كهرباء عدن.. شكاوى متجددة ومعاناة متفاقمة وصمت حكومي مريب
يعيش سكان مديريات عدن الساحلية على صفيح صيف ساخن، مشكلين موجات نزوح واسعة من داخل المنازل إلى خارجها، بعد تخلي الحكومة اليمنية عن مسؤوليتها، وفشل منحة المشتقات النفطية السعودية في تحقيق المطلوب منها.
وبحسب سكان محليين، تشهد مديريات عدن ارتفاعاً شديداً في درجة الحرارة التي تجاوزت 40 درجة مئوية، لتسجل بذلك مأساة سكان محافظة كاملة، هم جزء من معاناة ممتدة إلى لحج شمالاً، وأبين وشبوة وحضرموت شرق وشمال شرق، تزامناً مع ارتفاع ساعات انقطاع التيار في عدد من المديريات وخروج شبه كلي عن أخرى.
ففي عدن يقول سكان لوكالة خبر، إن ساعات انقطاع التيار في مديريات صيرة، المعلا، التواهي، البريقة والمنصورة، تجاوزت أربع ساعات مقابل ساعتي توليد للطاقة، في حين ذكر سكان محليون في مناطق متفرقة بمديرية دار سعد أن المنظومة خرجت شبه كلي.
المعاناة التي عصفت بالأهالي انعكست سلبا على المرضى وكبار السن والأطفال والنساء أيضاً، فبعض المرضى والأطفال تفاقمت اوضاعهم الصحية، وظهر الطفح الجلدي على أجسام الصغار والنساء اللاتي لا يستطعن الخروج من داخل منازلهم بعد أن تصاعدت موجات نزوح الأهالي نحو أسطح المنازل وتحت الأشجار.
أما الطلبة فحكاية أخرى.. حيث يروي بعض طلبة امتحانات الشهادة الثانوية، التي تشهدها البلاد حاليا، أنهم يجرون امتحاناتهم في أجواء غير مهيأة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء عن قاعات الامتحانات.
وأول من أمس أطلق طلبة جامعة حضرموت نداء استغاثة بذات الشأن، وقبلها بأيام قليلة طلبة جامعة أبين، بالتزامن كان لطلبة جامعة عدن اكثر من مناشدة، علاوة على ظهور طلبة احد اقسام كليات الأخيرة وهم يتلقون دروسا تحت ظل شجرة في فناء الحرم الجامعي.
المعاناة تتفاقم، والشكاوى إن بلغت عنان السماء لم تعد تحرك ساكناً في الحكومة اليمنية، ليس لسبب وانما لانها لم تعد تولي الشعب الذي وجدت لخدمته ادنى اعتبار، فهي حد وصف الكثيرين غارقة بوحل فسادها ولم يعد يحرك ضميرها طفل يلفظ انفاسه وطاعن فارق الحياة بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
أمّا عن منحة المشتقات النفطية السعودية، فيرى الأهالي ان وجودها كعدمها، فإن لم يكن فيها خير في فصل الصيف فخيرها في فصل الشتاء يعنيها هي.
وطالب الأهالي بمحاسبة وزارة ومؤسسة الكهرباء، والجهات المعنية في الحكومة، وسرعة تشغيل المحطة الحكومية الجديدة، كما طالبوا في ذات الوقت وزارة الكهرباء توضيح أسباب عرقلة التشغيل.
ويتفق العديد من الأهالي على أن معاناة السكان في فصل صيف العام الجاري بلغت أضعاف ما شهدته الفصول السابقة.
وتساءلوا: وسط هذه المعمعة المترامية، من ينقذ أهالي وسكان عدن الذين يبحثون عن حياة تليق بآدميتهم على أقل تقدير، إن لم تكن مثل بقية شعوب العالم؟