ثورة الـ14 من أكتوبر تؤكد واحدية المصير اليمني

أشعل اليمنيون في المحافظات الجنوبية من جبال ردفان في 14 أكتوبر/ تشرين أول 1963م، ثورة ومعركة وجودية لطرد المحتل البريطاني، وإنهاء أكثر من قرن على الاحتلال وإنهاء حقبة الاستعمار، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس ذلك اليوم.

واندلعت الثورة بعد 124 عاماً من الاحتلال، حيث سيطر البريطانيون على عدن عام 1839، واستمرت الثورة والكفاح المسلح أربع سنوات في غالبية المحافظات الجنوبية عبر عمليات فدائية مسلحة للجبهة القومية وجبهة التحرير، والتي كانت تدير غالبية عملياتها من المحافظات الشمالية.

ومنذ اندلاع الثورة استمرت الحركة المسلحة أربع سنوات تنفذ عمليات فدائية وتهاجم القوات البريطانية في عدد من المدن، في تشكيلات مسلحة حتى أجبرت القوات البريطانية على الخروج وغادر آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر/ تشرين ثاني 1967، وتم إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

واحدية المصير اليمني

كانت "الوحدة" هي أهم أهداف ثورة 14 أكتوبر وفي المرتبة الثالثة للفعل الثوري، بعد القضاء على الاحتلال، والخلاص من حكم السلاطين والعملاء، ومن ثم إعادة وحدة الجنوب، فيما سمي حينها بإعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية، ومن ثم إقامة عدالة اجتماعية.

كان الثوار يدركون حينها خطورة أهداف المستعمر في عملية التفكيك ودعم السلاطين لإذكاء الصراعات المناطقية والقبلية، ليبقى هو الأقوى يمارس سلطته ويمزق البلاد.

وكانت واحدية المصير والنضال الوطني تتعزز في اليمن كله ضد المستعمر شمالاً وجنوباً، ففي 24 فبراير/ شباط 1963، -أي قبل اندلاع الثورة بثمانية أشهر- عقد في صنعاء مؤتمر "القوى الوطنية اليمنية" من أجل توحيد جميع القوى، لحماية النظام الجمهوري والدفاع عن ثورة سبتمبر، وتحرير الجنوب اليمني من الاحتلال الأجنبي.

ولهذا الهدف كان اعتداء المحتل يشمل كل اليمن، ففي 3 أبريل 1964، شنت ثماني طائرات حربية بريطانية هجوماً عدوانياً على قلعة حريب في مأرب (شمال اليمن)، في محاولة للضغط على الجمهورية العربية اليمنية لإيقاف الهجمات الفدائية المسلحة التي تشن من أراضيها، وفي 19 يونيو 1965 حظرت سلطات الاحتلال البريطاني نشاط الجبهة القومية في جنوب اليمن واعتبرتها حركة إرهابية، وقامت بإبعاد 245 مواطناً من شمال اليمن.