أثارت غضب بوتين من بريطانيا.. ما هي ذخائر اليورانيوم المنضب؟

أثارت الأنباء عن اعتزام بريطانيا تزويد أوكرانيا بذخيرة "تحتوي اليورانيوم المنضب/المستنفد" غضب روسيا التي هددت بالرد.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين: "علمنا أن المملكة المتحدة... لم تعلن تسليم دبابات لأوكرانيا فحسب، بل أيضا قذائف تحوي اليورانيوم المنضب... إذا حصل ذلك، ستكون روسيا مضطرة إلى الرد".

فما هو اليورانيوم المنضب؟ وما مدى خطورته؟ وما المخاوف التي تحيط باستخدامه؟

تقول الأمم المتحدة إنه معدن ثقيل سام، وهو المنتج الثانوي الرئيسي لعملية تخصيب اليورانيوم. والمادة المتبقية على إثر إزالة معظم نظائر اليورانيوم الشديدة الإشعاع لأغراض استخدامها كوقود نووي أو في الأسلحة النووية.

حسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يعد اليورانيوم المستنفد "معدنا ثقيلا ملوثا كيميائيا وإشعاعيا".

وهو يملك نفس خصائص السمية الكيميائية التي يتميز اليورانيوم، لكنه يتميز بدرجة أقل من السمية الإشعاعية.

ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه "أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي"، وتشير إلى استخدامه في الذخائر المصممة لاختراق الدروع.

ونظرا لكثافته العالية، التي تعادل حوالي ضعف كثافة الرصاص، يستخدم اليورانيوم المستنفد في الذخائر المصممة لاختراق الدروع. 

ويمكن أن يستخدم أيضا لتعزيز المركبات العسكرية، مثل الدبابات. أما الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المستنفد، فهي تنفجر بفعل الارتطام وتطلق غبار أوكسيد اليورانيوم.

وغالبا ما توجه إليه انتقادات لانطوائه على مخاطر تتهدد صحة العسكريين الذين يستخدمونه وأيضا سكان المناطق التي يقصف بها.

ودانت منظّمة "الحملة من أجل نزع السلاح النووي" البريطانية المناهضة للأسلحة النووية تزويد ذخائر تحتوي اليورانيوم المستنفد، واعتبرت في بيان ، الثلاثاء، أن الأمر سيكون بمثابة "كارثة بيئية وصحية إضافية لأولئك الذين يعيشون في قلب النزاع"، وفق فرانس برس.

وتقول لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري إنه لم يعثر من الناحية السريرية على أي أمراض تذكر تتصل للتعرض لليورانيوم المنضب.

ووفقا لدراسات شاركت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تكن المخاطر الإشعاعية التي يتعرض لها الناس والبيئة من جراء ذلك كبيرة في الحالات التي يرصد فيها اليورانيوم المستنفد في شكل تلوث بيئي محلي بفعل الجسيمات الصغيرة الناجمة عن الارتطام.

غير أنه في الحالات التي عثر فيها على شظايا أو ذخائر كاملة تحتوي على اليورانيوم المستنفد، فإن هناك مخاطر محتملة من آثار الإشعاع على الأفراد الذين يتعرضون لتماس مباشر مع تلك الشظايا أو الذخائر.

ويمكن للسلطات الوطنية التخفيف من هذه المخاطر باتخاذ تدابير مضادة بسيطة، مثل تجميع تلك الشظايا وتخزينها والتخلص منها، وفق الأمم المتحدة.

ومع ذلك، ففي بيئة من بيئات ما بعد النزاع، يمكن لوجود مخلفات اليورانيوم المستنفد أن يزيد من قلق السكان المحليين. 

ويقول معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح إنه حتى لو كانت أسلحة اليورانيوم المنضب سامة ومشعة، فإن ذلك لا يعني أنها تستوفي التعريفات القانونية للمواد النووية أو الإشعاعية أو الكيماوية أو السامة

وقد نفى وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، الأربعاء، وجود تصعيد نووي في الحرب الأوكرانية، بسبب الذخائر التي تنوي لندن إرسالها إلى كييف.

وقال كليفرلي: "لا يوجد تصعيد نووي. الدولة الوحيدة في العالم التي تتحدث عن قضايا نووية هي روسيا. لا يوجد تهديد لروسيا، الأمر يتعلق فقط بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا "تحاول عمدا نشر معلومات مضللة".

وأكدت مساعدة وزير الدفاع البريطاني، أنابيل غولدي، أن الذخائر مصممة "بغاية الفاعلية لتدمير دبابات ومدرّعات حديثة"، وأنها معدة للاستخدام بواسطة دبابات تشالنجر التي تعتزم لندن تزويد كييف بها".