تقرير أممي يؤكد ارتكاب "جرائم حرب" منذ بدء الحرب في أوكرانيا

خلص تقرير لمحققين أممين إلى "ارتكاب جرائم حرب" في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على البلاد قبل سبعة أشهر. وشكّل مجلس حقوق الإنسان الأممي لجنة التحقيق في آذار/مارس بطلب من أوكرانيا وكلّفها بالتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.

في تقرير يخرق التحفظ الذي أبدته المنظمة الدولية بشأن الحرب في أوكرانيا، قال محققو الأمم المتحدة الجمعة إن "جرائم حرب ارتُكبت" في البلاد منذ الغزو الروسي في أواخر شباط/فبراير الماضي.

وعرضت لجنة التحقيق الدولية على مجلس حقوق الإنسان الاستخلاصات الأولية لتحقيقها حول الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.

تعذيب وسوء معاملة

من جهته، أكد رئيس اللجنة إريك موزه أنه "استنادا إلى الأدلة التي جمعتها اللجنة، خلصت إلى أن جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا"، ذاكرا عمليات القصف الروسية على مناطق مدنية والإعدامات العديدة وعمليات التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي.

 وأيد العديد من الدبلوماسيين هذه الاتهامات فيما بقي مقعد روسيا فارغا.

وخلال مداخلة عبر الإنترنت، وصف ممثل أوكرانيا أنتون كورينيفيش تقرير المحققين بأنه "محطة مهمة" نحو تحديد المسؤوليات أمام القضاء، مذكّرا بأن بلاده تطالب بإنشاء محكمة خاصة للنظر في الجرائم الروسية في أوكرانيا.

و قال ممثل بريطانيا سايمن مانلي بدوره إن التقرير "يبعث على التفكير في مدى وحجم هذه الفظاعات ووطأتها الدائمة على حياة عشرات أو مئات آلاف المدنيين البريئين بمن فيهم أطفال".

 وشكّل مجلس حقوق الإنسان اللجنة في آذار/مارس بطلب من كييف، ثم أصدر في أيار/مايو قرارا جديدا يطلب من اللجنة التحقيق تحديدا في الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.

 وأوضح موزه أن اللجنة زارت خلال تحقيقاتها في هذه المناطق 27 مدينة وبلدة واستجوبت أكثر من 150 ضحية وشاهدا.

وقال: "ذهلنا لعدد الإعدامات في المناطق التي زرناها. وتحقق اللجنة حاليا في هذه الوفيات في 16 مدينة وموقعا. تلقينا مزاعم ذات مصداقية بشأن حالات إعدام عديدة أخرى نقوم حاليا بتوثيقها".

وتحمل جميع الجثث التي عُثر عليها آثار إعدامات واضحة مثل تكبيل اليدين خلف الظهر وآثار إصابات بالرصاص في الرأس أو قطع العنق.

جرائم جنسية

كما ندد موزه باستخدام روسيا "اسلحة متفجرة ذات نطاق تأثير واسع" في مناطق مدنية.

وذكر أن شهودا قدموا روايات متطابقة عن سوء معاملة وأعمال تعذيب تعرضوا لها أثناء اعتقالهم بصورة غير قانونية.

كما تلقى المحققون الدوليون إفادات عن أعمال عنف جنسية. وفي بعض الحالات، أرغم أقرباء للضحايا على مشاهدة هذه الجرائم.

وترواح أعمار ضحايا جرائم العنف الجنسي أو العنف على أساس النوع الاجتماعي في الحالات التي تناولها المحققون بين أربع سنوات و82 سنة.

كما وثقت اللجنة حالات تعرض أطفال للاغتصاب والتعذيب والاحتجاز القسري. وقال موزه: "قتل وجرح أطفال أيضا في هجمات عشوائية بالأسلحة المتفجرة".

وذكر بشكل موجز أن اللجنة تناولت حالتي سوء معاملة تعرض لها جنود روس بأيدي القوات الأوكرانية.

وقال: "بالرغم من أن هذه الحالات غير كثيرة، لا نزال نوليها اهتماما".