قبيلة «العكابرة» بحضرموت تعفو عن قتلة ابنهم بعد تحكيم قبلي..(صورة)

عقد، الاثنين، بمنطقة ظهر القرون بمديرية أرياف المكلا التابعة لمحافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، لقاء تحكيمي في قضية مقتل المواطن محمد سالم العكبري، الذي سقط برصاص جنود مرابطين في مفرق الطريق المؤدي إلى أرياف مدينة المكلا بمنطقة «جول مسحه» الشهر الماضي.

وأوضح مراسل "خبر" للأنباء، أن منطوق الحكم القبلي قضى أن احتساب أولياء الدم الأجر في قتل ابنهم، مشهدين الله والحاضرين، أنهم قد عفو عفواً مطلقاً ولن يطالبوا دية ولا غيرها، ابتغاءً لمرضاة الله، وطلباً للرفعة في الدنيا والآخرة.

وفي مستهل اللقاء التحكيمي، قدم قائد الشرطة العسكرية العميد ذياب نمران، العدول أمام قبيلة العكابرة بـ(10) قطع سلاح آلي، ومفتاح سيارة، وقال «إننا جئنا محكمين مقادمة العكابرة ومن معهم مقادمة نوح قابلين منفذين بما يصدر به من الحكم».

وأضاف مراسلنا أن الشيخ سالم سعيد العكبري رحب باسم قبلية العكابرة بجميع الحاضرين، مشيراً إلى أن حضورهم يدل على حرصهم الشديد على إحقاق الحق وإظهاره والتعاون على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، شاكراً محافظ حضرموت، وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، واللجنة الأمنية، على الجهود التي بذلوها لاحتواء القضية وتسريع إجراءاتها.

حضر اللقاء الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت، صالح عبود العمقي، ووكيل وزارة الإدارة المحلية عمر سالم العكبري، ووكيل المحافظة المساعد لشؤون مديريات الساحل ناصر سالم بلبحيث، وعضو مجلس النواب مبخوت مبارك بن ماضي، وعدد من أعضاء المجلس المحلي، وقائد الشرطة العسكرية بالمحافظة العميد ذياب نمران، وقائد اللواء 27 ميكا العميد توفيق العزي، وعدد من القيادات الأمنية بالمحافظة، وجمع من أصحاب الفضيلة العلماء والمناصب والمشايخ ومقادمة وأعيان نوح وسيبان.

وقد أعرب الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت، صالح عبود العمقي، عن الشكر والامتنان لقبيلة العكابرة وقبائل نوح عامة، على موقفهم الشجاع، وعلى الكرم والصبر الذي اتخذوه، مشيراً إلى أن صفحهم وتسامحهم في هذه القضية يدل على نبل وإيثار وطباع أصيلة مرضاة لوجه الله تعالى واتباعاً لسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، في العفو والتسامح.

وشكر العمقي باسم محافظ المحافظة وقيادة السلطة المحلية، مشايخ ومقادمة قبيلة العكابرة وقبائل نوح عامة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية لن تألو جهداً في خدمة الجميع والحفاظ على الأمن والاستقرار ونصرة المظلوم.

تخلل اللقاء كلمة للشيخ الداعية صالح الشرفي، دعا فيها إلى الصفح والتسامح والعفو والإصلاح بين الناس. وقال: "من الواجب على الجميع فتح باب الصلح والتسامح، فإنَّ من الناس مفاتيح خير للبلاد والعباد"..

وأضاف، أن "من عفا عمن ظلمه فلم يقابل السيئة بمثلها، وأصلح بالعفو بينه وبين ظالمه، فسيكسب بذلك أجراً عند الله".

وأكد فضيلته أن هذا الموقف الشجاع الذي اتخذته قبيلة العكابرة وأولياء الدم وورثة المرحوم محمد سالم العكبري، ينم عن كرم وشجاعة، داعياً إلى توجيه الجنود للأخذ بالناس بالرفق والرحمة والعقلانية بما يحافظ على أرواحهم واستتباب الأمن والاستقرار.