نظرة فاحصة- المجاعة تلوح في الأفق بغزة.. كيف سيعرف العالم بحدوثها؟

الأمم المتحدة (رويترز) - توقع تقرير تدعمه الأمم المتحدة يوم الاثنين تفشي المجاعة من الآن وحتى مايو أيار في غزة ما لم يتوقف القتال الذي تسبب في دمار القطاع الفلسطيني وانقطاع المساعدات.

* ما هي المجاعة ومن يعلنها؟

يتم تقييم المجاعة وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة مكونة من أكثر من 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة وهيئات إقليمية وجماعات إغاثة.

وجاء في التقرير المستند إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى "كارثيا من الجوع" في جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالي نصف السكان.

وأضاف أن "المجاعة الآن متوقعة ووشيكة في محافظتي شمال غزة وغزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعا جليا خلال الفترة المشمولة بالتوقعات من منتصف مارس 2024 إلى مايو 2024".

وإعلان المجاعة يعني أن 20 بالمئة على الأقل من السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء، ويعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان من كل عشرة آلاف شخص يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.

وأُعلنت المجاعة مرتين خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية: في الصومال عام 2011 وفي مناطق من جنوب السودان عام 2017.

* ما هو التقييم الحالي في غزة؟

ذكر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يوم الاثنين أنه "من منتصف مارس إلى منتصف يوليو، ضمن السيناريو الأكثر ترجيحا ومع افتراض تصاعد الصراع وحدوث هجوم بري على مدينة رفح، من المتوقع أن يواجه نصف سكان قطاع غزة (1.11 مليون نسمة) أوضاعا كارثية".

وكان التصنيف قد أشار في أواخر ديسمبر كانون الأول إلى إن الوضع في غزة تجاوز بالفعل عتبة العشرين بالمئة.

وذكر أن العتبتين المتبقيتين، وهما عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وعدد الأشخاص الذين يموتون يوميا من الجوع أو من سوء التغذية والمرض "قد يتم تجاوزهما أيضا في مرحلة ما" من الشهور المقبلة.

* ماذا يعني إعلان المجاعة؟

رغم أن إعلان المجاعة لا يؤدي إلى أي استجابة رسمية، قد يساعد في تركيز الاهتمام العالمي على كيفية المساعدة. لكن كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "بمجرد إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات بالنسبة لناس كثيرة".

* من المسؤول عن الرعاية الاجتماعية في غزة؟

تعتبر الأمم المتحدة إسرائيل القوة المحتلة في غزة، وتقول إن مسؤولية تسهيل العمليات الإنسانية داخل القطاع تقع على عاتق الجيش الإسرائيلي.

وتنص اتفاقيات جنيف لعام 1949 فيما يتعلق بقوانين الحرب على أنه "من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، على تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية".

* ماذا تقول إسرائيل؟

احتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في حرب عام 1967. وهذه هي مناطق فلسطين التاريخية التي يرغب الفلسطينيون في إقامة دولتهم عليها. وانسحبت إسرائيل من غزة في عام 2005 وفازت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الانتخابات عام 2006. لكن إسرائيل لا تزال المسيطرة على حدود القطاع بالتنسيق مع مصر.

ويزعم قادة إسرائيل منذ فترة طويلة أن غزة والضفة الغربية ليستا محتلين رسميا استنادا إلى أنه تم انتزاعهما من الأردن ومصر خلال حرب عام 1967 وليس من السيادة الفلسطينية. وتركز إسرائيل أيضا على الروابط التاريخية والدينية للشعب اليهودي بالأرض.

* ما سبب التدهور الشديد للوضع الإنساني في غزة؟

بدأت الحرب في غزة عندما هاجم مقاتلو حركة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وتقول إحصاءات إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وردت إسرائيل بفرض "حصار كامل" على غزة في البداية وشن هجوم جوي وبري تقول سلطات الصحة في القطاع الذي تديره حماس إنه أسفر عن مقتل نحو 30 ألف فلسطيني.

ويتم حاليا تسليم المساعدات إلى جنوب غزة من خلال معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة إنه خلال شهر فبراير شباط تسنى إدخال ما يقرب من 97 شاحنة في المتوسط ​​إلى غزة يوميا، مقارنة بحوالي 150 شاحنة يوميا في يناير كانون الثاني، وهو أقل بكثير من الهدف البالغ 500 شاحنة يوميا.

ووصفت الأمم المتحدة وصول المساعدات بأنه "لا يمكن التنبؤ به وغير كاف"، وألقت باللوم في ذلك على العمليات العسكرية وانعدام الأمن والقيود واسعة النطاق على تسليم الإمدادات الأساسية.

وتشير الأمم المتحدة على وجه التحديد إلى إغلاق المعابر الحدودية والقيود المشددة على الحركة ومنع الوصول وإجراءات التدقيق المرهقة والمخاطر الأمنية والحوادث التي يرتكبها مدنيون بائسون وانهيار القانون والنظام والقيود على الاتصالات ومعدات الحماية.

وقالت إسرائيل إنها ملتزمة بتحسين الوضع الإنساني في غزة وإنه لا توجد حدود للمساعدات المقدمة للمدنيين. وألقت باللوم على الأمم المتحدة في أي مشكلات تتعلق بالتسليم، قائلة إن القيود المفروضة على كمية ووتيرة وصول المساعدات تعتمد على قدرة الأمم المتحدة والوكالات الأخرى.