1200 جثة في كييف.. واستعدادات للمعركة الكبرى
أعلنت أوكرانيا، الأحد، أنه تمّ حتى الآن العثور على أكثر من 1200 جثة في منطقة كييف التي احتلّت القوات الروسية قسما منها لعدة أسابيع، في حين يستمر القصف في البلاد التي تتهيّأ لهجوم روسي واسع النطاق في الشرق، حيث يتواصل إجلاء السكان.
وصباح اليوم، أوقع قصف طاول خاركيف وضواحيها قتيلين على الأقل، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، أوليغ سينيغوبوف، على فيسبوك.
في دنيبرو، المدينة الصناعية البالغ عدد سكانها مليون نسمة، تعرّض المطار لقصف روسي جديد، الأحد، أدى إلى "تدميره بالكامل"، بحسب ما أعلن مسؤول محلي.
وسبق أن استهدف قصف روسي مطار دنيبرو في 15 مارس، ودُمّر مدرج الإقلاع والهبوط وتضرّر مبنى المطار.
وليلا سقطت سبعة صواريخ في منطقة ميكولاييف، التي تبعد نحو مئة كيلومتر إلى شمال شرق أوديسا، ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا والتي تضم ميناء استراتيجيا كبيرا على البحر الأسود، وفق ما أعلنت القيادة العسكرية المحلية.
والأحد، أفادت المستشارية النمسوية، وكالة فرانس برس، بأن المستشار النمساوي، كارل نيهامر، سيلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاثنين، ليكون أول مسؤول أوروبي يجتمع بالأخير في موسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
في الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس إلى "هدنة فصحية لتحقيق السلام، من خلال مفاوضات حقيقية". وشدد الحبر الأعظم على ضرورة وضع حد لـ"حرب تضع أمام أعيننا كل يوم مجازر شنيعة وأعمال وحشية تُرتكب بحق المدنيين العزل".
وفي ما يشبه الرد، دعا بطريرك موسكو كيريل، وهو أحد أعمدة نظام بوتين، الأحد إلى الالتفاف حول السلطة لمحاربة "الأعداء الخارجيين والداخليين" لروسيا في خضمّ الحرب في أوكرانيا.
"حرب على المدنيين"واتّهم حاكم خاركيف، أوليغ سينيغوبوف، الجيش الروسي، بأنه "يواصل حربه على المدنيين بعدما فشل في تحقيق انتصارات على الجبهات".
وفيما يسعى السكان للهرب من شرق البلاد، تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق، أعلنت النائبة العامة الأوكرانية، إيرينا فينيديكتوفا، الأحد، أنه تمّ حتى الآن العثور على 1222 جثة في منطقة كييف التي احتلت القوات الروسية قسما منها لعدة أسابيع.
وقالت في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية "لدينا الآن، حتى هذا الصباح فقط، 1222 جثة في منطقة كييف وحدها".
ولم تحدد ما إذا كانت جثث مدنيين حصرًا.
كما أشارت إلى فتح 5600 تحقيق في جرائم حرب محتملة منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير.
وقبل أسبوع، أعلنت فينيديكتوفا العثور على جثث 410 مدنيين في مناطق استرجعتها القوات الأوكرانية في منطقة كييف.
ولفتت حينها إلى احتمال وجود جثث أخرى لم تجمع بعد، ولم تتم معاينتها.
في مدينة بوتشا وحدها، في شمال غرب كييف، دُفن نحو 300 شخص في مقابر جماعية، بحسب حصيلة السلطات الأوكرانية في الثاني من أبريل.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، زارت الجمعة أوكرانيا وتفقّدت مدينة بوتشا.
وقالت "إن لم تكن هذه جريمة حرب فما هي جريمة الحرب؟".
والأحد، جاء في تغريدة لوزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أن الفظائع التي شهدناها في "بوتشا لم تحصل بين ليلة وضحاها. فعلى مدى سنوات حرّضت النخب السياسية والدعاية الروسية على الكراهية، وعمدت إلى تصوير الأوكرانيين على أنهم بلا إنسانية، وعزّزت نظرية تفوّق الروس ومهدّت لهذه الفظائع".
وفي بوزوفا، القريبة من كييف، عثر على جثتين باللباس المدني في فتحة للمجاري، وفق مراسلي فرانس برس.
واقتربت امرأة من الموقع وما لبثت أن انهارت بعدما رأت الجثتين قائلة "زوجي وابني"، وقد تعرّفت عليهما من حذاءيهما.
مستعدون "للمعركة الكبرى"في الشرق يتهيّأ الأوكرانيون لـ"معركة كبرى" للسيطرة على منطقة دونباس التي أصبحت هدفا رئيسيا لروسيا وحيث تتواصل عمليات إجلاء المدنيين تخوفا من هجوم روسي وشيك.
ونقلت وكالة الأنباء انترفاكس-أوكرانيا عن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، قوله إن "أوكرانيا مستعدة للمعارك الكبيرة. أوكرانيا يجب أن تكسبها بما في ذلك في دونباس".
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد استقبل، السبت، رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي تعهّد إمداد أوكرانيا بأسلحة خصوصا آليات مدرعة وصواريخ مضادة للسفن.
وبعدما سحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا أولويتها غزو كامل منطقة دونباس، التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ 2014.
وقال الرئيس الأوكراني "على الدول الديمقراطية الغربية الأخرى أن تحذو حذو المملكة المتحدة". وأضاف "حان الوقت لفرض حظر شامل على المحروقات الروسية ولزيادة شحنات الأسلحة" إلى أوكرانيا.
ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الاثنين، في لوكسمبورغ لبحث حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو، عُلم أنها لن تطال إمدادات النفط والغاز.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه يعتزم فتح نقاش حول حظر النفط، إلا أن مسؤولا أوروبيا رفيعا شدد على أن "أي اقتراح رسمي لم يطرح على الطاولة".
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن التحالف بصدد إعداد خطط لتشكيل قوة عسكرية دائمة لنشرها عند حدوده لمنع أي اعتداء روسي جديد.
وأضاف أن القوة الجديدة ستكون بمثابة "نتيجة طويلة الأمد" للغزو الروسي لأوكرانيا الذي أطلقه بوتين.
والأحد، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، إنه تم إجلاء 4532 مدنيا السبت.
وأضافت أن معظمهم غادروا منطقة زابوريجيا، مشيرة إلى أن نحو مئتي شخص تمكنوا من مغادرة مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة، وفر أكثر من ألف شخص من مدن منطقة لوغانسك في الشرق الأوكراني.
في كراماتورسك، حيث أوقع قصف صاروخي استهدف الجمعة، محطة للقطارات 52 قتيلا بينهم خمسة أطفال فيما كان المئات يتجمّعون لكي يستقل قطارا متّجها إلى غرب البلاد هربا من المعارك، تواصلت السبت عمليات الإجلاء برا.
وبانتظار الهجوم الروسي، انشغل الجنود الأوكرانيون وعناصر الدفاع بتحصين مواقعهم وحفر خنادق جديدة في منطقة بارفينكوف الريفية في شرق البلاد. وزرعت ألغام على جوانب الطرق بينما تم تثبيت عوائق مضادة للدبابات على جميع مفترقات الطرق.
ويرى مراقبون أن بوتين، الذي واجه هجومه على أوكرانيا مقاومة شرسة، قلص خططه لكنه يريد تحقيق نصر في دونباس، قبل العرض العسكري في التاسع من مايو في الساحة الحمراء في ذكرى انتصار السوفيات على النازيين.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فرّ أكثر من 4.5 ملايين لاجئ أوكراني من بلادهم منذ بدء الغزو الروسي.