عائدات "بالمليارات".. أين تذهب أصول الطاقة "غير النظيفة"؟
مع توجه العالم نحو الطاقة النظيفة، تخلت شركات كبرى في صناعة النفط والغاز عن أصول بمليارات الدولات، وغالبيتها في الوقود الأحفوري، لكن بدلا من التخلص من هذه النشاطات كليا، ذهبت أموال الطاقة "القذرة"، والمقصود بها الوقود الأحفوري، إلى الشركات الخاصة، وفق تقرير لمجلة إيكونوميست الأميركية.
وتقول المجلة إن الجامعات وصناديق التقاعد الخاصة تشتري "أموال أصول الطاقة القذرة التي لم تعد تريدها الشركات العامة" التي تخلت عنها "تحت ضغط المستثمرين والنشطاء والحكومات".
وتقول إن أكبر ست شركات نفط في الغرب تخلت عن 44 مليار دولار من أصول، معظمها من الوقود الأحفوري منذ بداية عام 2018، وتتطلع الشركات في هذا المجال إلى التصرف في أصول بقيمة 128 مليار دولار في السنوات المقبلة.
"لكن في كثير من الأحيان لا يتم إغلاق المنشآت التي عفا عليها الزمن، بل تنتقل إلى عالم آخر بعيدا عن الأضواء"، وهو شركات الاستثمار الخاصة.
وخلال العامين الماضيين فقط، اشترت هذه الشركات ما قيمته 60 مليار دولار من أصول النفط والغاز والفحم من خلال حوالي 500 صفقة، وهو ما يقدر بأكثر من ثلث ما استثمرته في أصول الطاقة المتجددة.
وكان بعضها عبارة عن صفقات بمليارات الدولارات مع عمالقة مثل "بلاكستون، و"كارلايل"، و"كيه كيه آر"، والعديد من الصفقات الأخرى مع شركات أصغر لم تحصل على قدر كبير من الدعاية.
لكن نقل هذه الأصول لا يتماشى مع عقيدة العديد من صناديق التقاعد والجامعات والمستثمرين الآخرين في الصناديق الخاصة، التي تعهد 1485 منها يمثلون نحو 39 تريليون دولار بالتخلص من الوقود الأحفوري.ويشير هذا الوضع إلى أن عدد قليل فقط منها على استعداد لترك عائدات سخية على الطاولة.
ودرست المجلة نحو ثماني شركات استثمارات خاصة أبرمت صفقات للوقود الأحفوري في العامين الماضيين، ووجدت أن نحو 53 صندوقا للمعاشات التقاعدية و23 جامعة و32 مؤسسة تستثمر في هذا المجال.
وتشير إلى أن صندوق يسمى "بروك فيلد"، ومقره كندا، استحوذ على ملكية مشتركة لمحفظة كاملة من قروض للنفط والغاز في أميركا الشمالية لبنك "إيه بي أن أمرو" الهولندي. وفي يوليو الماضي، وافق "بروك فيلد" على دفع 6.8 مليار دولار لرابع أكبر شركة خطوط أنابيب في كندا، بعد يوم من الترويج لحملة جمع تبرعات بقيمة 7 مليارات دولار لصندوق صديق للبيئة.