دعاية مجانية عبر العالم لـ"العرب" محطة الوليد بن طلال.. التوقف كأسلوب انطلاقة "قوية"

توقف بث قناة العرب بعد ساعات من إطلاقها في العاصمة البحرينية المنامة؛ طريقة مبتكرة للدعاية. 
أكسب القناة الوليدة تداولا لف العالم، كخبر أول في معظم المحطات الفضائية العالمية والنشرات المتتابعة طوال الساعات القادمة، علاوة على مواقع الشبكة العنكبوتية ومنصات الأخبار وبوابات الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي.
 
دعاية وترويج إعلاني وإعلامي متواصل، ومجانا. 
هذا هو كل ما تحتاج إليه محطة فضائية جديدة لتكرس حضورها من اليوم الأول كخبر أول.
 
لم يعرف الغالبية بانطلاق البث إلا من خبر التوقف. 
والآن يترقب الجميع عودة البث.
 
من استوديو مضاء بالأبيض والأخضر، داخل المقر الفخم والمجهز بأحدث التقنيات والإمكانات، أطلقت "العرب"، المملوكة للأمير الملياردير السعودي الوليد بن طلال، بثها الأول الحي، يوم الأحد - تمام الساعة الرابعة بتوقيت المنامة (13,00 ت غ) بنشرة إخبارية قدمها الإعلامي طارق العاص.
 
كان الضيف الأول للقناة وعلى الهواء، مثيرا للجدل؛ القيادي في المعارضة و "الوفاق" البحرينية خليل مرزوق، الذي انتقد سحب السلطات البحرينية الجنسية من 72 شخصا.
 
وأوقفت القناة بثها، الإثنين، بعد ساعات فقط من انطلاقها، لتعلن عبر حسابها على تويتر وفي إعلان على شاشتها "توقف البث لأسباب فنية وإدارية"، مؤكدة "سنعود قريبا إن شاء الله".
وخرج وزير الإعلام البحريني بتصريح، بأن الوزارة وإدارة القناة تعملان على عودة البث، دون إضافات.
 
من المستبعد أن يكون التوقف ناتج عن مفاعيل قرار رسمي من السلطات في المنامة، كرد أو استياء، مثلا، من ظهور المعارض خليل مرزوق، في أول بث حي. وإن كان انتقاء ضيف من هذا القياس سيبدو ايضا أمرا لافتا بالفعل ومثيرا للاهتمام فضلا عن الجدل، وهذا لا يخرج في المحصلة عن فائدة الدعاية المضاعفة.
 
بقليل من التأمل فإنه يصعب الافتراض، بأن تقدم قناة الأمير السعودي الوليد بن طلال على خطوة مشابهة دون تنسيق مسبق واتفاق مع السلطات البحرينية.
على الأقل لن تغامر إدارة العرب بهكذا قرار من ساعتها الأولى/ وتعرف محاذيره الكبيرة؛ بإزاء محطة تبدأ ساعة بثها وعملها الأولى من مقرها الذي أنفقت عليه أموال طائلة.
 
هو قرار سياسي متفق بامتياز. ولا بأس من إثارة جدل ونقاش حول القناة إعلاميا وعالميا.
بصورة أدق، فإن هذه جميعها معطيات تتوافر على ما يقال: بداية قوية، وانطلاقة تفي بالغرض.
 
لكن، صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية الحكومية، اضافت لونا وطعما للانطلاقة. كتبت تقول: أن وقف القناة أتى "لأسباب تتعلق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية". مشيرة بالخصوص إلى "حيادية المواقف الإعلامية وعدم المساس بكل ما يؤثر سلبا على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها".
 
كل هذا سوف ينسى في اليوم التالي، مع موعد استئناف البث الحي وهو لن يتأخر كثيرا على الأرجح.
 
بداية أدت الغرض الكافي. التوقف، كأسلوب مبتكر للانطلاقة الجيدة.