"انقسام في طالبان".. مواقف متناقضة داخل الحركة من تعليم النساء

في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصلت الفتيات عبر أفغانستان لتلقي دروس في اليوم الذي كان من المقرر أن تفتح فيه المدارس الثانوية أبوابها لهن للمرة الأولى منذ استيلاء طالبان على السلطة. وطُلب منهم العودة إلى منازلهم، وستظل المدارس مغلقة إلى أجل غير مسمى.

ومع تصاعد الغضب الدولي، كان رد طالبان الرسمي مرتبكا ومتناقضا، حيث ألقت المجموعة باللوم على نقص المعلمات في عمليات الإغلاق وقالت إنها بحاجة أولا إلى تهيئة بيئة مناسبة للفتيات للدراسة، واتخاذ قرار بشأن الزي الرسمي المناسب.

وقال بيان صادر عن وزارة التعليم التابعة لحركة طالبان بعد ذلك، إن افتتاح المدارس سيؤجل "حتى إشعار آخر عندما يتم وضع خطة شاملة تتماشى مع الشريعة والثقافة الأفغانية".

ويقول الخبراء إن قرار إغلاق التعليم للفتيات فوق 11 عاما لا علاقة له بالزي المدرسي. وبدلا من ذلك، فإن ها القرار علامة على انقسامات عميقة داخل الجماعة حول الاتجاه المستقبلي للحكم في أفغانستان، وفقا لصحيفة "الغارديان".

وقالت المديرة المساعدة لقسم حقوق المرأة في "هيومن رايتس ووتش"، هيذر بار، إن "الزي المدرسي محافظ للغاية والمدارس مفصولة بالفعل حسب الجنس. كان لديهم سبعة أشهر ليقرروا أي نوع من الأوشحة يجب أن ترتديه الفتيات على رؤوسهن وحتى تلك الأشهر السبعة لم تكن كافية. هذا ليس عذرا".

وتابعت: "إنهم لا يريدون الخروج فعليا والاعتراف بأنهم لا يريدون الفتيات للذهاب إلى المدرسة"، مضيفة أن طالبان فرضت حظرا مماثلا على التعليم والعمل خلال فترة حكمهم في التسعينيات.

يأتي ذلك بالتزامن من إصدار حركة طالبان قيود جديدة على النساء في أفغانستان تلزمهن بالخروج مع رجل ذي صلة قرابة بهن (محرم)، مما يهدد بإبعادهن عن الحياة العامة.

ومنعت طالبان النساء الشهر الماضي من السفر لأكثر من 78 كيلومترا دون محرم أو ولي أمر رجل بناء على تفسير الجماعة المتشدد للإسلام، فيما تم السماح للنساء بالتنقل بمفردهن بالقرب من منازلهن. 

إلى ذلك، قال هارون نجفي زاده، مدير تلفزيون أفغانستان الدولي: "إن الجيل الأكبر من طالبان - يمثله الزعيم الديني للجماعة هبة الله أخوند زاده ورئيس الوزراء بالإنابة، حسن أخوند - يعارض فكرة إرسال الفتيات إلى المدارس. إنهم يرون أنه غير أخلاقي ولا يتماشى مع الثقافة المحلية". 

وأضاف أن مصدرا مقربا من قيادة الجماعة قد سمع أخوند يقول إنه لا يريد أن يرى الفتيات يذهبن إلى المدرسة في محافظة قندهار مسقط رأسه طالما كان على قيد الحياة - لكن يبدو أنه لم يشمل هذا بمقاطعات أخرى مثل كابل أو باميان أو هيرات.

في حين أن حركة طالبان هي حركة ذات أغلبية عرقية من الباشتون، فإن أفغانستان، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة تقريبا، هي موطن لمجموعة متنوعة من الأعراق والخلفيات والآراء.

وانتقد عبد السلام ضعيف، أحد الأعضاء المؤسسين للجماعة الإسلامية ودبلوماسي قديم في حركة طالبان، الحظر على تعليم الفتيات. 

وقال: "يجب أن نحافظ على كرامتنا. يجب أن يعود الفتيات إلى المدرسة في أسرع وقت ممكن". من جهته، قال المسؤول والباحث السابق في مجلس الأمن القومي الأفغاني، علي محمد علي، إن "هذا يظهر بوضوح كراهية طالبان للنساء".