شكوك سعودية حول تورط طهران في تسلل الإثيوبيين إلى أراضيها عبر اليمن

شككت السلطات السعودية في تورط ايران بعمليات تسلل الاثيوبيين عبر الحدود اليمنية إلى اراضيها حاملين معهم شعارات واجندة ايرانية معادة للمملكة، يأتي ذلك التزامن مع اعلان السلطات اليمنية بين الحين والاخر عن اعتقالها لعدد كبير من الاثيوبيين الذين يتسللون القادمين في اطار الهجرة وعمليات اللجوء الافريقي لليمن ومن ثمة يتسللون إلى الاراضي السعودية. ونقلت "الشرق الاوسط" اللندنية عن اللواء طيار عبد الله سعدون، عضو لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى السعودي شكوكه في أن ما يحدث في عسير من تسلل عدد كبير من الإثيوبيين وقيامهم بعمليات تخريب تمثلت في سرقات واعتداءات وإدارة لمصانع الخمور بالمنطقة، له علاقة بإيران. وأشار سعدون للصحيفة، إلى أنه ربما أفضى نقص المعلومات الواردة في هذا السياق إلى التشكيك في حقيقة ارتباط تلك العصابات المتسللة إلى منطقة عسير بالنوايا الإيرانية، فربما كان السبب الأقوى، بحسب رأيه، هو الفقر الذي تعاني منه تلك الدول التي جاء منها المتسللون والحروب التي دفعتهم إلى البحث عن العيش الآمن رغم إخلالهم بالأنظمة التي تتقيد بها جميع دول العالم، خاصة الدولة السعودية من شروط الإقامة ودخول الدولة بالطرق المشروعة. وأفاد السعدون، على هامش الاجتماع الذي عقد مؤخرا بقادة القطاعات الأمنية في منطقة عسير لبحث الوضع الأمني في المنطقة والإجراءات الأمنية والاطلاع على ما لدى قادة القطاعات الأمنية من ملاحظات، بأن اللجنة خلصت لأهمية الحد من انتشار المتسللين في جنوب السعودية. وعطفا على ذلك، ذكر السعدون أن بعض الرصاصات التي وجدت بين مخلفات تلك الجماعات المتسللة في قمم جبال عسير، تحمل شعار الدولة الإيرانية، ذكر السعدون أنه غير واثق تماما من علاقة إيران بتلك العصابات، حيث، وبحسب قوله، إن إيران لها سابقة في دعم الحوثيين و" هناك ما جعلنا نؤكد ذلك، أما ما يتعلق بالجماعات الإثيوبية، فلا نستطيع أن نحكم بذلك حتى تظهر لنا الأدلة الكافية والجازمة". وحول تسلل تلك الجماعات الإثيوبية عن طريق الحدود ما بين اليمن وجنوب السعودية، وما إذا كان الحوثيون يقدمون دعمهم لهم بتحريض من إيران، أوضح أنه لا دليل على ذلك، مما يشير إلى أن فكرة تدخل الدولة الإيرانية في الشؤون السعودية ومحاولة زعزعت أمنها من خلال الحوثيين، تظل ضمن إطار الظنون التي تتطلب أدلة وبحثا كافيا للنطق بها، وزاد: " اليمن يعاني من فقر وحروب أهلية، وهذا ما قد دفع تلك العصابات المتسللة إلى رسم الدولة السعودية هدفا يؤمن لهم لقمة العيش بخلاف دولتهم أو الدولة اليمنية، ومع ذلك، تظل مسألة التسلل من المسائل والقضايا المخالفة للأنظمة والتشريعات الدولية والمعمول بها داخل السعودية". إلى ذلك، أفصح اللواء خالد القحطاني، مدير إدارة أمن الطرق في السعودية عن أن التقنية التي تمارسها إدارته في ضبط الشريط الحدودي مع اليمن، حدت من عمليات التسلل والعمليات غير القانونية، مؤكدا في السياق ذاته، أن أجهزة مثل أجهزة الكشف عن المتفجرات، حسرت عمليات التهريب التي كانت تمر عبر الشريط الحدودي الجنوبي، وأن الكاميرات الحرارية المزودة بحساسية عالية، قد وأدت الكثير من عمليات التهريب المختلفة. وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور عبد الله البريدي، أستاذ السلوك التنظيمي، أن إيران من الممكن أن تزج بنفسها في حيثيات المنطقة، حيث تحمل بصمات واضحة وتتزعم لواء خرق الإجماع الإسلامي في أبعاده السياسية والرمزية، مؤكدا أن " إيران، وكل من دار في فلكها، تخسر مصداقيتها السياسية" . واختتم البريدي بالقول: " يتوجب على الدبلوماسية الإيرانية أن تمارس السياسة وفق قواعدها وأصولها، بما يستوجبه ذلك من تغليب المصالح الاستراتيجية على النزعات المؤدلجة التي تدفع للدخول في أنفاق مظلمة سياسيا وتنمويا على المستوى الاستراتيجي، ودول المنطقة، وعلى رأسها دول الخليج، مستعدة لأن تدخل مع إيران في شراكات متنوعة، شريطة التزامها بالعقلانية السياسية وهجرها النهج السياسي المؤدلج الذي يفوت عليها فرصا ذهبية للانخراط في مشاريع مشتركة ويخلق لها تحديات غير مبررة إطلاقا". من جانبه قال زيبوبا كيبادا، المستشار العام للسفارة الإثيوبية في السعودية، إنه سمع ما تردد في الآونة الأخيرة عن قيام بعض ما سمي بالعمالة الإثيوبية غير النظامية بإلحاق الضرر بالكثير من الأهالي والتسبب بمشكلات في المناطق الجنوبية من البلاد، بيد أنه لم يتسن له التأكد من مصادره - على حسب قوله -. وعن رأيه في عمليات تهريب واسعة للإثيوبيين عن طريق اليمن، أوضح المستشار الإثيوبي أن جميع الإثيوبيين أو الغالبية العظمة منهم أتوا بطرق رسمية عن طريق إصدار تأشيرات عمل لهم في كل المناحي التي يحتاجها السعوديون، وجلهم أتوا عن طريق المطارات والمنافذ الحدودية بأوراق رسمية. واختتم كيبادا " إننا نعيش في عولمة، يتنقل فيها الأشخاص من مكان لآخر، ونحن نؤكد أن وجود الإثيوبيين في السعودية هو من أجل الحصول على فرص عمل أو للزيارات الدينية، وهم ضيوف يعون جيدا أهمية الالتزام بالعادات والتقاليد السعودية، وللإجراءات القانونية المترتبة على أي مخالفات قد تلحق نظير ارتكاب أي عمل غير قانوني". من جهته قال محمد الأحمري، أحد سكان منطقة إن جرائم الإثيوبيين زادت في الفترات السابقة وإنهم أصبحوا مثيري عنف بشكل كبير، لا يوجد أمر مشترك بين اثنين إلا ويسبقه الحديث عن جرائم الإثيوبيين في المنطقة الجنوبية، وهو أمر على مرأى ومسمع الكثير الذين يطالعون المشهد في المنطقة الجنوبية. السلطات السعودية الرسمية نفت ما أشيع عن تهديد أمني من مجموعات إثيوبية في الجنوب مؤكدة على لسان المتحدث الإعلامي لإمارة منطقة عسير عوض آل سعيد " قيام رجال الأمن بمهامهم الأمنية بكل كفاءة واقتدار، وأن الأمن مستتب، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني" . إلى ذلك أشار ناصر القحطاني، صاحب مكتب إصدار تأشيرات في خميس مشيط، إلى أن الطلب على تأشيرات الوافدين من إثيوبيا " صفر" نظير ما سماه تصاعد أعداد المهاجرين بهجرة غير شرعية إلى داخل المدن الجنوبية بالكامل عن طريق اليمن.