسعة. فيما أفادت وكالة "وفا" للأنباء أن القوات الإسرائيلية قد انسحبت من المدينة ومخيمها مخلفة وراءها "دمارا واسعا في البنية التحتية". وبينما لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار تراوح مكانها، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل وحماس إلى التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة في أقرب وقت.

عملية عسكرية إسرائيلية في قباطية قرب جنين بالضفة الغربية في 13 يونيو/حزيران 2024.© رويترز/ أرشيف

 

بعد مقتل 21 شخصا في المدينة والمخيم حسب وزارة الصحة الفلسطينية، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) الجمعة أن القوات الإسرائيلية انسحبت من مدينة جنين ومخيمها "بعد عشرة أيام من العدوان". فيما قال شاهد من رويترز إن القوات الإسرائيلية خلفت وراءها دمارا واسعا في البنية التحتية.

واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها على فيس بوك، إسرائيل بإعادة "إنتاج جرائمها الوحشية ومشاهد الدمار والتخريب التي ارتكبتها في قطاع غزة ونقلها للضفة الغربية المحتلة كما يحصل في محافظتي جنين وطولكرم ومخيماتها".

اقرأ أيضامنظمة العفو الدولية تدعو لفتح تحقيق دولي بحق الجيش الإسرائيلي بشبهة ارتكابه "جرائم حرب" في غزة

 

واشنطن تحث حماس وإسرائيل على التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار

حضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس كلا من إسرائيل وحركة حماس على التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة، وذلك بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إنّ الاتفاق بات منجزا بنسبة 90%.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في هايتي "من واجب الطرفين التوصل لاتفاق بشأن هذه القضايا العالقة"، مشيرا إلى أنّ واشنطن ستطرح مزيدا من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة.

وقال بلينكن إنه لا يزال يأمل في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن في كانون الثاني/يناير. وأضاف "أعتقد أنه إذا تمكنّا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضي قدما على مسار التطبيع".

في المقابل قال عضو المكتب السياسي لحماس ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية الذي يتخذ الدوحة مقرا، في كلمة بثّتها الحركة، إن "على الإدارة الأمريكية ورئيسها (جو) بايدن، إن أرادوا الوصول فعلا إلى وقف لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل للأسرى، التخلي عن انحيازهم الأعمى للاحتلال الصهيوني، وممارسة ضغط حقيقي على نتانياهو وحكومته، وإلزامهم بما تم التوافق عليه سابقا".

من جهته، قال نتانياهو في تصريح لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية "لا يوجد اتفاق قريب. للأسف، لسنا قريبين، لكننا سنبذل كل شيء لدفعهم الى القبول باتفاق يسمح في الوقت ذاته بمنع إيران من إعادة تسليح غزة".

وخلال مظاهرة جديدة في تل أبيب، قال جيل ديكمان، ابن عم أحد الرهائن الستة الذين عثر عليهم قتلى في غزة "سنفعل كل شيء لضمان أن يكون جميع الرهائن معنا. وإذا كان القادة لا يريدون توقيع اتفاق، فسنجبرهم على ذلك".

اقرأ أيضانتانياهو يتهم حماس "برفض كل شيء" في المحادثات بشأن الهدنة في غزة

  "90 في المئة شبه منجز"

إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أكّد على النقيض من ذلك، ردّا على أسئلة صحافيين حول الاتفاق، أنّ القول إنّ "90 في المئة من الاتفاق شبه منجز كلام دقيق. أعتقد أننا اقتربنا من ذلك"، مشيرا إلى أنه "تم الاتفاق على الإطار، والنقاش حاليا حول تنفيذ التفاصيل، ولا سيما بالنسبة الى تبادل السجناء".

وأشار نتانياهو الأربعاء إلى أنّه من النقاط التي تتعثّر حولها المفاوضات عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في مقابل كل رهينة ستفرج عنها حماس، ورفض إسرائيل الإفراج عن بعض المعتقلين الذين تطالب بهم حماس.

في المقابل، قالت حماس إن "قرار نتانياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يهدف لإفشال المفاوضات"، في إشارة إلى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات في ممر فيلادلفيا في غزة المحاذي للحدود المصرية، بحجة منع تهريب السلاح من مصر إلى حماس. وتشترط الحركة من جهتها انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز