الاتحاد الأوروبي يدعو لاستعادة الهدوء في كوسوفو: لن نتسامح مع الهجمات

دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى استعادة الهدوء في شمال كوسوفو المضطرب، فيما شدد على أن "بروكسل لن تتسامح مع الهجمات" على بعثة الاتحاد الأوروبي لتحقيق سيادة القانون في كوسوفو.

يأتي ذلك في أعقاب تصاعد التوتر بين صربيا وكوسوفو خلال الأسابيع الأخيرة، وإعلان صربيا نيتها طلب إرسال قواتها إلى شمال كوسوفو لحماية الأقلية الصربية.

وقال بوريل في تغريدة على تويتر إن "الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع الهجمات على بعثة الاتحاد الأوروبي لتحقيق سيادة القانون في كوسوفو، أو استخدام العنف والأعمال الإجرامية في شمال" كوسوفو.

وأضاف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: "تجب إزالة الحواجز التي نصبتها الجماعات الصربية في كوسوفو فوراً. وتجب استعادة الهدوء".

إلى ذلك، أكد أن "بعثة الاتحاد الأوروبي لتحقيق سيادة القانون في كوسوفو ستستمر في التنسيق مع سلطات كوسوفو وقوة حفظ السلام (KFOR)" التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو".

اضطراب أمني

يأتي ذلك، فيما بدأت كوسوفو بنشر المزيد من وحدات الشرطة منذ الخميس في شمال البلاد، حيث وضعت جماعات صربية حواجز لإغلاق طرق رئيسية.

وانتقدت السلطات الصربية خطوة نشر الشرطة من قبل حكومة كوسوفو، معتبرة أنها محاولة لغزو مناطق شمال البلاد التي يقطنها صرب كوسوفو، وأنها تمثل انتهاكاً لاتفاق بروكسل.

والثلاثاء الماضي، سُمع دوي انفجارات وصفارات إنذار في المدن الواقعة شمالي كوسوفو، قبيل انتخابات مبكرة مقررة في 18 ديسمبر الجاري في 4 بلديات في كوسوفو.

وتصاعد التوتر نهاية يوليو الماضي بين صربيا وكوسوفو عقب دخول قانون أعلنت عنه حكومة كوسوفو حيز التنفيذ، قبل أن تتراجع وتؤجل سريانه لشهر بغية تهدئة الوضع.

ويلزم القانون الجميع بمن فيهم الصرب الذين يعيشون في كوسوفو، بالحصول على بطاقة هوية من إصدار البلد واستبدال لوحات السيارات القادمة من صربيا المجاورة بلوحات من إصدار كوسوفو.

وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999 وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلجراد ما زالت تعتبرها جزءاً من أراضيها، وتدعم أقلية صربية في كوسوفو.

تصعيد صربي

وقال رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، السبت، إن بلاده ستطلب إرسال قواتها إلى كوسوفو لحماية الأقلية الصربية، فيما تتصاعد التوترات مع جارتها التي خاضت معها حرباً في نهاية التسعينيات وفقاً لـ"بلومبرغ".

وقال فوتشيتش إن الحكومة ستقرر رسمياً الأسبوع المقبل، تقديم طلب لقائد قوة حفظ السلام (KFOR) التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو" بهذا الشأن.

ويمكن لصربيا أن ترسل حتى ألف جندي من الشرطة والجيش إلى كوسوفو تحت قرار أممي كان جزءاً من قرارات إنهاء الحرب في 1999.

وأقر فوتشيتش في مؤتمر صحافي، السبت، بأنه يتوقع أن يفشل الطلب الصربي قائلاً: "لا أوهام لدي. أنا أعرف أنهم سيرفضون الطلب".

وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت، السبت، أن الاتحاد الأوروبي قلق بشأن التطورات الأمنية في شمال كوسوفو، وأنه يراقب الوضع عن كثب.

قال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إننا "بكل تأكيد ندين كل الهجمات وحوادث العنف. الاتحاد الأوروبي وأعضاؤه يدعون إلى المسؤولية وخفض التصعيد لأنه أمر ضروري، خاصة من أجل المواطنين هناك".

وأضاف أن "لكل من بعثة الاتحاد الأوروبي لسيادة القانون في كوسوفو، وقوة كوسوفو التابعة لحلف الناتو أدوارهما لتقديم المستوى الثاني أو الثالث من الحماية".

وتابع أنهم "على الأرض ويقومون بدوريات عن كثب ويراقبون الوضع".