فتح طرق مدينة تعز المحاصرة تتحول إلى وسيلة للمزايدة

منذ بداية الحرب العبثية وقضية حصار مدينة تعز تمثل أكبر كارثة ومأساة إنسانية على مستوى الجمهورية، فقد كانت في سنوات الحرب السابقة أحد الأساليب والخيارات العسكرية التى استخدمتها المليشيا الحوثية في حربها ضد الشرعية، ثم تحولت بالسنوات الأخيرة إلى وسيلة لتحقيق المكاسب السياسية والمادية والمزايدة الإعلامية.

فبعد أن وصلت العمليات العسكرية إلى طريق مسدود وتزايدت التدخلات والضغوطات الدولية، ودخلت الأطراف المتصارعة في عملية سلام مطاطية، بدأت جولات الحوار واللقاءات والمباحثات بين لجان أطراف الصراع المُكلفة بفتح المعابر والطرقات بمدينة تعز المحاصرة، إلا أن هذه اللقاءات العقيمة التى استمرت عدة سنوات لم تحقق أو تنتج أي توافق أو اتفاق يقضي بفتح المنافذ والطرقات من وإلى مدينة تعز المحاصرة منذ تسع سنوات.

ومن خلال تحركات وتصرفات لجان أطراف الصراع وإعلاناتها المتكررة والمتشابهة في المؤتمرات الصحفية التي تتسابق فيها إلى الادعاء بفتح الطرقات من قبل طرف واحد، وتؤكد تصريحاتها بالصور والمقاطع المتضمنة رفع بعض أكوام الأتربة من الشوارع المُعلن عنها، اتضح أن كل تلك التحركات والتصريحات لم تكن سوى مزايدات إعلامية هدفها تحقيق المكاسب السياسية والمادية، وكسب التأييد الشعبي، واللوم على الطرف الآخر وإظهاره أمام المجتمع الدولي بالطرف الرافض والمعرقل لتنفيذ الاتفاق.

آخر هذه التحركات العشوائية ما أعلنته سلطة الأمر الواقع في الحوبان عن فتح طريق جولة القصر- المدينة وطريق الأربعين- عصيفرة، وهي الطرق التى طالبت وأصرت عليها اللجنة الحكومية التابعة للشرعية والتى يفترض أن ترحب بهذا العمل وتقابله بنفس التصرف من الطرف الآخر للطريق، وتعلن عن جاهزيتها لاستقبال حركة تنقل المواطنين القادمين من جهة الحوبان.

لقد أصبحت هذه التحركات مكشوفة وأهدافها معروفة، وإن كانت نوايا تلك الأطراف سليمة وحسنة، وكانت حريصة على فتح الطرقات والتخفيف من معاناة أبناء المحافظة لكانت وضعت خارطة طريق تحدد فيها زمن الافتتاح والتنفيذ وأماكن النقاط العسكرية للطرفين وضمانات نجاح فتح الطرقات واستمرارها مفتوحة دون انقطاع.