تقرير: الصين غاضبة من روسيا بسبب تسريبات عن إرسال أسلحة

لعقود من الزمن كانت روسيا تضخ الأسلحة إلى الصين وأرسلت ما قيمته ملياري دولار كل عام بين عامي 2001 و2010، مع صفقة قيمة بقيمة 7 مليارات دولار في عام 2015. والآن انقلبت الأمور حيث فقدت روسيا أكثر من 9400 قطعة من المعدات بما في ذلك أكثر من 1500 دبابة، خلال الحرب في أوكرانيا وباتت الآن تفتقر بشدة إلى الذخيرة.

وتقول أميركا إن لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن الصين تدرس تزويد روسيا بالأسلحة. ويمكن لهذه الاحتمالية أن تغير مسار الحرب، كما أنها ستؤدي إلى أزمة أعمق في علاقة الصين بأميركا وأوروبا، وفقاً لتقرير مجلة "إيكونوميست".

وطلبت روسيا من الصين أسلحة منذ الأشهر الأولى من الحرب. واعترضت الصين كثيراً وأرسلت فقط مساعدات غير مميتة مثل الخوذات والمواد ذات الاستخدام المزدوج مثل أجزاء الطائرات.

ولم يكشف المسؤولون الأميركيون علناً عن تفاصيل ما يعتقدون أن الصين تفكر فيه. لكن في 23 فبراير، زعمت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن القوات المسلحة الروسية كانت تتفاوض مع شركة Xi’an Bingo Intelligent Aviation Technology الصينية لشراء 100 طائرة هجومية بدون طيار. وقد استخدمت روسيا مثل هذه الطائرات بدون طيار في الخطوط الأمامية كجزء من الضربات على شبكة الكهرباء في أوكرانيا.

إرسال قذائف مدفعية

وبعد يوم من تقرير "دير شبيغل"، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الصين تفكر في إرسال قذائف مدفعية، وهي أكثر الأسلحة فتكاً في الحرب. وتستخدم كل من روسيا وأوكرانيا قذائف سوفيتية عيار 122 ملم و152 ملم، وقد جابت العالم بحثاً عن قذائف قديمة. وقد نفذت مستودعات بيلاروسيا، بينما قدمت كوريا الشمالية بعض الإمدادات لكنها تخشى استنفاد ترسانتها.

وبحسب التقرير، فإن الصين لديها ما تبحث عنه روسيا وهي قذائف متوافقة مع المدافع الروسية. ولا يُعرف سوى القليل عن حجم وجودة مخزوناتها، كما تقول لوني هينلي التي كانت تعمل سابقاً بوكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون، لكن من المؤكد أنها ستكون كافية لدرء أزمة روسيا الوشيكة، لأن من شأن ذلك أن يحدث فرقاً كبيراً في الصراع، حيث يشكّل الاستنزاف عاملاً حاسماً.

وأوضح التقرير أن الصين لديها الثقل لقلب الموازين فهي رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم. وظهرت ثماني شركات تابعة لها في أحدث تصنيف لأفضل 100 شركة أسلحة في العالم الذي أعدّه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، مع سبع شركات في أفضل 20 شركة. وهي في المرتبة الثانية بعد أميركا. وفي السنوات الأخيرة، نمت مبيعات أكبر الشركات الصينية بشكل كبير.

وقد توفر الحرب أيضاً للصين فرصة لإعادة ضبط علاقتها الدفاعية مع روسيا وإعادة التوازن إليها. ولسنوات عديدة استوردت الصين التكنولوجيا العسكرية الروسية. وبين عامي 2017 و2021، جاءت 81% من وارداتها الدفاعية من روسيا، بما في ذلك محركات أحدث مقاتلات الشبح الصينية.

والآن لديها فرصة لتصبح "شريكاً صناعياً متساوياً نسبياً لصناعة الدفاع الروسية"، كما يقول مايكل راسكا من معهد إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة. وبدلاً من مجرد إرسال المعدات الأساسية، يمكن للصين مساعدة روسيا في الالتفاف على العقوبات الغربية عن طريق إرسال مكونات عالية التقنية للطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وغيرها من الأسلحة الدقيقة.

ويشير راسكا إلى أن الصين، في المقابل، قد ترغب في الحصول على تكنولوجيا rd-180، وهو محرك صاروخي روسي يستخدم لإطلاق صواريخ الفضاء (وربما الصواريخ الباليستية)، كما قد تكون تكنولوجيا الغواصات والمحركات النفاثة ذات وزن جذاب أيضاً.

الغضب الصيني من روسيا

لكن القيادة الصينية مترددة رغم أنها لا تريد أن ترى روسيا مذلة في ساحة المعركة على يد قاذفات الصواريخ الأميركية والدبابات الأوروبية. وقبل أسابيع قليلة من اندلاع الحرب احتفلت روسيا والصين بصداقتهما "بلا حدود". وقد يحب البعض في بكين أيضاً فكرة التورط الأميركي في الصراع في أوروبا بعيداً عن المحيطين الهندي والهادئ.

لكن هناك أسبابا لضبط النفس بسبب غضب الصين من الكرملين، لأن أميركا التقطت المناقشات حول مبيعات الأسلحة ونشرتها، وفقاً لمسؤول أوروبي مطلع على الأمر. وأرادت الصين أن يبقى أي دعم سراً حيث تعلم أن دعم عملية روسيا من شأنه أن يسقط ادعاءها بأنها وسيط محايد، كما أنه سيزيد من تسميم العلاقة مع أميركا ويثير ردود فعل عنيفة في أوروبا. وفي الوقت الحالي تتخذ الصين جانب الحذر.