الناتو يساعد أوكرانيا لصد "مسيرات إيران".. وكييف تلوح بقطع العلاقات مع طهران
أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الثلاثاء، أنه سيزود أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي في الأيام المقبلة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة المسيرات، بما فيها "الطائرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا"، فيما أعربت طهران عن استعدادها للحوار والتفاوض مع أوكرانيا لتبديد "الاتهامات" الخاصة بتصدير السلاح إلى روسيا، في أعقاب تلويح كييف بقطع العلاقات معها.
واتهمت كييف مراراً طهران بتزويد القوات الروسية بطائرات مسيرة إيرانية الصنع، بما في ذلك طائرة "شاهد 136"، لضرب البنية التحتية المدنية للطاقة في أوكرانيا.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني هذه الاتهامات بـ"المزاعم التي لا أساس لها من الصحة"، وقال إنها "مبنية على معلومات خاطئة، وفرضيات موجهة لإثارة أجواء سياسية وتنفيذ أجندات إعلامية لبعض الدول ضد إيران".
وأكد كنعاني استعداد بلاده لـ"الحوار مع أوكرانيا بهدف إزالة هذه الاتهامات"، مشدداً على "حياد طهران إزاء الحرب الأوكرانية".
تلويح بقطع العلاقات مع طهران
يأتي ذلك في أعقاب دعوة وزير الخارجية الأوكراني كوليبا الرئيس فولوديمير زيلينسكي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران المتهمة بتوفير طائرات مسيرة تستخدمها روسيا في شن ضربات.
وقال كوليبا في مقطع فيديو نشر على فيسبوك: "في ضوء الدمار الهائل الذي سببته المُسيَّرات الإيرانية للبنية التحتية المدنية في أوكرانيا، والوفيات والإصابات التي لحقت بشعبنا.. أقدم للرئيس اقتراحاً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران".
وأضاف أن طهران زودت روسيا بطائرات مسيرة "بينما تخبرنا أنها ضد الحرب ولا تدعم أي طرف"، معتبراً في مقطع فيديو أن "تصرفات إيران تنم عن الشر، وهي أكاذيب لن نتساهل معها"، وحملها "المسؤولية الكاملة عن تدمير العلاقات مع أوكرانيا".
منظومات مضادة للمسيرات
وأعلن أمين عام "الناتو" في برلين، الثلاثاء، أن الحلف سيزود أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي في الأيام المقبلة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الطائرات المسيرة، "بما فيها الطائرات الإيرانية" التي تستخدمها روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية.
وقال ستولتنبرج متحدثاً إلى مؤتمر أمني، إن "رد الحلفاء على الهجمات هو تكثيف شحنات منظومات الدفاع الجوي التي يقدمونها لأوكرانيا"، مؤكداً أن "أهم شيء يمكننا أن نفعله هو تسليم ما وعد به الحلفاء، بل أن نكثف ونسلم المزيد من منظومات الدفاع الجوي".
وأضاف: "سيقدم حلف شمال الأطلسي في الأيام المقبلة منظومات مضادة للطائرات المسيرة لمواجهة تهديد تلك الطائرات، بما فيها الإيرانية"، وتابع: "يجب ألا تدعم أي دولة حرب روسيا غير المشروعة على أوكرانيا".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد الكرملين أن "لا معلومات لديه" بشأن استخدام الجيش الروسي طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا.
ورداً على سؤال أحد الصحافيين عما إذا كانت موسكو تستخدم طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "ليس لدينا مثل هذه المعلومات"، وأضاف أنه "يتم استخدام التكنولوجيا الروسية، تحت أسماء روسية".
"مسيرات جديدة في الطريق لروسيا"
وتزامنت التصريحات الإيرانية والأوكرانية، مع تصريحات مسؤوليْن ودبلوماسييْن إيرانيين لوكالة "رويترز"، أن طهران "تعهدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض والمزيد من الطائرات المسيرة"، في خطوة من المرجح أن تثير حفيظة الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية.
وأبرم الاتفاق بين الجانبين في السادس من أكتوبر، عندما زار النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر واثنان من كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني ومسؤول من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني موسكو، لإجراء محادثات مع روسيا بخصوص تسليم أسلحة، بحسب "رويترز".
وقال أحد الدبلوماسيين الإيرانيين المطلعين على الزيارة إن "الروس طلبوا المزيد من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الإيرانية الدقيقة، خاصة صواريخ الفاتح وذو الفقار".
وأكد مسؤول غربي مطلع على الاتفاق بين البلدين، أن "هناك اتفاقاً سارياً بين إيران وروسيا لتقديم صواريخ باليستية قصيرة المدى أرض-أرض، بما في ذلك ذو الفقار".
وقال مسؤول أمني إيراني لـ"رويترز" إن روسيا "أرادت شراء المئات من صواريخنا، حتى الصواريخ متوسطة المدى، لكننا قلنا لهم يمكننا أن نشحن قريباً المئات من صواريخ ذو الفقار وفتح قصيرة المدى".
وأضاف: "لا يمكنني تحديد الوقت المحدد ولكن قريباً جداً سيتم شحنها على دفعتين أو 3 دفعات"، فيما توقع دبلوماسي إيراني آخر أن يتم "شحنها خلال 10 أيام".
ورفض دبلوماسي إيراني تأكيدات المسؤولين الغربيين بأن عمليات نقل الأسلحة هذه "تنتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231"، لكنه أضاف: "نحن لا ننحاز إلى أي طرف في الأزمة الأوكرانية مثل الغرب، بل نريد إنهاء الأزمة من خلال الوسائل الدبلوماسية".
وفي السياق، ذكر دبلوماسي أوروبي أن "روسيا تجد صعوبة أكبر في إنتاج الأسلحة في ضوء العقوبات المفروضة على قطاعها الصناعي، لذلك تتجه إلى الواردات من شركاءها مثل إيران وكوريا الشمالية"، معتبراً أن "الطائرات المسيرة والصواريخ هي الخطوة المنطقية التالية".
يأتي ذلك وسط دعوات أوروبية لفرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب تزويدها لروسيا بالطائرات المسيرة، في أعقاب موافقة الاتحاد الأوروبي على مجموعة منفصلة من العقوبات على خلفية حملة "القمع" التي تشنها السلطات الإيرانية على الاحتجاجات القائمة في البلاد منذ قرابة شهر.
وأكد 3 مسؤولين إيرانيين لوكالة "رويترز" أن "طهران رفضت في سبتمبر الماضي طلباً من الرئيس فلاديمير بوتين لتزويده بطائرات إيرانية هجومية بعيدة المدى من طراز (أراش 2)".
ولدى سؤاله عن سبب الرفض، أشار أحد المسؤولين الإيرانيين إلى "عدة قضايا من بينها بعض المشاكل الفنية"، وقال إن "قادة الحرس الثوري كانوا قلقين من أن استخدام موسكو لطائرة (أراش 2) المسيرة في أوكرانيا، قد تمكن واشنطن من الوصول إلى التقنية الخاصة بها".